بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آب 2019 12:00ص شارع السادات... وعلاقته بمشايخ التلاحقة الموحّدين

وثائق شرعية تذكر عائلات إسلامية سنّية كانت مقيمة في رأس بيروت وثائق شرعية تذكر عائلات إسلامية سنّية كانت مقيمة في رأس بيروت
حجم الخط
تناولت وسائل الإعلام أصل تسمية شارع السادات وطلب تغييره ليصبح محمد بيهم. والسبب ذريعة مفتعلة بأن من نسبه الى الرئيس السادات بنى على هذه الذريعة بناء كرتونياً كي يبرّر التغيير وهو بذلك كمن يخلق دليلاً بنفسه لنفسه ثم الاستفادة منه.
وقبل الإضاءة على تاريخ محلة في رأس بيروت مشهورة منذ القدم بمحلة السادات وفيها شارع السادات من القول بأن أسماء الأماكن هو علم مساعد للآثار والتاريخ كما بيّنت د. فيفيان حنا الشويري في كتابها الصادر حديثا بعنوان «علم أسماء الأماكن»، بحيث تصبح أسماء الشوارع والمحلات جزءاً من تاريخ خطط المدينة ومن تراثها وهي كالآثار المادية لا يجوز تغييرها وإغفال ما استمر العمل به وشاع في التاريخ والجغرافية.


في إنتفاء نسبة شارع السادات إلى محمد أفندي بيهم

ولد محمد عبد الله بيهم وعاش في قصر والده عبد الله الكائن في محلة الامينية (تجاه مبنى ستاركو) وبجوار محلة وادي أبو جميل (ثمّة من يذهب الى ان المقصود بصاحب الوادي أبو جميل بيهم؟) درس الفرنسية في مدرسة إلياس حبالين. انتخب رئيساً للبلدية سنة 1892 وعضوا في مجلس إدارة ولاية بيروت ثم عضوا في مجلس الأعيان العثماني. كرّس وقته وماله لنشر التعليم بين الشباب ولتأليف الجمعيات التربوية واتخذ شعارا وتوقيعا له هو «الصارخ المكتوم» وكان يذكر في وسائل الإعلام بانه «محمد أفندي بيهم». ذكرنا بعض مناقبه في كتابنا «محمد عبد الله بيهم.. الصارخ المكتوم».

بنى محمد بيهم قصراً في محلة جب النخل (قريطم حالياً) وكان قصره مقصد الشعراء والأدباء وعليّة المجتمع منهم معروف الرصافي والشيخ محيي الدين الخياط، وزاره الدكتور شاكر الخوري ومدحه، كما زاره الشاعر الشهيد عمر حمد ومدحه بقصيدة «القصر العالي». توفي محمد أفندي بيهم سنة 1915 ودفن بجوار الإمام الأوزاعي، وقد رثاه الفيكونت دو طرازي بتأريخ من ستة أبيات حفرت على شاهد قبر بيهم مما يدلُّ على الصداقة التي جمعت بين الاثنين اللذين عملا مع آخرين في الحقل الاجتماعي.

يذكر ان دو طرازي ترأسّ اللجنة التي عهد إليها بتسمية شوارع بيروت فأبقى على إسم شارع السادات كما كان ولم يطلق عليه إسم محمد بيهم.

يذكر ان الفرنسيين أطلقوا عام ١٩٢٢ اسم نانسي Nancy على الشارع ولكن الاسم لم يدم طويلا إذ أعيد إسم شارع السادات كما كان أهل المنطقة يطلقون عليه. نستطيع أن نرى ذلك في خرائط سنة 1936.

