بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الأول 2017 12:02ص علِّموا أولادكم ثقافة التبسُّم

حجم الخط
حين نقرأ في القرآن الكريم عن طبيعة العلاقة بين البشر عموما ندرك أن أساس العلاقة هي الرحمة والمودة والتعاون والتعارف ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وهذا التعارف الذي أمرنا به الله تعالى له مفتاح هو في حقيقته عبادة ولكن كثيرا من الناس للأسف هجروها وشوهوا صورتها... 
فالمفتاح هو الإبتسامة، هذا الفعل الرائع الذي يقرب الناس من بعضها البعض ويزيل مظاهر التعصب والانفعال والغضب ويحقق مبدأ التعارف.
والنبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الشريف (لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)، وقال اأيضا (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، إذن الابتسامة في وجوه الناس ليست تفضلا عليهم وإنما هي أمر من النبي عليه الصلاة والسلام وكل من يصر على عدم التبسم فهو يخالف سنة النبي. 
ولعل مشكلتنا الكبيرة هي أن كثيرا من الناس فهموا الدين خطأ.. وطبقوه خطأ.. ولذلك تشوهت الصورة الراسخة عن المسلم الملتزم في الاذهان، فأصبح الإنسان الذي لا يتقبل الابتسامة، دائم "التكشيرة"... مستمراً في عبوس وجهه..يتعامل مع الجميع بجدية مبالغة تنفر كل من حوله..؟!
للأسف أصبحت المفاهيم في تطبيقاتنا معكوسة، إلى درجة أن البعض بات عندما يحدث أحدا نسمعه يقول (فلان ما شاء الله ملتزم ومؤمن لا بيضحك ولا بيمزح)؟!
إننا ندعو الجميع إلى تعليم أبنائهم ثقافة التبسم، ليس مجاملة للناس وإنما كثقافة إيمانية تعكس الرضى الداخلي الذي استقر في نفوس الناس نتيجة لحسن فهم أمور دينهم، ونتيجة لحقيقة اليقين المستوطن بدواخلهم..
ندعوهم إلى التعامل مع الأولاد بابتسامة.. وإلى التحدث إليهم بابتسامة، وإلى تربيتهم بابتسامة... فإن الإبتسامة في ديننا ومفهومنا ليست تعبيراً عضلياً، وإنما هي انعكاس لرقي الحالة الإيمانية التي تعبر من خلال الابتسامة عن التسليم لله تعالى وعن التوكل الصادق.. 
أيها الآباء... اجعلوا ابتسامتكم مع أبنائكم ابتسامة الرضى والتسليم... حتى تنالوا الرضى وتخرجوا لنا أجيالا متصالحة مع نفسها وقادرة على مواجهة تحديات الحياة.