منذ العام 1984م يعمل صندوق الزكاة التابع لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية على نشر الوعي بفريضة الزكاة وجبايتها وتوزيعها على مستحقيها، ونشر الخير العام وإطلاق المشاريع والبرامج التي تحاكي الواقع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي والتي تستهدف الشرائح الأشد فقراً في المجتمع اللبناني، تحقيقًا للتكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني، وتنمية للمجتمع، بغية ترسيخ الأمن الاجتماعي والأمان النفسي، وبالفعل قد اثبت الصندوق تميّزه وحضوره على الساحة اللبنانية كشريك ناجح في التنمية والإغاثة ورفد المجتمع بأسباب الصمود وتجاوز الأزمات والضغوطات.
ولا بد من الإشارة الى أن الصندوق لا يعمل إلا وفق القواعد الشرعية في صرف الزكاة والمساعدات والهبات النقدية والعينية، ويطبق مبدأ الرقابة المالية والإدارية بشفافية وكفاءة.
تقديمات وخدمات
ومع بدء شهر ذي الحجة ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك ينفذ صندوق الزكاة عدة مشاريع خيرية من شأنها إدخال الفرحة والسرور الى قلوب العديد من أبناء المجتمع منها:
أولاً: مشروع لحوم الأضاحي حيث يعمد الصندوق الى إطلاق حملة إعلامية تذكيرية عبر مختلف الوسائل ومواقع التواصل الاجتماعي لحثّ المقتدرين على المبادرة الى الإقدام على تنفيذ هذه السنّة النبوية المباركة لا سيما في ظل الظروف المعيشية والاجتماعية الضاغطة التي أنهكت مختلف الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وطالت كذلك الفئات المقتدرة.
لماذا يباشر الصندوق هذا المشروع؟ لأن الأضحية من شعائر الله وهي سنّة مؤكدة وقيل واجبة، يكره تركها مع القدرة عليها، قال صلى الله عليه وسلم: «من وجد سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا».
كما قال عليه الصلاة والسلام وقد قالوا له: «ما هذه الأضاحي؟ قال: سنّة أبيكم إبراهيم، قالوا: ما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة» وقال: «ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عزّ وجلّ من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عزّ وجلّ بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً». كما روي عن الإمام علي كرّم الله وجهه أنه قال: لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحّوا، وإنه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها.
ولا بد من التنويه أن الأضحية: ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى تقرّباً إلى الله عزّ وجلّ قال تعالى: {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه رب العالمين} وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنهما - قال: ضحّى رسول الله بكبشين أملحين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يضحّون عن أنفسهم وأهليهم.
ويشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي ويتصدّق لقوله تعالى: {فكلوا منها واطعموا البائس الفقير} ولقوله: {كلوا وادخروا وتصدّقوا} وله أن يأكل ثلثاً ويهدي ثلثاً ويتصدق بثلث. ويحرم أن يبيع شيئاً من الأضحية لا لحماً ولا غيره حتى الجلد، ولا يعطي الجزار شيئاً منها في لقاء الأجرة أو بعضها لأن ذلك بمعنى البيع.
يجب أن تتوفر في الأضحية شروط محددة نلخصها في: أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، وأن تبلغ السن المحددة شرعاً بأن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من غيره. والثني من الإبل ما تم له خمس سنين، والثني من البقر ما تم له سنتان، والثني من الغنم ما تم له سنة، والجذع ما تم له نصف سنة.
وعلى المضحي أن يقوم بذبح أضحيته بها في الوقت المحدد شرعاً وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فتكون أيام الذبح أربعة، كما أشار الى أنه يجوز ذبح الأضحية في كل الوقت ليلاً ونهاراً، والذبح في النهار أولى، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل مما يليه لما فيه من المبادرة إلى الخيرات.
صندوق الزكاة أطلق نداءه الإنساني لأهل الخير للمبادرة الى المسابقة في الخيرات، فلا يدري الإنسان أي حسنة قد تدخله الجنة، كما تمنّى على المقتدرين تطبيق هذه السنّة النبوية المباركة تعظيماً لشعائر الله وادخالا للفرحة الى قلوب الفقراء، وهو يستقبل أضحياتهم وينوب عنهم في ذبحها وتوزيعها على أهل الفقر والحاجة من أرامل وأيتام وعجزة ومرضى وأسر متعففة، في بيروت وكافة فروعه في المناطق.
مشاريع أخرى
أما عن المشاريع الأخرى التي ينفذها الصندوق في هذه الأيام المباركة:
- كسوة العيد حيث يعمد الصندوق الى توزيع الألبسة على الأسر المستفيدة المسجلة ضمن لوائح المساعدة الدائمة والأولية، وعلى الأيتام وأسرهم، تتضمن الكسوة: الملابس والأحذية والقطنيات وما يصل الصندوق من زكوات وصدقات وتبرعات عينية.
- عيدية اليتيم والفقير، حيث يوزع الصندوق قبيل العيد مبالغ مالية على كل الأيتام المكفولين، وعلى الأولاد الفقراء المسجلين ضمن لوائح المساعدة.
مع الإشارة الى أن تقديمات الصندوق الأخرى الثابتة ما زالت مستمرة كعادتها كالمساعدات المرضية وكفالة الأيتام وكفالة الأسر وتوزيع الحصص الغذائية والمواد العينية وسوى ذلك كثير.