السادات والخواجات

درجت العادة في بيروت القديمة على استعمال لفظ السادات لتكريم مجموعة من الأفراد أو العائلات من المسلمين واستعمال لفظ الخواجات للمسيحيين (علما بان الخواجا أعجمية بمعنى التاجر) وإذا عدنا الى تأسيس جمعية المقاصد نرى ان الجمعية أصدرت بعد تأسيسها كتيباً بعنوان «الفجر الصادق» ذكرت فيه هدفها وما قامت به وذكرت لائحة بأسماء الأشخاص الذين تبرّعوا لها سنة 1880 فكان من بينهم:

السادات أحمد وعبد الله المجذوب

السادات عبد الرحيم ومحمد سلام

السادات عرداتي وداعوق

السادات جارودي وعجم

السادات محيي الدين القاضي واخوانه

السادات مصطفى نجا وعمر سلطاني

السادات محمد وعبد الرحيم حمود

السادات عريس

السادات محمد ورشيد السباعي

السادات رشيد وعبد الغني بكداش

السادات عمر ومحمد سعيد بكداش

السادات حسن وعبد العفو بكداش

السادات بيهم

السادات سليم ومحمود درويش

السادات أغر وفاخوري

وكانت المؤسسات التجارية للسادات المشار إليهم وسط بيروت القديمة ولم توجد أية مؤسسة لهم في رأس بيروت.

من هم إذن سادات رأس بيروت؟

يقول طنوس الشدياق ان المشايخ التلحوقيين من بني عزام من عرب الجزيرة الفراتية أتوا مع الأمير معن الأيوبي إلى الشام ثم استدعاهم الأمير عامر الشهابي إلى حوران ثم انتقلوا إلى وادي التيم. ويضيف بأن فتنة حدثت سنة 1144م بينهم وبين الأمراء الشهابيين فانتقلوا إلى بيروت وأقاموا في رأس بيروت. يرجح كمال الصليبي أن بعض القرى والمزارع في رأس بيروت ربما كانت من أقطاع آل الحمرا وأن زقاق الحمراء (شارع الحمراء حالياً ومحلة الحمراء) يحمل إسمهم ولعل بنو الحمرا استقدموا بعض المزارعين من سنّة البقاع ووادي التيم وأسكنوهم بين الدروز في الضواحي الغربية من بيروت.

تملّك التلاحقة وآل عبد الخالق ومعقصة وغيرهم من الموحّدين مساحات شاسعة في محلة رأس بيروت وعين المريسة. فبعد معركة عين دارة انحدر الشيخ محمود خداج وعائلته إلى منطقة رأس بيروت وعملوا في أرض كبير قومه الشيخ شاهين تلحوق. أشار الشيخ أحمد البربيـر (المتوفى سنة 1811م) إلى أن الإغضاء هو أن يعرّض الإنسان عن جزاء من أساء إليه حتى كأنه لم يعلم بإساءته ويقال له: التغافل ومن كلام السلف: عظموا مقداركم بالتغافل وقالوا: السيد العاقل هو الفطن المتغافل وأنشدوا:

ليس الغبي بسيدٍ في قومه

                                     لكنّ سيد قومه المتغافل

وقال البربير «وقد شاهدت مثل ذلك في كبير من مشايخ الدروز يقال له الشيخ شاهين تلحوق، كان إذا نزل من الجبل إلى بيروت يكون معه من الأتباع نحو المائة. فرأيته يوماً عند الصباح تأتي إليه أتباعه يطلبون منه أن يعطيهم دراهم لأجل الفطور ويزدحمون عليه. فرأيت أحدهم أخذ منه ثم تأخّر قليلاً، ثم طلب ثمن الفطور فأعطاه، فتأخّر قليلاً ثم تقدّم فأعطاه، إلى المرة السابعة، فعندها مال إليه وقال له سراً: صارت هذه سابع مرة. فأخذ منه في المرة السابعة ولم يعد».

ومن التلاحقة الشيخ حمود الذي أرسل أيام إبراهيم باشا للدفاع عن طرابلس من عسكر السلطان وبعد فتنة سنة 1844م قبض على الشيخ حمود وسجن في بيروت ثم نفي الى قونيه وتوفي فيها. وكانت بيوت التلاحقة في سهوم الحمراء برأس بيروت وفي زقاق الحمرا وجب النخل (قريطم) وغيرها.

