بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيار 2018 01:13ص دعوات لترشيد العمل الخيري في رمضان: حاجة ضرورية

ومطلب أساسي لضمان وصول ما نريد إلى من يريد..؟!

حجم الخط
عمل الخير سلوك إيماني يقوم به الإنسان بهدف مساعدة الآخرين وتقديم ما يحتاجون إليه..
ولكن رغم خيرية هذا العمل إلا أن تحقيق الهدف منه يحتاج إلى ترشيد الأعمال وحسن توجيه الطاقات لخدمة المجتمع بشكل كبير...
فالمؤسف أن غالبية النّاس تتجه لباب واحد من أبواب العمل الخيري في شهر رمضان وهو باب إطعام الفقراء... فنجد موائد الرحمن وأعمال المساجد والجمعيات المختلفة كلها تصب في باب إطعام الفقراء حتى يكاد الفقير نفسه يصاب بالتخمة..؟!
فالفقراء في بلادنا يحتاجون إلى دواء... وإلى كساء... وإلى تعليم.. وإلى مسكن... وإلى أمور كثيرة لا تتوفر في تلك المساعدات والأعمال الخيرية التي تنتشر في شهر رمضان المبارك..؟.
ولذلك كان السؤال... كم هو ضروري ترشيد العمل الخيري في بلادنا..!؟ وكم نحتاج إلى التنسيق بين العاملين حتى ننجح في إيصال الخير إلى أهله..؟!
القاضي شحادة
{ بداية قال القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة: جرت العادة في كل عام بشهر رمضان المبارك ان تنشط فيه الأعمال الخيرية من جهات مختلفة سواء جمعيات أو مؤسسات أو أفراد وكما نلاحظ ان هذه الأعمال في غالبيتها تقتصر على مائدة افطار وتقديم بعض المساعدات الغذائية ولا اعتقد ان هناك ما هو يذكر في تقديمات أخرى، وان لتلك الجمعيات الحق ان تجمع في افطاراتها التي تخصص لجمع التبرعات لتقديم المعونات التي ذكرت للفقراء والمساكين، فيما وان هناك مؤسسات تعني بتربية الأيتام وتعليمهم وهذه مؤسسات هي قليلة جداً بالنسبة للجمعيات والأندية والمؤسسات التي تغتنم  شهر رمضان المبارك فرصة لجمع التبرعات وانفاقها في سبيل الخير..
إلا ان هذه العادات وان هذا النمط التي تعود عليه أصحاب هذا الشأن في مؤسسات وجمعيات أصبح مستهلكاً ومكرراً وروتينياً.
وأضاف ونحن نتطلع إلى ان تكون هناك نهضة جديدة لدى هذه المؤسسات والجمعيات ودراسة الإنفاق بشكل أوسع وانفع لصاحب الحاجة، ويعتبر ذلك من باب ترشيد الانفاق الخيري في سبيل الله فهناك من يحتاج لدواء وعلاج وهناك من يحتاج للدعم المدرسي من أقساط ومصاريف مدرسية وهناك من يحتاج إلى أثاث منزل أو وفاء دين أو أي أمر اجتماعي يتعرّض له الفقير كأي مواطن من المواطنين فمن الممكن ان يكون يحاجة إلى مال نقدي لتسديد فواتير المياه والكهرباء وما شابه ذلك فبالتالي من المجدي والنافع جداً هو وضع خطة مستقبلية يتبعها الأخوة في الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإسلامية لترشيد الانفاق وتنويع مصارفه بما يعود بالنفع على المجتمع بكافة فئاته ويساعده في سد حاجاته.
وختم قائلاً: اتمنى لهم دوام التوفيق والعطاء والصحة والسلام وان يعود الخير على كل المسلمين بشكل عام واللبنانيين بشكل خاص.
حداد
{ المفتش العام للاوقاف الإسلامية الشيخ اسامة حداد قال: ان مجتمعنا اليوم وفي لبنان خاصة يعيش حالة فوضى في أعمال الخير ولا يوجد ترشيد في ذلك في غالب الأحوال إلا من رحم ربي.
ونرى ونعلم ان كثيراً من الاغنياء يقدمون اموالاً طائلة لجمعيات ومؤسسات ولكننا نلاحظ أن أعداد الفقراء تزداد يوماً بعد يوم.
واضاف: إذا تمّ ترشيد أعمال الخير تحت اشراف صندوق الزكاة حصراً التابع لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ينبغي ان لا يبقى فقير بحاجة في لبنان، فقد علمت من خلال أصدقاء لي في عدّة جمعيات خيرية ان ما يأخذونه من رواتب ومخصصات عالية ونسب مئوية على التبرعات التي يجنونها فتفكرت قليلاً وقلت اليس الفقراء أولى من ان يعيش هؤلاء برفاهية على حساب الفقراء، ناصحاً جميع الجمعيات ان تأتي بأموال الزكاة إلى صندوق الزكاة التابع لدار الفتوى وهو الذي يقسم الزكاة على الفقراء المحتاجين الفعليين حسب إحتياجاتهم ولا مانع من ان تتعاون الجمعيات مع صندوق الزكاة تحت اشراف دار الفتوى في عملية توزيع المهمات على المناطق لتأمين احتياجهم من كساء، وطعام ودواء ومستلزمات هم بحاجة إليها..
