بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 حزيران 2018 12:02ص فرِّحوا الأطفال بالعيد..

حجم الخط
مع كل عيد يطل علينا من يسأل.. كيف نفرح في ظل حروب ودمار وقتل لأخواننا في مختلف أنحاء العالم..؟!  وكيف نفرّح أبناءنا في أيام أسدل السواد فيها ستائره على مناطقنا العربية بكل تفاصيل حياتنا...؟! 
لذلك نقول.. صحيح أنها أيام فرح وسعادة وسرور وتواصل وصلة أرحام.. ولكنها قبل هذا كله هي أيام عبادة يظهر المسلم من خلالها فرحه بالطاعة.. طاعة للمولى تعالى.
وبالتالي فالفرح أيام العيد.. هو أولا عبادة لله تعالى واقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرة السلف الصالح.. ولذا قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}..
ونحن في هذه الأيام المباركة نريد «الفرح العبادي» إن صح التعبير لأنه هو الطريق إلى النجاة من كل المآسي التي نعاني منها في هذا البلد... فالفرح بطاعة الله تعالى هو الذي سينمّي روح الوحدة والأخوة والألفة بين الصفوف... وهو الذي سيجعل المؤمنين على قلب رجل واحد...
والفرح بالطاعة وبمواسم العبادة هو الذي سيؤكد مفاعيل الإيمان «العملي» بأن الله تعالى هو رب العالمين وأنه لا سبيل للخلاص من مشاكلنا إلا بالتوجه الصادق والمخلص إليه..
أما الأطفال .. فلا ذنب لهم، ولذا لا تضيعوا عليهم فرصة الفرح بمواسم العبادة، ولا تزيدوا حزنهم حزنا...
لا تعكسوا مشاكلكم إلى الأبناء فتذهبوا معاني وأفراح العيد عنهم وعن نفوسهم...
فهم رغم كل ما يحصل.. يريدون الفرح... يريدون السرور... يريدون اللعب واللهو والاجتماع على الضحكة البريئة... التي لا بد أن نجتمع كلنا لنحميها ولندافع عنها ولنعلي من شأنها...؟!
فارحموا الأبناء الذي نريدهم فرحة لحياتنا... ولكن لا نسأل عن فرحتهم هم...؟!
إن المطلوب أن نبني لهم غدا واعدا ومشرقا... ولا أعتقد أنه يمكن لأحد أن يبني غده أو حتى أن يحلم به... بلا فرحة... وبلا طاعة.. وبلا سرور.. وبلا تفاؤل...؟!
أيها المسلمون من كل الفئات.... اسمعوا حديث من آمنتم به رسولا ونبيا: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ).. فلا تكونوا أول مضيّع لهم..؟!؟