بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2018 12:05ص في ذكرى مولد خير البرية... العلماء: احياؤنا للذكرى يكون بتحررنا مما اقترفناه بعده من انحرافات

حجم الخط
يعتبر مولد النبي  صلى الله عليه وسلم  في 12 من ربيع الأوّل أهم حدث من الأمة البشرية على الإطلاق. فيمثل مولد النبي مولداً للنور البشري كلّه فعند ولادته تلاحمت دلائل الإيمان في الأرض وقلوب المؤمنين بخطاب السماء وانشرحت قلوب الخالق إذ اذن الله لسيد الخلق ان يظهر للوجود.. وجاء النبي وشاع النور في ارجاء الأرض وفرحت الملائكة والبشر، ثم جاءت الرسالة ونشرت نوراً يضاف إلى نور مولد النبي فاكتمل نور الإيمان في هذه الأرض..
فالمولد النبوي الشريف ليس عيداً من اعياد المسلمين بل هو يوم يفرح فيه المسلمين ويخلدون ذكرى اليوم الذي جاء به منقذ البشرية من الظلام إلى النور والهدى..
فمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من أهم المناسبات الإسلامية المؤاتية للاطلاع على ما تركه لنا رسولنا وقدوتنا وآمامنا  صلى الله عليه وسلم  ولمعرفة حق المعرفة في جوانب حياته كلها، ماذا يقول العلماء عن هذه المناسبة العظيمة وعن سيّد الخلق والبشرية هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:
 المفتي الصلح
{ بداية قال مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح: منذ أيام نحن والعالم الإسلامي نعيش عبق أيام عطرة مباركة في شهر كريم، هذا الشهر ميلاد خير البرية وسيد الخلق سيدنا محمّد  صلى الله عليه وسلم ، فميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام في مفهومنا ليس هو يوم معين ولا شهر يعدد أيامه وإنما هو كل يوم وكل شهر وسنة يجدد البيعة والذكرى لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  وذلك بمعرفة حقه علينا وان جاء ليخرج العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد وليخرج النّاس من ظلمات الجهل إلى النور وخصوصاً ما كانت عليه الأمة في تلك الحقبة من الضلال والجاهلية وما أشبه الأمس باليوم.
واضاف: اما ما نراه اليوم من احتفالات أو احياء الليالي بالتغني بجماله والحديث عن نوره وصفاته مما يدور في البلاد الإسلامية من اشياء ظاهرية سطحية لا تغير شيئاً في باب الأخلاق والفضيلة ولا تصل لإصلاح النفس البشرية التي نحن بأمس الحاجة إليها.
وتابع قائلاً: نحيي ذكرى من ارسله الله رحمة للعالمين بما امرنا به رب العالمين على لسان رسوله الأمين في كتاب الله الكريم بقوله تعالى: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} فلنحي ذكراه باتباعنا له بعبادته لله تعالى وتطبيق سنته وذلك باستعراض تاريخنا من العام إلى العام وننظر في هذا اليوم وما قمنا به من أعمال وما قطعنا من اشواط في طريق بناء الأمة في سبيل توحيد أركان الإسلام والدعوة إلى توحيد الله تعالى بالعبادة واكمال ذلك ببيان شمائله وفضائله التي لا تعد ولا تحصى، مشيراً إلى ان الاحتفاء بهذه المناسبة ليس لاستدراك نسيان لأن النبي لا يغيب عن بالنا وذكراه لا تفارق اسماعنا وقلوبنا حتى نجعل له يوماً نحتفي به بل هو مع كل مسلم في كل اوقاته وحركاته، ففي الاذان معنا رسول الله وفي الصلوات والخطبة والشهادتين وكل عمل صالح يقوم به المسلم.
هكذا نحيي ميلاد النبي وربما نتذكر الولادة لنجدد البيعة والعهد لمبادلته بالحب والاخلاق الفاضلة التي علمنا وارشدنا إليها بقوله: (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه).
 وختم قائلاً: واحياؤنا لذكرى المولد النبوي  الشريف وذكرى رسولنا يكون بتحررنا مما اقترفناه بعده من انحراف من الفهم والمنطق والتطبيق لما جاء به واحترام الإنسان لانسانيته وإعادة الاعتبار للتدين الذي ضحى من أجله حتى نكون خير أمة اخرجت للناس وفاء وصفاء وحباً واقتداء بحبيبنا المصطفى عليه السلام.
هكذا يجب احياء ذكرى رسولنا الكريم رسول الأمة والبشرية محمّد  صلى الله عليه وسلم .
المفتي دلى
{ أما مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلى فقال: ها هو العالم الإسلامي يستقبل أعظم ذكريات الحياة وأجلها منزلة واعمقها اثراً في تاريخ البشرية وحياة الأجيال الإنسانية انها ولادة فخر الانبياء وامام الاولياء وسيد الكائنات سيدنا محمّد  صلى الله عليه وسلم  قال تعالى: {وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين} فجدير بالمسلمين اليوم في كل مكان ان يغتنموا هذه الذكرى المباركة فيجددوا العهد مع الله سبحانه وتعالى ويلتزموا منهجه الحق في اتباع الرسول محمد  صلى الله عليه وسلم  لأن حياة النبي كانت النموذج الواقعي لمنهج الله تبارك وتعالى والتفسير  العلمي لاحكامه وآدابه وهديه مخاطباً نبيه ليخاطبنا فقال: فاتبعوني يحببكم الله.
فإذا اعرض النّاس عن حياء رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولم يلتزموا بسنته وخالفوا منهاج سيرته الطيبة في اقواله وافعاله ومواقفه باؤوا بالفشل والذل والهوان واشرفوا على الضياع.
واضاف: ان ما يحصل اليوم بامتنا لهو خير دليل على ذلك، فاصبحت الأمة إلى هذا المصير وشارفت على الهلاك فقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم}.
وختم  قائلاً: علينا العمل والجد والصدق في القول في حياتنا ومجتمعنا لنخرج من ازماتنا وكل ذلك مرهون بمدى التزامنا بديننا واحكام شريعتنا وسنة نبينا وعمل صحابة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ومن تبعه وان ننتصر على انفسنا عندئذ يتحقق النصر ويسود الأمن والأمان وتسود العدالة وتستقيم الأمور.
الكردي
{ اما القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي فقال: في مثل هذا اليوم المبارك ولد فخر المرسلين بمكة المكرمة فاستنار الكون بطلته واشرقت الأرض بنوره ونور ما جاء به حتى كشفت الظلمات المتراكمة على هذا العالم، وانتقل العالم من ظلمة الجهل والجهالة إلى نور العلم والهداية فقد كان النّاس بدون أي حقوق إنسانية، وكانوا يستعبدون بعضهم بعضاً، فجاء هذا الدين العظيم بولادة النبي  صلى الله عليه وسلم  فرفع الظلم والغبن عن المرأة وجعلها شريكاً للرجل في بناء المجتمع، ونقل النّاس من عبادة الاوثان إلى عبادة رب العالمين خالق الأرض والسموات.
وبمولده حث العالم على العلم والمعرفة فكان أوّل ما انزل عليه {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وكان من آخر ما انزل عليه تمام هذا الدين وجماله بقوله تعالى: {اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
وتابع قائلاً: لا خلاص للعالم إلا بالرجوع إلى مبادئ هذا النبي الكريم والقرآن العظيم، فعلى المسلمين ان يستفيدوا من هذه المناسبة فليصلحوا أوضاعهم ويسألوا أنفسهم قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم وعمل العمل الصحيح.