بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2020 12:01ص في زمن الفضاءات المفتوحة: كيف نتعامل مع شباب «الإنترنت» حتى يحافظ على أمور دينه؟!

حجم الخط
في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط الحياتية والمعيشية على الشباب المسلم، نجد كثيرا منهم يسير خلف صيحات الموضة وأنماط السلوك الغريبة التي تتصادم مع العادات والتقاليد والأسس التي بنيت عليها المجتمعات، وقليل ما نجد من يكدّ ويتعب، مما يطرح سؤالا كبيرا حول كيفية تعزيز القيم والأخلاقيات لدى الشباب، وسبل مواجهة تيارات الانحلال والانحراف التي تستهدفهم..

الكردي

بداية أكد القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي إن مرحلة الشباب هي أنضر وأبهى وأقوى المراحل التي يمرُّ بها الإنسان، وهو في جسم الأمة إكسير الحياة المتدفق الذي ترجو منه التجديد في كيانها والدفاع عن ماضيها وأصالتها وأرضها وأعراضها وأيضا الإعداد للمستقبل. إذن على الشباب مسؤوليات كثيرة وكبيرة ولا بد لتنفيذها من أن يربوا على أسس إسلامية إيمانية نبوية شريفة وكريمة تجعلهم بحق أمل الغد. لذلك نجد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك..»، أي أن يعرف الشاب ما هي قيمة وأهمية الشباب الحقيقية وما هو أثرها في المجتمع وفي كيان الأمة. ومن هنا نقول، لا يمكن للشاب أن يلهو في وقت الجد، وليس له أن يتقاعس عن مواجهة العظائم في الأزمات أو يتواكل ويتكاسل عن تأدية واجبه تجاه هذه الأمة التي هي وأرضها وأهلها وأطفالها أمانة في عنقه.

وأضاف: أما الشباب الذين يقولون أنهم يفتقدون للمثل الأعلى الذي يتمثلون به، فهذا الكلام هو فقط لمن بعد عن دينه ونسي فرائضه وواجباته، فتراه يتعلل بأعذار أقبح من ذنوبه، لماذا؟.. لأن الشاب المسلم هو ذلك الشاب الذي آمن بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا، وكذلك بالقرآن الكريم كتابا مباركا أرسله الله تعالى دستورا لحياتنا، والقرآن الكريم يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ولكن لمن يقول تعالى: {لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}، إذن الشباب المسلم يتخذ من رسول الله عليه الصلاة والسلام مثلا أعلى وأسوة حسنة، هذا أولا، فمن رحمة الله تعالى علينا أنه جعل في الأمة الإسلامية أمثلة عليا كثيرة يستطيع المسلم أن يتأسّى بها؛ كيف..؟ لقد أمرنا الله تعالى أن نطيعه وأن نطيع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» لذلك نقول أن للمثل العليا مجالات واسعة يستطيع كل مسلم أن يأخذ منها بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وسير الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم نماذج عالية من علو الهمم والبذل والتضحية والأخلاق الإسلامية والمحاسبة النفس و...

الاستيعاب والتوجيه

بدورها طالبت الاخصائية الاجتماعية فاتن قاوان انه لا بد أولا من تفهّم طبيعة الشباب ومشكلاتهم، فهم لا يفكرون كما نفكر نحن وطموحاتهم بالطبع مختلفة عن طموحاتنا، كما كنا نحن مختلفين عن آبائنا، الزمن تغيّر والأوضاع تغيّرت، ولا بد من التفرقة بين ما هو ثابت وما هو متغيّر. وقالت: علينا أن نعترف أن هناك أزمة تعيشها المجتمعات العربية والإسلامية، أزمة قيم وأزمة ثقة بين الأجيال، وعدم وجود جسور للتواصل بينها، أما أن يمارس «البعض» دور «الوصاية» ويرفض المناقشة والاستماع للآخرين وبخاصة من الشباب، أو القطيعة والإهمال، وهو ما يؤدّي إلى حدوث مشكلات كبيرة وفجوات لا بد من سدّها.

وأشارت إلى ضرورة استيعاب الشباب، وفتح المجالات أمامهم للعمل والإبداع والقيادة وإبراز مواهبهم، لا الحجر عليهم وتنحيتهم جانبا، مشيرا إلى من يتولون عشرات المناصب ولا يعطون في أي منصب بالقطع، في حين نرى كفاءات شبابية لا تعطى الفرصة، فالقيم تكون في كل شيء ولا تتضخم في جانب وتنعدم في جانب آخر.

موضحة على أن الشباب الآن يمسكون بالتقنية في أيديهم ومنفتحون على العالم، ويتابعون أدق التفاصيل، ويتفاعلون مع بعضهم البعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تعجّ بالأفكار والأطروحات والرؤى التي قد نوافق عليها أم لا نوافق عليها، ولكن لا احد يستطيع الحجر على الآخر أو المنع للأفكار فهذا زمن انتهى ولا أعتقد أنه سيعود، ولكن ما نريده أن نعمل هو على تحصين هؤلاء الشباب وتعزيز منظومة القيم لديهم، لتكون حائط صد ضد هذه التيارات المختلفة التي تستهدف الشباب.