أما آل عبد الخالق فقد نزلوا رأس بيروت بعد معركة سنة 1771م في عين دارة وتملّكوا مساحات شاسعة. منها ما تبرّع به خطار عبد الخالق ليضم إلى تربة الدروز في فردان. وفي سنة 1306 هـ/ 1888م باع علي بن يوسف بن سليمان عبد الخالق قطعة أرض مساحتها 90 ألف ذراع، الربع الى محمد سعيد موسى والربع الى عبد الرحمن عبد القادر نعماني والنصف الى محمد عبد الله حسين بيهم بمبلغ مائة ليرة عثمانية ذهبية، وكان يحدّ الأرض المذكورة قبلة قاسم مياسة ومريم سيور وشمالاً طريق موصل إلى خندق قبلي دار الخواجات فريج وشرقاً طريق سالك وغرباً مقبرة العقال (تربة الدروز الحالية). يضاف إلى ذلك أن قطعة أرض بجانب ساقية الجنزير كانت ملك ورثة محمد عبد الخالق.

وقد أفادتنا وثائق المحكمة الشرعية بتملّك آل مياسة عدة عقارات في رأس بيروت منها عقار بإسم أولاد قاسم مياسة مقابل الروشة. وعقار في محلة جب النخل (قريطم) بإسم إبراهيم بن عبد الله بن قاسم مياسة وعقار بإسم حسن بن عبد الله بن قاسم مياسة وعقار بإسم قاسم بن مرعي بن قاسم مياسة. وعقار كبير قرب تربة العقال ملك قاسم مياسة. وتملّك غندور زيتون عقارات في محلة السهوم الحمرا وفي محلة تين الرمل قرب الأتونات. وأولاد الضاروب أيضاً في القنطاري ومقابل الروشة. كما تملّكت أسر المعقصة من بني خداج والديك وشعبان وروضة البلح وزيتون وحمندي وسليت وغضبان والعود والعاقل وغيرهم من الموحّدين عدة عقارات في راس بيروت وجل البحر.

وتذكر الوثائق الشرعية عائلات إسلامية سنّية كانت مقيمة في رأس بيروت منها أسر شاتيلا وشهاب وغلاييني وعيتاني وغيرهم. والمروي أن المسلمين من آل شاتيلا هم من وادي التيم وأنهم نزحوا إلى بيروت مع آل الحمرا. وأن آل شهاب هم من وادي التيم أصلاً. نقل أحمد أبو سعد أن كمال الصليبي ذكر في كتابه «منطلق تاريخ لبنان» أن أسرة العيتاني من الأسر السنّية البقاعية استقدمها بنو الحمراء إلى رأس بيروت من بلدة عيتا بالذات التي نسب إليها اسمهم. نشير الى ان الوثائق الشرعية بيّنت أسماء بعض الأراضي والمحلات بما يدلّ على من ذلك حي العقال وبركة العقال في فردان والسهوم الحمرا ومحلة الظهر الاحمر في المنطقة المقابلة للروشة والظهر الأحمر اسم قرية في وادي التيم.

وقد لاحظنا من مراجعة مئات الوثائق الشرعية في سجلات محكمة بيروت ان مشايخ آل تلحوق تملّكوا عقارات شاسعة في محلة رأس بيروت نذكر على سبيل المثال الوثيقة المسجلة في سجل سنة 1306هـ/ 1889م برقم 475:

 «في جمادى الأول سنة 1306هـ/ 1889م حضر إلى المجلس الشرعي ملحم بن الشيخ ضاهر بن الشيخ محمد بن عباس بن حسين بن محمد تلحوق الأصيل نفسه والوكيل عن سيد ابن الشيخ فاعور بن الشيخ حمد تلحوق وصرّح بأن الجاري بملك ندى بنت شاهين بن محمد تلحوق زوجة محمد تلحوق وما وقفته:

1- قطعة أرض في رأس بيروت بزقاق الحمره فيها أغراس يحدّها قبلة غنـــدور فخر الدين زيتون وشمالاً طريق سالك وشرقاً وغرباً وقف ندى المذكورة.

2- قطعة أرض بزقاق الحمره فيها أغراس قبلة طريق سالك آخذ الى المنارة شمالاً وقف ندى، شرقاً عبد الجليل صادق العيتاني ووقف ذرية بشير تلحوق.

3- قطعة أرض بزقاق الحمره فيها أغراس وثلاث أوط. شرقاً سعد الدين بن يحيي شهاب وغرباً خليل ومحمد علي اللبان وعبد الجليل صادق العيتاني.