واتمنى على المعنيين وضع رؤية تنهض بالفقراء من خلال تعليمهم وتثقيفهم ودعمهم للقيام باعمال تغنيهم عن المسألة..
وختم قائلاً: أود ان الفت الأنظار إلى ما شهدناه وما سمعنا به بتوافر الخير عند تلك المتسولة التي تجمع ثروة  طائلة ان امثالها كثر من أفراد ومؤسسات، لدينا من معلومات ومعطيات ليس مكانها في الإعلام، كما ادعو الاغنياء إلى الاهتمام بعائلاتهم واقربائهم ثم يفكروا بالابعد والابعد..
أبو شعر
{ الشيخ يحيى أبو شعر المسؤول الإعلامي في صندوق الزكاة  بدوره قال:  بات من الضروري جداً أمام الكم الهائل من الجمعيات والمؤسسات والهيئات التي اختلطت خدماتها وتقديماتها وبرامجها ومشاريعها ترشيد عملها الخيري بما يتوافق وحاجات واحتياجات المجتمع والناس ،وإن كنا نعتقد أن العمل في ميادين العمل الخيري والنفع العام مطلوب ومفترض، ومن سد ثغرة فيه وقام بحقها فقد قضى فرض الكفاية عن مجموع الأمة، وأسقط الحرج والإثم عن الباقين، إلا أن هذا العمل ينبغي أن تبنى استراتيجياته في هذا الوقت على العقل والمنطق وفق الأولوية الاجتماعية والمطلبية..
فلم يعد من المنطق بقاء الوضع على ما هو عليه، بل يجب على  المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية إعادة دراسة الواقع الخيري والاحتياجات المجتمعية الموائمة للواقع، مثلاً صندوق الزكاة من أولى المؤسسات التي اطلقت مشروع افطار صائم ، اليوم ترى الأفراد والمجموعات   خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي   واللجان والجمعيات كلها أطلقت ذات المشروع مما أفقد المشروع فعاليته الحقيقية وأضحت ثماره أقل ونتائجه أضعف ، وباتت المزاحمة على السبق اطلاق المشاريع متقدمة على خدمة الناس وتأمين احتياجات الشرائح الاجتماعية الأشد فقراً .. وأمام هذا الواقع ارتأى الصندوق أن يطور هذا المشروع من خلال: توزيع مبالغ نقدية بموجب شكات بنكية لجميع مستفيديه من الصرف الدائم ولعدد من الأسر المستفيدة من الصرف الأوّلي، لترك الخيار لهم لانتقاء ما هم بحاجة إليه وما ينقصهم من مواد غذائية ولحوم ومواد أساسية تلبي حاجتهم في هذا الشهر المبارك وإغناء مائدة الافطار لديهم ، وما بين وجبات ساخنة وجافة ومواد غذائية (حسب شرط الواهب) شملت المسجلين في لوائح المساعدة من غير مستفيدي الصرف الدائم.
من هنا يظهر لنا جلياً كم نحن بحاجه لترشيد أعمال الخير وتوجيه الطاقات لخدمة المجتمع بشكلٍ أكبر ، ولتتخذ كل هيئة منحى معيناً والأخرى منحى آخر لتتكامل الجهود في سبيل خدمة المجتمع وتأمين احتياجاته كلها ، وهنا اقترح إنشاء صندوق أو هيئة برعاية دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية لدراسة احتياجات المجتمع من المشاريع الخيرية والطبية والخدماتية والصحية والثقافية..
كم بات المجتمع بحاجة لمراكز خيرية صحية متخصصة للأمراض المزمنة مثلاً ، أو لأمراض العيون، أو لأمراض الكلى، كم نحن بحاجة لمراكز تربوية لتقوية الشباب والشابات القادمين على الامتحانات الرسمية، ولمراكز تدريب على كيفية التعامل مع الاطفال الذين يعانون من الصعوبات التعليمية، ولمشاريع منتجة للمطلقات والأرامل ومشاريع تدريب للعاطلين والعاطلات عن العمل، وان وجدت مثل هذه  الا أنها قليلة جداً الى حد أن المجتمع لا يشعر بوجودها وبفائدتها عليه.
هناك منافذ وأبواب يمكن فتحها وذات مردود اجتماعي كبير، يجب البحث عنها والدخول منها لانها أبواب تنتظر من يقرعها ويفتحها وهذه مهمة الهيئات والمؤسسات والجمعيات، وعلى وسائل الإعلام دعمها ومؤازرتها..