بيروت - لبنان

20 نيسان 2021 12:00ص د. القوزي للشباب في شهر الخير: إنه شهر تلاوة القرآن وتدبّره والعمل به فلا تكونوا غرباء عنه

الشيخ د. مازن القوزي الشيخ د. مازن القوزي
حجم الخط
روَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ  صلى الله عليه وسلم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه». وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ  صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه»

فكيف يعيش المسلم شهر رمضان المبارك?...

وكيف يتقرّب خلاله من الله تعالى في كل أمور حياته؟..

هذا ما سنتعرف إليه في الحوار التالي مع الشيخ د. مازن القوزي رئيس دائرة المساجد في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية.

شهر التوبة

بداية أكد الشيخ د. مازن القوزي على أن شهر رمضان المبارك هو شهر التوبة الى الله الرؤوف الرحيم التواب، فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «للّه أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه, وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها - قد أيس من راحلته - فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدّة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك - أخطأ من شدّة الفرح.

وأضاف: على كل مسلم استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على الصيام لان تجديد النيّة أمر مهم، فبعض الناس تعوّد على الصيام ولم يستشعر الأجر والثواب المترتب على الصيام، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه. والمراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. فعلى كل مسلم أن يصوم تصديقاً بثواب الله أو أنه حق، واحتساباً لأمر الله به، طالباً الأجر أو إرادة وجه الله، لا لنحو رياء، فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف أو رياء.

وأيضا علينا أن نعيش شهر رمضان باستشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على القيام في هذا الشهر، خاصة وأن هذا العام أكرمنا المولى بفتح المساجد وأداء صلاة التراويح فيها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه)، وهذه نصيحة بالمحافظة على القيام، كما علينا الابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر، فمن كان هذا ديدنه فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالا عليه.

شهر القرآن

وقال مخاطبا المسلمين جميعا: عليكم الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبّر معانيه وتمعّنه، فعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه، فعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» رَوَاهُ مُسلِمٌ. فلقد عرض جبريل القرآن على رسول الله  صلى الله عليه وسلم مرة وفي السنة الأخيرة قبل موته عليه السلام مرتين، فلذا كان السلف يختمون القرآن كل ثلاث ليال وفي العشر الأخيرة كل ليلة، يا لها من همم عظيمة عرفت الدنيا والآخرة ففضّلت الآخرة على الأولى، قال تعالى {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى}.

كما علينا أيضا حفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وان هذه الأشياء صيام الصائم في الصحيح من أقوال أهل العلم لكنها وبدون شك تنقص من أجر الصائم، فينبغي الابتعاد عنها وتوقّيها.

ولا ننسى كذلك حسن الخلق مع الناس كلهم، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال (ان من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)...