بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2020 12:00ص على مشارف الدخول في العشر الأواخر لا تضيّعوا ما تبقّى من أيامٍ وليالٍ.. فلا أحد يدري متى يغفر له

حجم الخط
كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أهله وأصحابه بقيام العشر الأواخر وتحرّي ليلة القدر والتي تعادل العبادة فيها عبادة ألف شهر كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {ليلة القدر خير من ألف شهر}, وهي أيام العتق من النار, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

وإذا كان المسلم يجتهد في العبادة والصلاة وقراءة القرآن طوال أيام رمضان فعليه أن يكثر من الطاعات ويزيد من فعل الخير في العشر الأواخر وأن يضاعف عمله في الوتر من العشر الأواخر لأنه لو صادف ليلة القدر بهذه الطاعات فإنها تعادل عبادة 83 عاما وأربعة أشهر، وهذه رسالة لكل صائم أن يجتهد في العشر الأواخر وكل من لم يجتهد في أيام رمضان فلديه فرصة للحصول على الأجر والثواب في هذه الأيام الكريمة.

وهو ما أكد الدعاة على أن الوقت في شهر رمضان كالكنز يجب أن تحافظ عليه، وأن نسعى لكسب كل لحظة فيه. فجميع تلك المشاهد والسلوكيات المرفوضة تخرجك من سوق الحسنات الذى سرعان ما ينقضي وقد ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، موضحين أن السهر في ليالي رمضان إنما يكون لإحياء ليالي رمضان بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة وغيرها من العبادات وهذا أمر مستحب خصوصا في ليالى العشرة الأخيرة.

بيطار

بداية قال الشيخ علي بيطار، إمام وخطيب مسجد الخضر: كيف لا نغتنم ما تبقّى من شهر الخير وفيه ليلة فضّلها الله تعالى على غيرها، إذ قال جلّ شأنه: {ليلة القدر خير من ألف شهر}, فالعمل فيها خير من العمل في ألف شهر, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا, غفر له ما تقدّم من ذنبه», وإذا كان الدعاء مستحبا في كل الأوقات, إلا أن الإكثار منه في شهر رمضان وخاصة في العشر الأواخر منه وفي أوتاره مستحب أكثر, ومن الدعاء الذي يستحب الإكثار منه «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني», لما روي عن عائشة قالت: «يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟, قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».

خطاب

بدوره يقول الشيخ علي خطاب، إمام وخطيب مسجد عبد الرحمن بن عوف، إن الفرائض والقربات يستلذها الصالحون ويجدون فيها السكينة فهم يعدّون رمضان بمثابة موسم المتقين، وميدان المتسابقين، والمغتسل الروحي، للتطهر من الذنوب والعيوب، كانوا يعيشون كل لحظة فيه، إما بطاعة وإما بقربى، على منهج «فاستبقوا الخيرات»، وقديما قالوا لو يعلم الناس ما في رمضان، لتمنوا أن يكون العام كله رمضان، وننصح وننبّه، على عدم تضييع الأوقات الرمضانية في اللهو والخمول، لأن ذلك يتنافى مع مقاصد الصيام. ويجب علينا جميعا أن نتذكّر قول الله تبارك وتعالى: {ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}..

وأضاف: أن الله سبحانه وتعالى فضّل أشياء على أشياء وأياما على أيام وشهورا على شهور وبشرا على بشر, حتى في رمضان الذي فضّله على غيره من الشهور ففيه أيام تفضّل على غيرها حتى في رمضان ذاته, وهي أيام العشر الأواخر منه, وليلة هي خير من ألف شهر, إنها ليلة العمر ليلة الحظوة والمكانة, ليلة القدر العالي, فإن ضاع منك صيام رمضان إيمانا واحتسابا, وقيامه إيمانا واحتسابا, فتذكّر أخي المسلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه، فهل هناك شرف ومكانة وثواب عظيم بعد العفو والغفران من الرحيم الرحمن؟

وقال: كل مسلم مطالب بأن يجدّد العزم ويوقظ الهمّة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر, ويمكن استغلال العشر الأواخر بطريقة تجعل المسلم يحصل على الكثير من الثواب والأجر, فعلى كل مسلم أن يستغل الليالي الوترية, من أجل ليلة القدر, والأفضل استغلال العشر كلها في الصيام الحسن والقيام الحسن الكامل, مع البدء في ختمة جديدة للقرآن الكريم, لا سيما لو كان المسلم معتكفا فيجعل من هذه الختمة ختمة تلاوة وتدبّر ومعانٍ وتفسير, ولا بد أن نكثر من الدعاء لا سيما دعوة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد تعلّمتها من نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، فإنه إذا عفا عنك وأعتق رقبتك فاطمئن, لأنه لن يأسرك أبدا, ولا بد في العشر الأواخر من رمضان بالتصدّق بصدقة لم تتصدّق بها من قبل فالصدقة تطفئ غضب الرب, وعلى كل مسلم أن يخرج زكاة الفطر وأن يبحث عن اليتيم والفقير ليدخل السعادة عليه قبل العيد.