بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 نيسان 2020 12:00ص فرصة لإعادة برمجة الإيمان في نفوسنا

حجم الخط
منذ أن بدأ فيروس كورونا بالانتشار في بلادنا وأنا أسمع من أناس كثيرين كلاماً حول العبادة في شهر رمضان المبارك..

فمنهم من يقول: كيف نصوم وهناك خطر الوباء من حولنا...؟!

منهم من يسأل مستغربا: أيعقل شهر رمضان والمساجد مغلقة..؟!

وثالث يردّد: «لا رونق» لرمضان بلا صلاة التراويح جماعة في باحات المساجد..؟!

ولكل هؤلاء نقول...

إن عباداتنا في رمضان وفي غير رمضان هي للّه تعالى، وبالتالي علينا جميعا أن نعلّق القلوب بالله، وأن نجتهد في العبادة للّه في كل الظروف، وأن نطيع الله في كل الأحوال.

نعم المساجد مغلقة.. والتراويح جماعة لن تقام.. والإفطارات الأسرية ربما تكون شبه ممنوعة... ولكن أليس في ذلك حكمة كبيرة من الله تعالى..؟!

بلى والله...

فإني أرى في تلك الأزمة فرصة كبيرة لكل مسلم عاقل للعودة إلى عبادة الله تعالى بلا رياء وبلا مفاخرة.

فرصة تعيدنا إلى العبادة الحق ليتعلق قلبنا بالله وحده، فنصلي في بيوتنا، ونصوم في بيوتنا، ونقيم الليل مع أولادنا، لنعلّم أنفسنا ونعلّمهم أن كل بقعة هي مسجد، وكل مكان هي مصلى، وكل وقت هو وقت عبادة للواحد الأحد..

فرصة تجعلنا نراجع أنفسنا، لندرك تمام الإدراك قيمة النِعَم التي كنا نتعامل معها بـ «بطر» خلال رمضانات كثيرة مرّت علينا.. وقبل ذلك كله.. فرصة تعيد إصلاح القلوب لتكون راضية قانعة بما كتب الله لنا، ثم تعمل وتجتهد لتكون على المنهج الصحيح والخط القوّيم الذي ارتضاه الخالق لنا.

إن رمضان هذا العام لا بد أن نجعله فرصة ثمينة لإعادة «برمجة» النفوس في تعاطيها مع كل ما في هذه الدنيا من أمور، ولكن ليس على مبدأ «الأنا الإبليسية».. وإنما انطلاقا من قوله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينا}..

فلو أغلقت كل المساجد... ومنعت كل التجمعات... وتعطّلت كل المرافق.. وتوقفت كل الأعمال... وتمّ حجر كل الناس... فإن باب الله تعالى سيبقى مفتوحا ليعلّمنا أن العبادة الحق هي له سبحانه، مهما كانت الأحوال والظروف..؟!