دعا خطباء الجمعة المسؤولين اللبنانيين إلى التزام توصية القمة العربية في جدة «بالتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسّسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته»، مؤكدين أن «المطلوب هو الضغط على المعطلين للخروج من هذه الازمة لأن هؤلاء لن يذهبوا للحل الا بالحصول على منافعهم في الحكم بالابتزاز».
الخطيب
{ وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلاّمة الشيخ علي الخطيب: «إنّ محاولات إخافة بعض اللبنانيين من المقاومة هي إحدى الوسائل الخبيثة لهذا العدو والمرتبطين بالقوى الداعمة له، وعلى اللبنانيين أن ينتبهوا لها فهؤلاء لم يقدموا للبنان سوى الهزائم والحروب الاهلية، سلاحهم الفتن الطائفية وتخويف الطوائف من بعضها لمصالح فئوية وحزبية وشخصية ولبعض العائلات المستفيدة من الحكم ومغانمه، فلم يبنوا دولة ولم يحققوا استقراراً أو عدالةً أو إنجازاً لصالح الشعب اللبناني وقضاياه، ولم يرَ منهم اللبنانيون سوى الخراب والقتل والدمار والحروب الاهلية»، متسائلاَ:«من هو الأخطر على الطائفة؟ الطوائف الأخرى أم متزعموهم الذين اقتتلوا في ما بينهم فقُتل منهم اكثر ممن قُتل بالحرب الطائفية؟ واليوم من الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية ويعطل الانتخابات؟ مؤكدا أن «المطلوب هو الضغط على المعطلين للخروج أولاً من هذه الازمة لأن هؤلاء لن يذهبوا للحل الا بالحصول على منافعهم في الحكم بالابتزاز .
الرفاعي
{ واعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن «دربنا في العودة بلبنان إلى مظلة الدولة قصيرة جدا، ولا يلزمها سوى جملة من سطرين قالها العرب في قمة جدة: التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسّسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته»، موجهاً «التحية والإجلال والتعظيم لأهلنا في صيدا على انتفاضتهم الشريفة والحضارية ضد محاولات طمس هويتهم، والتنكر لدينهم وقيمهم، والاستهزاء بطابعهم وأعرافهم لأن «القاعدة والمرجعية لنا هي الدين الإسلامي، وفيه الحرية مكفولة وسامية، لها احترامها واعتبارها، وكفالة ومراعاة الصالح الفردي لا يقل أهمية عن كفالة ومراعاة الصالح المجتمعي كما هو الحال في أكثر القوانين تطورا قديما وحديثا»، فلا توجد حرية بالمفهوم المطلق، بل لا بد من قيود تُستقى من الدين والقانون والمبادئ والأعراف والتقاليد لتُحفظ الإنسانية والفطرة والفضيلة والمجتمع».
قبلان
{ ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «الإنقاذ الرئاسي إنقاذ للبنان والاستهتار الرئاسي خيانة لتاريخ وحاضر هذا البلد، وأزمة الثقة للأسف مصدرها مطالب شخصية على حساب البلد، وبعض الزعامات برهن أنه لا يهمه من لبنان إلا الكراسي، لذلك أعلى درجات الشجاعة الوطنية تكمن بالتجرد الوطني لتأمين تسوية رئاسية تنقذ ما تبقى من البلد وتطلق عملية الإصلاح، لنبدأ صفحة جديدة من لبنان الغد، ولا نريد سايكس بيكو لبناني ونرفض بشدة لعبة الفحص الطائفي، والمطلوب وحدة وطنية لا جزر وجمهوريات»، مؤكّداً أن «المطلوب حماية اليد اللبنانية وسوق العمل والتركيبة الوطنية والتشدد بالمصالح اللبنانية، وقمع النزوح الاقتصادي، وضرورة العودة إلى تسوية رئاسية وتنفيذ خطط وطنية لحماية بلدنا من جيوش السفارات.
فضل الله
{ وأسف العلامة السيد علي فضل الله: «أن نرى القوى السياسية ما زالت على مواقفها تتبادل الاتهامات بالتعطيل على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، كلٌّ يضع اللوم في ذلك على الآخر، ولا يريد أيّ منها أن يتقدم خطوة باتجاه الآخرين لضمان هذا الاستحقاق للوصول على صيغة توافق تضمن الوصول إليه، ما يجعل البلد رهينة انتظار ما يجري في الخارج الذي يبدو أنه قرر أن يضع الكرة في ملعب اللبنانيين ودعاهم أن يتدبروا أمرهم، وهذا ما يدعونا إلى التأكيد على القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في الإسراع بإنجاز الاستحقاق الذي هو دعامة الوصول للاستحقاقات الأخرى .