بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آذار 2018 12:02ص شباب بلادنا... ودعوة الأبواب المغلقة..؟!

حجم الخط
اسمحوا لي أيها السادة الأفاضل أن أنقل شكاوى سمعتها من كثير من الناس وأحببت أن أسلط الضوء عليها حتى نبدأ بعلاجها فورا ودون تأخر، خاصة في ظل التحديات العصيبة التي تحيط بمجتمعاتنا..؟!
فعدد غير قليل من الشباب والشابات يشكون دائما أن الدعوة الإسلامية التي يقدمها الدعاة اليوم هي دعوة من «وراء الأبواب المغلقة»، أي أن التواصل مع الدعاة صعب ومعقد ولهذا نرى الشباب في أحيانا كثيرة يبتعدون أكثر مما يقتربون..؟!
ولا أعني بالتواصل اللقاء أو أخذ موعد، وإنما أقصد التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي والحياتي...أي أن يكون الدعاة قريبين من الشباب في همومهم وفكرهم ومشاكلهم وقضاياهم التي يعانون منها، وقرييبن في الحلول والمواضيع والمعالجات التي يقدمونها إليهم..
وأيضا أن يكونوا معهم في مستجدات الحياة ومستحدثات الأمور وما يطرأ على العيش من أمور يريد الشباب فيها من يقف إلى جانبهم ليشرح لهم تفاصيل التعامل معها أو أسلوب التعاطي مع مسبباتها ونتائجها..؟!
طبعا .. لا أنكر أن هناك من الدعاة من يقوم بهذه الخطوة المحمودة، ولكنهم للأسف قلة قليلة، لا يكاد عددهم يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، ومن هنا كان هذا المقال لنقول تعالوا جميعا لنعمل معا صيانة لحاضر ومستقبل شبابنا..
أقول هذا الكلام لأن التاريخ وسير الأمم أثبتت كلها أن المجتمع الذي يبتعد فيه الدعاة عن جيل الشباب هو مجتمع شاخت قدراته وضاعت مواهبه واندثرت إمكانياته، وبالتالي بات على شفا حفرة من الشيخوخة الحضارية..؟!
وأي إهمال أو تراجع أو تقاعس في مناقشة هموم الشباب المناقشة العملانية - الفعلية لا القولية - اللسانية سيؤدي شئنا أم أبينا إلى مزيد من الابتعاد وإلى مزيد من التراجع..!!
فالشباب هم الطاقة وهم نواة الإصلاح وهم جنود التصويب وهم «دينامو» الإيجابية في البلاد، وإذا كان المولى تعالى قد أخبرنا فقال: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} فإن وقود التغيير نحو الأفضل هم هؤلاء الشباب الذي أودع الله تعالى فيهم قوة الصبر وقدرة العمل وفضيلة الإصرار وميزة المواجهة حتى ينصلح أمر الأمة، ولا أحد غير الشباب...!!
فيا كل أفراد المجتمع اقتربوا من الشباب... وافتحوا أبواب قلوبكم وعقولكم وفكركم وأعمالكم ودعوتكم وكل أموركم.. لتكونوا مع الشباب وبجانب الشباب وفي صفوف الشباب...
إذهبوا إليهم في مقراتهم... في نواديهم... في أماكن تجمعاتهم.. في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم.. بل وفي جلساتهم... وتحاوروا معهم.. واستمعوا إليهم.. لعلنا نكون سببا في إحياء القلوب التي عليها يتوقف مصير مستقبل البلاد والمجتمعات...
أيها المجتمع بدعاته وبأصحاب الكلمة فيه.. 
الشباب يعاني فلا تنتظروه أن يأتي إليكم بل بادروا أنتم إلى الذهاب إليه .. فخيركما.... الذي يبدأ بالسلام ..؟!