بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آذار 2018 12:02ص فن صناعة الدعاة في ذكرى رحيل الشيخ الغزالي...

حجم الخط

اليوم هو التاسع من شهر آذار..
أي أنه اليوم الذي رحل فيه المبدع والمجدّد والمفكر والأديب والداعية الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى عن هذه الدنيا ليترك أثاره الطيبة تعلن صراحة في وجه الجمع أنه أحد أبرز أعلام الدعوة الإسلامية والإصلاحية في التاريخ الإسلامي الحديث...
الشيخ محمد الغزالي.. الذي عاش حياته مناصرا لقول الحق فوجدناه يقول بجرأة ودون خوف من مخلوق مخاطبا من أساء لهذه الأمة في مختلف المهن والأعمال...(ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ ﺃﻥ ﻧﺼﺎﺭﺡ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ في ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻦ ﺗﺆﺩي إلا إلى فنائهم...)؟!؟ وما ذلك إلا استجابة أدّتها نفس سوية لقوله تعالى: 
{وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}..
والشيخ الغزالي... الذي تعلم منذ الصغر قول النبي  صلى الله عليه وسلم  (من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار) فعمل به، وهو أيضا الذي قال: (دراسة التاريخ القريب والبعيد عبادة).. 
وإذا كان العالم في التاسع من شهر آذار من كل عام يحتفل بيوم المعلم... 
فيا ليتنا نحن نحتفل في كل يوم بسيرة علمائنا الكبار ودعاتنا العظماء أمثال الشيخ محمد الغزالي، ونتعلم من تراثهم وأعمالهم ما يضمن لنا بإذن الله تعالى دعاة في المستقبل يحسنون إرشاد أبنائنا وأحفادنا ويصلحون شؤونهم ويعلمونهم أمور دينهم ودنياهم...
فإن كنا بسلبيتنا... و(لا مبالاتنا)... وصمتنا... وتخاذلنا.... واشتراكنا غير المباشر بجريمة قتل الإبداع والتفوق في نفوس دعاة اليوم .. 
فأقلّ المروءة أن لا نرضى بها لأبنائنا... فالله تعالى قد قال في كتابه العزيز... {ليَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ}... 
فهل نحن على استعداد لتحمل أوزار الأجيال الناشئة فوق الأوزار التي سنتحملها جزاء التقصير بحق أنفسنا وأمتنا ومجتمعنا وديننا.....؟!
إن مسيرة الشيخ محمد الغزالي تدفعنا دفعا لإتقان (فن صناعة الدعاة) في المجتمعات،  فكيف إن كان هو الذي كتب بحبر تجربته الطوبلة فقال: (الرجل صاحب الرسالة يعيش لفكرته ويعيش في فكرته، فحياته فكرة مجسمة تتحرك بين الناس، تحاول أبداً أن تفرض على الدنيا نفسها، وأن تغرس في حاضر الإنسانية جذرها ليمتد على مرّ الأيام والليالي فروعاً متشابكة تظلل المستقبل وتتغلغل فيه)... رحمه الله تعالى.


bahaasalam@yahoo.com