بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2019 12:05ص رمضان فرصة للمصالحات الأسرية .. د. حداد: إغتنموه فرصة لتجديد العلاقات العائلية وحلّ الخلافات

الشيخ د. أسامة حداد الشيخ د. أسامة حداد
حجم الخط
شهر رمضان هو من أفضل الشهور في حياة الإنسان المسلم، نظراً لما يحمله من معاني الرحمة والعطف والمحبة والتآخي بين أفراد المجتمع وبين أفراد الأسرة الواحدة.

وان من سماحة هذا الدين ويسره ومن عظيم إحسان الله إلى عباده ان رتّب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة..

فداخل الأسرة فرض علينا الروابط الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة، وكذلك المرأة في رمضان لها دور كبير في تصويب مسار العائلة نحو الإلتزام بالجانب الديني من قراءة قرآن وصلاة وصيام.

وبما ان الأسرة هي عماد المجتمع، كيف يجب أن تكون هذه الأسرة في شهر رمضان؟ وما هي الأمور التي يجب أن تلتزم بها الأسرة لكي يحقق الصيام معناه الحقيقي؟

هذا ما حدّثنا عنه المفتش العام للأوقاف الإسلامية الشيخ الدكتور أسامة حداد في هذا اللقاء:

علاقة مميّزة

{ كيف يجب أن تكون العلاقة بين أفراد الأسرة في شهر رمضان؟

- ان من مميّزات شهر رمضان المبارك انه شهر العطاء والصفاء واللقاء، هذه الثلاثية التي تتجلّى في أيام هذا الشهر المعدودات، فتظهر الرحمة في قلوب الصائمين فيعطي مما أعطاه الله، ورمضان مناسبة لصفاء القلوب ونبذ الخلافات والتغاضي عن المسيئات طمعاً بعفو الله عزّ وجلّ، قال تعالى: {وليعفوا وليصفحوا الا تحبون أن يغفر الله لكم} (سورة النور، الآية 22).

أما اللقاء، فأجمل اللقاءات لقاء العائلة وصلة الرحم، فالعائلة هي عماد المجتمع كلما قويت روابطها قوي المجتمع، وهذا يتطلّب أن ننبذ الأنانية والغيرة العائلية، فيحنُّ الغني على الفقير ويدعو الفقير للغني ولا يطمع بماله.

وأضاف: هنا أودّ أن أوجّه دعوة إلى الأغنياء من كل عائلة أن يكون لأقربائه من غير الأصول والفروع حصة كبيرة من زكاتهم، فلو اهتم الأغنياء من كل عائلة بالفقراء فيها لا يبقى في المجتمع فقير، وهؤلاء الأقرباء برأيي أنا أوْلى من كل المؤسسات والجمعيات، وهذا نجده في قول الله تعالى: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} (سورة الأنفال 75)، ولا يكفي أن يختصر ذلك على عزومة إفطار بل ينبغي أن يكون برعاية الفقير على مدى إحدى عشر شهراً بعد رمضان أي من رمضان لرمضان، ولا مانع إذا أخرج الغني من زكاته وقسّمها على أشهر كمخصص تراحمي للعائلة الفقيرة من عائلته على مدار العام..

دور المرأة

{ ما هو دور المرأة في الترابط الأسري والناحية التعبّدية والاقتصادية؟

- ما ذكرناه آنفاً للمرأة دور كبير خاصة عندما تحنن قلب زوجها أو قلب أخيها أو قلب ابنها على الفقراء من المحيطين بالعائلة.

أما عن دورها في هذا الشهر الفضيل فهو أساس من الناحية التعبّدية والاقتصادية، فمن الناحية التعبدية على المرأة أن تكون أكثر حرصاً على أداء دور مشجّع للتعبّد والاحساس بلذّة الصيام والابتعاد عن محرّمات الإفطار وأسبابه، فهي عندما تصوم عليها أن تصوم عن كل ما هو من شأنه أن يفسد من صيامها من خلال علاقاتها مع الآخرين، أما من ناحية أخرى عندما تلتزم بالصيام والعبادة والقيام بشعائر هذا الشهر الكريم تكون قدوة لعائلتها ولصديقاتها، ولكل من لها بهم صلة، فلا يستخفّ أحد بدور المرأة التعبّدي فهي أساس وأساس مؤثّر بالمجتمع ولها منّا كل التقدير في أدائها الصحيح والعظيم لأن الأسرة بأكملها تتأثّر بها ومحيطها كذلك يتأثّر بها، فليكن أثرها إيجابياً مليئاً بالخير والعبادة خير من غير ذلك.

وتابع أيضاً: وعلى المرأة دورها الاقتصادي في المنزل في شهر رمضان وهو أساسي ومهم كذلك حيث انها تستطيع أن تقوم بإدارة مصاريف الإفطار والسحور كما تريد، فهي المقرّر بهذا الشأن ويمكنها أن تنفق حسب وضع الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن.

وتوجّه إلى المرأة المسلمة لضرورة استغلال ساعات هذا الشهر الكريم، فرمضان شهر قصير لا يحتمل التقصير وكل من يضيّع وقته في رمضان ما فهم معنى هذا الشهر الكريم، وعلى الجميع وخاصة المرأة استغلال هذا الشهر الكريم بقراءة القرآن وتوجيه الأولاد والصلاة معهم جماعة وتشجيعهم على الطاعات وتوجيههم إلى المساجد ومكافأتهم على العمل الصالح وخاصة الصيام، وأن لا تعكف المرأة على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية وتضيّع الأوقات على وسائل التواصل الاجتماعي بما لا يفيد وخاصة موضوع السهر لآخر الليل، ولا يستيقظون على الفجر بحجّة السحور المبكر، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال «لا تزال أمّتي بخيرٍ ما عجّلوا الإفطار وأخّروا السحور».

المشاكل الأسرية

{ المشاكل الأسرية كيف يكون شهر رمضان مناسبة لحلّها؟

- بما اننا لا زلنا في بداية شهر رمضان أدعو الجميع إلى اغتنام بركة هذا الشهر المبارك والكريم وصفائه لجمع شمل العائلة وعودة المحبة والألفة بين أبناء الأسرة الواحدة من خلالها، وعندما يعجز بعض أفراد العائلة عن جمع الشمل وحلّ الخلافات لا بدّ أن يلجأ إلى عالم حكيم يصلح بين النّاس، وكما هو معلوم ان الإصلاح بين النّاس له ثواب كبير عند الله عزّ وجلّ، وهذا هو المعنى الحقيقي لشهر رمضان فليس شهر رمضان شهر موائد واحتفالات وخطابات وإنما هو وقفة مع النفس والتأمّل في السلوك للإنطلاق إلى التصحيح والرقي في تعاملنا مع بعضنا البعض.