بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 حزيران 2018 12:03ص رمضاننا ... ورمضانهم..؟!

حجم الخط
اسمحوا لي أن أدخل في الموضوع فأسال... 
أما آن الأوان لتصوم نفوسنا وعقولنا بما ينتج عنها من أقوال وأفعال وتصرفات ومعاملات في المجتمع في رمضان كخطوة أساسية في طريق وصولها إلى مرحلة التقوى..؟!
أما آن أن يصبح الصيام صيام اللسان واليد والعين والأذن وطبعا الصيام عن الظلم وعن التسلط وعن الرشوة وعن تعطيل مصالح الناس وعن ظلم الزوجة وعن التقصير في حق الزوج و....؟!
إننا بكل أسف نسير في مختلف المناطق والشوارع فلا نرى من حولنا إلا «صائمي الأمعاء» ..؟! الذين لا يتكلمون ولا يهتمون ولا يبالون إلا بموضوع واحد وهو الطعام والشراب على الإفطار.. وإذا ما تحدث إليهم أحد أو تبادل معهم أطراف الحديث لوجد آمالهم معلقة بكوب من الجلاب أو طبق من الفاكهة، بينما عقولهم الجائعة منذ سنوات وسنوات... لم يلبّ نداءها أحد منهم..!!
فبالله عليكم أيها الأحبة جميعا .. 
ما هو مفهومنا لشهر رمضان المبارك ..
هل هو شهر يمر علينا لنمتنع عن الطعام في نهاره ثم نركع عدداً من الركعات في ليله وانتهى الأمر...؟! 
أم هو  شهر نجتمع فيه حول الموائد لنأكل ما لذ وطاب عند سماع الأذان..؟!
أم هو يا ترى شهر تعليق اليافطات وجمع التبرعات من جمعيات لا نعرف متى تظهر ومتى تختفي..؟!
هل هذا هو مفهوم رمضان في المجتمع...!؟
إننا أيها السادة الكرام ... إن لم نراجع في شهر رمضان كل أمورنا وشؤون حياتنا لنرى مدى توافقها مع كتاب الله وسنة رسوله الكريم ثم نبدأ بالإصلاح والتصويب والتجديد والترميم طوال العام حتى يأتي رمضان التالي لنعود مجددا إلى عملية التقييم السنوي .. فحن إذن لم نفهم رمضان...؟!
إن رمضان بهذا المعنى الحضاري و الراقي هو الذي جعل من المسلمين قديما في مقدمة الأمم و الشعوب... وهذا الفهم الراقي هو الذي حرك عقولهم وجوارحهم وإبداعاتهم لتعمل وتجتهد وتقدم للأمة ما ينفعها وينفع الناس جميعا..
فرمضان في ديننا شهر للإبداع.. 
شهر لغرس أسس التقدم والتطور.. 
شهر لبناء الخطط المستقبلية وفق قواعدها الصحيحة..
شهر لإنطلاق الأمة نحو حياة جديدة ليس فيها إلا العمل والاجتهاد والتفاؤل والتعاون والمساندة والتكاتف والعلم والثقة بالله تعالى..
هذا هو شهر رمضان الذي نعرفه...
فهل يا ترى هو عينه الذين تعرفونه..؟!

 

أخبار ذات صلة