4 - قطعة بالزقاق المذكور فيها أوطه وأغراس. قبلة شمالاً وغرباً طريق سالك آخذ الى شوران.

5 - قطعة أرض بالزقاق المذكور فيها أغراس قبلة وشمالاً وشرقاً طريق شوران وغرباً سعد الدين شهاب.

6 - أرض بزقاق الحمره فيها أغراس قبلة وشمالا وغربا طريق الى جب النخل.

7- أرض بزقاق الحمره فيها أوطه وأغراس قبلة شمال غرب طريق جب النخل.

8 - أرض في زقاق جبّ النخل فيها أغراس شمالاً ملك علي بن محمد عبد الخالق وعلي مصطفى شهاب ومحمد يحيي شهاب وطريق آخذ الى الرمل.

9 - قطعة في جبّ النخل فيها قبو يعلوه أوطتان وأغراس. قبلة وشرقاً طريق سالك آخذ الى بركة العقال شمال ورثة أنطون سيور غرباً محمد وعلي ومحمود مصطفى شاتيلا ومحمود وسعيد وخليل حسين العيتاني.

10- قطعة في جب النخل قبلة محمد عبد الله بيهم شمالاً طريق سالك آخذ الى شوران شرقاً بعضه محمد بيهم وبعضه طريق سالك آخذ الى بركة العقال غرباً أوجين تروليه الفرنساوي.

11- قطعة في جب النخل قبلة شاطئ البحر شمالاً علي ومحمود ومحمد شاتيلا شرقاً مصطفى أحمد قمورية وورثة أنطون سيور غرباً بعضه شاطئ البحر وبعضه سعد الدين شهاب.

12- قطعة أرض بزقاق الرمل محل المصيطبة أغراس المقدّرة قيمتها 51000 قرش: وقفاً على ذريتها وإذا لم يوجد أحد يكون وقفاً لفقراء خلوه عيتات».

وفي وثيقة ثانية مسجلة في سجل سنة 1290هـ/1873م نجد ما يلي: «وفي 20 جمادى الثانية سنة 1290هـ باع الشيخ داود إبن الشيخ بشير تلحوق أصالة ووكالة عن شقيقه الشيخ حمود وعن أبيه الشيخ بشير إبن الشيخ خطار تلحوق، وما هو ملكهم وآيل إليهم بالإرث والشراء إلى الحاج مصطفى إبن الحاج يحيي شاتيلا وذلك إثنا عشر قيراطاً من أصل 24:

1) في قطعتي أرض متلاصقتين في زقاق الحمرا التابع لمحلة رأس بيروت المشتملتين على أغراس متنوّعة وسليخ وبيتين.

1- في قطعة أرض معروفة بالنبعة كائنة في الزقاق والمحلة المذكورين فيها أغراس متنوّعة يحدّها قبلة ملك سعيد وخليل ولدي حسين العيتاني وشمالاً ملك ربوع بنت أحمد الصيداني وشرقاً الطريق السالك وغرباً ملك ورثة حسن التقوش.

2- في قطعة أرض بالزقاق والمحلة المذكورين فيها أغراس متنوّعة يحدّها قبلة الطريق السالك وشمالاً القطعة الآتية وشرقاً ملك محمد القاطرجي وغرباً ملك خليل بن عبد الرحمن العيتاني.

3- في قطعة الأرض بالزقاق والمحل المذكورين فيها أغراس قبلة القطعة السابقة وشمالاً ملك علي بن حسن الداعوق وشرقاً الطريق السالك وغرباً ملك عبد الجليل بن صادق العيتاني.

4- في قطعة الأرض في الزقاق والمحلة المذكورين مشتملة على قبو يحدّها قبلة ملك علي شهاب وشمالاً الطريق السالك وغرباً ملك محيي الدين بن حسن العيتاني.

5- خمسة قراريط من العلية الشرقية المفتوح بابها لجهة الشمال الواقعة ضمن البرج المذكور.

6.12 قيراط من قطعة أرض بالزقاق والمحلة المذكورين مشتملة على بيت مسقف وعلية فوقه بلا سقف يحدّها قبلة وشرقاً مراح علي وعبد الجليل ولدي صادق العيتاني وشمالاً وغرباً ملك فضل الله فياض.

