بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تشرين الثاني 2017 12:03ص فريضة .. بِرّ الوالدَيْن

حجم الخط
من المعلوم أن برّ الوالدين أصل من أصول الإيمان عند الإنسان المسلم، وذلك بنص القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة، وعقوقهما كبيرة من الكبائر التي يحاسب عليها المسلم يوم القيامة الحساب العسير، فالله تعالى قد بيّن للمسلمين هذا الأمر فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} (الإسراء:23،24)، ورسولنا الكريم  صلى الله عليه وسلم  أوضح أهمية بر الوالدين وخطورة العقوق في كثير من الأحاديث.
وحين نطرح مسألة قيمة وأهمية برّ الوالدين بين صفوف الشباب في مجتمعنا فإننا نقصد التنبيه الى قضية المبدأ لا التطبيق فحسب، بمعنى أن علاقة الأبناء بالأهل وللأسف الشديد غاب عنها قضية البر انطلاقا من الجانب التعبدي والديني، وأصبحت في نظرهم مسألة رد جميل أو خلق حسن أو تفضل من جانبهم على الآباء والأمهات...؟!، وبالتالي ... لم تعد العلاقة بين الأبناء والآباء علاقة تخضع للأبعاد الإسلامية الإيمانية، وإنما للأطر التي تعارف المجتمع عليها باختلاف العادات والتقاليد والأزمنة...؟! 
وهذا يعني أن الأجيال الشابة اليوم قد بدأت تنسلخ شيئا فشيئا عن العمل «التعبدي» إلى العمل لمجرد العمل...؟!
ويعني... أن الخطر قد استوطن في مجتمعنا والخوف أن يطال هذا البعد كل جوانب الحياة، حتى تصبح كل حركات وأعمال المسلمين مجردة من البُعد العقائدي والإيماني..؟!
ويعني أيضا... أن على الدعاة أن يتسارعوا إلى وضع الخطط الممنهجة والواضحة والأعمال الحاسمة والناجحة التي تعيد هذه الأسس والثوابت الإسلامية إلى النفوس...؟!
إن ما نراه اليوم من عقوق (ولو في أبسط الأمور) لم يكن ليظهر في مجتمعنا لو أننا أنشأنا الأجيال على القاعدة القرآنية التي قال الله تعالى فيه: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}...
ولم يكن لينتشر لو أخرجنا إلى المجتمع أجيالا تربت على مبدأ النبوة القائل (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) ...
لذلك نقول نحتاج إلى تفعيل معاني وأبعاد ومسببات بر الوالدين في مجتمعنا حتى لا نصبح علنا.... مجتمعا عاقا..؟!