بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 أيار 2019 12:02ص رمضان الذي يودّعنا.. ودّعناه منذ سنوات..؟!

حجم الخط
ها قد أعلن شهر رمضان المبارك عن قرب رحيله بعد أن مرّ علينا بخيره وبركاته، لنثبت لأنفسنا قبل غيرنا أننا ما زلنا متمسّكين برذيلة الثبات السلبية على كل المعاصي والذنوب..؟!

شهر رحمة ومغفرة وبركة مرّ.. وما زلنا كأمّة وكجماعة وكمسؤولين كما نحن..

قاعدين لا نعمل... متقاعسين لا نبادر... متواكلين لا عاملين...

نعتمد على مبادرة كل فرد من هنا وهناك لنرعاها... بدلا من أن يكون عملنا هو مبادرة بحد ذاتها يسير معنا فيها ويرعاها كل فرد يريد الخير للبلاد وللعباد..؟!

نعم.. أيها السادة وبكل صراحة...

رمضان يعلن قرب رحيله ونحن بكل أسف كما في رمضاناتنا السابقة لم نتغيّر ولن نغيّر ولا رغبة لدينا للتغيّر نحو الأفضل..؟!

نريده «رمضان فولكلوري» لا نعرف منه إلا الزينة والجلاب والحلويات الرمضانية..؟!

أما أن نعمل.. وأن نغيّر.. وأن نصلح.. وأن نصوّب.. وأن نتوحّد ونضع أيدينا بأيدي بعض لنرفع شأن العباد الذين يعانون... فهذا خيال.. ويبدو سيبقى خيالا..؟!

إن المجتمع من حولنا يتآكل في كل النواحي... ويموت في كل المجالات... ويزداد مرضا في كل أبعاده... ونحن ما زلنا كما نحن...؟!

وبدلا من أن نعمل بكل قوة لنفجّر طاقاتنا الشبابية والإبداعية والإصلاحية والفكرية والنهضوية في سبيل حسن تشكيل المستقبل للبلاد نتمسّك بأعراف فاسدة وموروثات بالية وكله تحت ستار... الوقت ليس مناسبا..!؟

بالله عليكم أجيبونا...

ولدنا ونشأنا وكبرنا وتزوجنا وأنجبنا وكبر أولادنا... ونحن نسمع... (الوقت ليس مناسبا)..؟!

نشأت أجيال ورحلت أجيال والشعار المرافق لها.. (الوقت ليس مناسبا)..؟!

فأي وقت تقصدون... ومتى يكون مناسبا لنعمل ونثبت لأنفسنا قبل غيرنا أننا أمة التغيير والإحسان والإتقان والحضارة والأخلاق والإنسانية بأبهى صورها..!؟ 

متى نقرأ القرآن بأعمالنا لا بلساننا فيدرك العالم كله رقيّ الأمة التي أرادها المولى خير أمة..؟!

إننا في أيام نحسات أيها السادة...

لا تعرف إلا السواد في الفكر والعمل وأحيانا... السواد في القلب..؟!

ربما - وأقول ربما - لن نشهد في أيامنا أي إصلاح أو عمل يعيد لهذه الأمة ما لها من عدل وحضارة.. ولكن الثابت اليقيني أنه سيأتي من يعمل لها ليطبّق عملا وقولا مراد الله تعالى..

صحيح أن رمضان يودّعنا... ولكن الأصح أننا ودّعناه منذ سنوات طويلة...

فحسبنا الله ونِعمَ الوكيل..