7.12 قيراط في قطعة أرض يحدّها قبلة طريق سالك شمالاً ملك فضل الله فياض وشرقاً ملك سليم اللبان وغرباً ملك محمد القاطرجي.

8.12 قيراط من قطعة بالمحلة نفسها فيها أغراس يحدّها قبلة علي بن سليمان يوسف وشمالاً الطريق السالك وتمامه ملك محمد القاطرجي وشرقاً ملك الشيخ أسعد تلحوق وحسن الصيداني وغرباً ملك محمد القاطرجي وعلي شهاب.

9.12 قيراط من قطعة بالمحلة نفسها مشتملة على أربعة بيوت إثنان مسقفان واثنان بلا سقف وعلى خربة يحدّها قبلة القطعة السابقة وشرقاً وشمالاً ملك فضل الله فياض وغرباً الطريق السالك تتمة الحدود شركة حبيب نقولا الدوماني بنظير المبيع بثمن قدره 46865 قرشاً...».

(اوردنا دراسة وافية عن رأس بيروت في كتابنا المُعدّ للطبع).

شارع الولي أحمد السادات في التراث الشعبي

من المتفق عليه ان الحكايا والأغاني والأمثال التي يتداولها الشعب هي جزء من ذاكرته وان ما يتندّر به في ليالي الشتاء العاصفة وليالي الصيف المقمرة وما يضاف إليها من خوارق وأعاجيب ترويها الجدّات ويتناقلها الأحفاد عرس الجنيات الذي وصفه المرحوم رشيد قليلات أو جنيات خندق ديبو إلخ.. كان لها في غابر الأزمنة شيئاً من الواقع ومن ذلك السادات الذين اعطوا إسمهم للمحلة والشارع المعروف بهم.

أصدرت حياة اللبان سنة ٢٠٠٤ كتابا بعنوان «رأس بيروت كما عرفته» ذكرت في مقدّمته انها ستتحدث في الكتاب عن البقعة التي ولدت فيها فقط. وقد أشارت في صفحة ٨٥ ان كثيرا من أهل رأس بيروت ومن أقاربها حدّثوها «على الضهرة بين الكلية الانجيلية وفندق فدرال. حيث توجد مغارة يسكنها الأولياء السادات الذين أعطوا إسمهم للشارع المتاخم لهم وكان يخرج ليلا من هذه المغارة شاب فارع الطول له لحية سوداء قصيرة يرتدي ثيابا بيضاء فيجول في المنطقة مرات عديدة بخطى واسعة كبيرة ثم يعود الى المغارة: إنه الولي أحمد السادات. وتضيف «وقد شاهده كل سكان هذه المنطقة من رأس بيروت وكان له اخوات شابات يرتدين ثيابا بيضاء ويلتففن بأوشحة وأغطية ناصعة يغادرن المغارة من وقت لآخر ويتنقلن فوق صخور الضهرة وكان السكان يستنجدون بهن في الملمّات فيشعلون الشموع عند باب المغارة ويضعون قربها باقات من الزهر يجمعونها من أزهار الضهرة وينادون: إيه يا سادات... أريد كذا وكذا... فإذا انطفأت الشموع فلا يتم أمرهم وإذا بقيت مشتعلة فذاك دليل على قبول النذر». ثم روت عن احدى السيدات كرامة نسبت الى احدى بنات السادات المذكور.

وجاء في ذكريات صلاح اللبابيدي التي رواها المختار ربيز في كتابه «رزق الله عهيديك الأيام يا رأس بيروت» انه ولد سنة ١٨٩٨ في شارع السادات حيث كان والده قد بنى بيتا في الشارع المذكور. كما ذكرت شقيقته صفية اللبابيدي انها ولدت سنة 1911 في بيت والدها أحمد اللبابيدي في رأس بيروت في الشارع المسمّى السادات كما ولد فيه الفنان يحيى اللبابيدي..

أليس من الواجب أن يبقى شارع السادات على اسمه باعتباره صار جزءاً من تاريخ محلة رأس بيروت وتراث أهلها؟

* مؤرّخ

أخبار ذات صلة