بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2018 12:02ص رمضان .. وقراءة القرآن

حجم الخط
ها قد دخل علينا شهر رمضان المبارك وبدأت النشاطات من قبل مختلف الجهات والجمعيات احتفالا به واحياء للياليه، ولعل من أبرز ما نرى غيابه واضحا فيه هو الأمسيات القرآنية التي تقدم المواهب الشبابية البارعة في مجال قراءة القرآن الكريم.
ورغم أن في بلادنا عددا من الأصوات الشابة التي تبشر بالخير فإن غياب الرعاية والتدريب و حسن التعامل معهم أدى وبكل أسف إلى ضعف هذا الميدان أولا وإلى غياب أثره ثانياً حتى للأسف أصبحت القراءة في بلادنا حكرا على الأموات وسرادق العزاء..؟!
والأمر للحقيقة  يحتاج إلى وقفة تأمل من قبل كل المعنيين، فشبابنا الذين نثق بأن بينهم بارعين في مجال تلاوة القرآن وتجويده يعانون من أهمال شديد ولم يعد من المسموح الاستمرار به لعدة أسباب: 
أولا .. لأن فيهم من الطاقات و الإبداعات ما نفتقد بشدة إليها، وأي تأخير أو أغفال لها يعني المساهمة في إبعاد دور وفاعلية القرآن عن المجتمع وأفراده..
ثانيا.. لأن هؤلاء الشباب بأصواتهم يمثلون جيلا جديدا من القراء في عصر نحن بأشد الحاجة فيه إلى إعادة تفعيل مسيرة القراءة في حياتنا ومجتمعنا..
وثالثا.. أن غياب المساندة و الدعم عن هؤلاء أدى بكثير منهم إلى ترك مجال القراءة والإنشاد والتحول إلى طرق لا تناسب إسلامهم..!!
فإن لم نبرز هؤلاء بكل أعمالهم خلال شهر رمضان وبشتى الوسائل المتاحة أمامنا فمتى سنبدأ خطوة الدعم لهم...؟!
إننا وبكل أسف مقصرون أشد التقصير في دعم القراء الشباب في لبنان وفي رعاية مجال قراءة القرآن عموما من حيث الناحية الإبداعية بالتحديد، والواجب علينا ونحن في شهر رمضان المبارك أن يكون في أول الأولويات درس أحوال ومواهب هؤلاء والبحث الجدي في كيف تنمية إبداعهم ومتابعة أمورهم فنخصص لهم القاعات التي ياتي إليها الشباب في ليالي رمضان للاستماع إلى القرآن الكريم، ونجعلهم ضيوفا مكرمين في الندوات والمحاضرات ليس لافتتاح الندوة بل ليكونوا هم نجوم الندوة بأصواتهم..
رمضان أيها السادة الكرام ... شهر القرآن فليكن عندنا أيضا هو تكريم أهل القراءة ولنعلن نشاطاته فيه كخطوة إيجابية نحو البدء بأسلوب تعامل جديد مع شبابنا القراء حتى نعود بميدان القراءة إلى طريقها الصحيح، وليصبح في بلادنا قراء يوقظون القلوب بأصواتهم لا يُبكون الحاضرين على ميتهم...؟!

bahaasalam@yahoo.com