بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2019 12:02ص شكراً لفسادكم الذي أيقظنا..؟!

حجم الخط
اليوم.. أستطيع أن أقول وبكل صدق أن الفساد المتراكم منذ سنوات في بلادي قد أثمر نتيجة مشرفة، فحكمة الله تعالى أن الظالم يبلى بالعمى فيتمادى في ظلمه حتى يثور المظلوم عليه.. {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}، وها نحن نرى تحقيق هذه الآية في بلادنا، فلقد ساد الفساد في كل نواحي الحياة حتى ظنّ أهله أنهم تحكّموا.. فإذا بالسحر ينقلب على الساحر وإذا بفسادهم يوقد نيران الثورة ضدهم..؟!

اليوم... شبابنا وفتياتنا يصنعون تاريخ البلاد بأيديهم في الساحات والميادين..

وهو تاريخ ليس فيه تزوير ولا تحريف ولا تملّق، وإنما فيه التضحية والوطنية والصدق، وربما لهذا السبب يرفض البعض الانضمام إليهم..؟!

شبابنا وفتياتنا اليوم يثبتون - على عكس كل ما حاول الفاسدون أن يروّجوا له - أنهم أصحاب وعي وأصحاب قدرة وأصحاب قضية ناجحة... فبارك الله لهم..

أما دورنا اليوم كدعاة فكبير جدا جدا، وواجبنا أن نكون معهم وبينهم وفي صفوفهم، نبارك خطواتهم ونشدُّ على أيديهم ونساعدهم بكل قدراتنا، وأيضا ننصحهم كأخوة لهم ومنهم.. لا كمنظّرين عليهم..؟!

دورنا أن نبرهن للناس جميعا أن الداعية هو مع الحق ينصره ويدافع عنه.. لا فقط يتكلم عنه..؟!

دورنا أن نكون في أول الصفوف مؤيّدين لمطالبهم الإنسانية النبيلة... لا أن نقول لهم طالبوا بها ونحن متقاعسون في بيوتنا..؟!

ودورنا أيضا أن نشاركهم وأن نضع أيدينا بأيديهم... حتى نمنع أي تشويه أو أذى عنهم..؟!

على كل داعية في بلادنا - أيها السادة الأفاضل - أن يرتقي إلى مستوى الحق الذي كلّفنا الله تعالى به فقال {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}.. ولما كان الحق صعبا على نفوس كثيرة ويحرّضها لمعاداة كل من يعمل به، قال تعالى {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} فكان الصبر على ما نلقاه بسبب الحق واجبا أيضا..؟!

يا كل داعية في بلادي.. إن لن تعمل بالحق وتتحلّى بالصبر لنصرة هذا الحق، فما هو دورنا..؟!

أخرج من عباءة كل قيد طوّقت نفسك به..؟!

واخلع عن نفسك تلك التبعية المقيتة التي كتمت صوت الحق..؟!

اكفر بكل ظالم وفاسد... وآمن فقط بالحق الذي أمرت به..؟!

وبعد الإيمان اعمل واسْعَ لتكون من الذي عملوا الصالحات...؟!

نعم... إن الوقت اليوم ليس وقت تنظير.. ولا وقت كلام خطابي... ولا وقت شعارات مللنا سماعها... بل هو وقت الوقوف مع الحق مهما كلّف الأمر...؟!

يقول النبي  صلى الله عليه وسلم: (الخلق عيال الله.. وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله).. فهل نسير على هدي رسولنا ونكون من النافعين لأهلنا وبلادنا... أم سيشهد التاريخ أننا ارتدينا عمائم... لم نكن أبدا من أهلها..؟!