بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تموز 2020 12:00ص كراماتنا التي تُذبح.. ستُعيد بناء وطن خالٍ من أمثالكم..؟!

حجم الخط
من يستطيع أن ينكر أن كرامتنا كشعب لبناني اليوم باتت مذبوحة مع سبق الإصرار والترصّد..؟!

ومن منّا لا يرى إهانة المواطن كل يوم في مسكنه ومطعمه ومشربه وملبسه ودوائه وتنقّلاته وكهربائه و...؟!

والمضحك – المبكي.. أن المسؤولين (أراحنا الله منهم) يسألون بعد ذلك عن السبب وهم يعلمونه تمام العلم، ولكنهم يستخفّون بالكرامات وبالعقول...؟!

نعم.. لقد تعدّى الأمر كل الحدود ثم فاق كل التصوّرات حتى أصبح الميزان مختلاً فاختلّت معه النفوس والعقول والأعمال والضمائر..؟!

ففي كل مرة يخرج صوت لينادي بضرورة الإصلاح وتصويب المسار تخرج في مواجهته عشرات الأصوات «المبحوحة؟!» لتقول اسكتوا حفاظا على كرامتنا وقيمتنا وصورتنا وسمعتنا...؟!

حتى كدنا نصدّق فعلاً أن كرامتنا ما زالت تعينهم وأن صورتنا ما زالت نقيّة وأن سمعتنا ما زالت عطرة..؟!

عن أية صورة تتحدثون أيها «الملتصقون» على كراسيكم، وشعبنا يحترق في نيرانكم فلا يجد مسؤول ولا مرجعية تسانده أو تنصفه..؟!

وأية كرامة تقصدون.. وأنتم أول القاتلين لها وأول المشوّهين وأول المسيئين..؟!

وعن أية سمعة تتكلمون.. وأنتم بسوء أعمالكم وغياب ضمائركم وفساد نظامكم تغتالونها عشرات المرات كل يوم..؟!

فاسمع يا كل مسؤول سياسي.. أو إجتماعي.. أو ديني... أو أيا كانت مسؤوليتك..

بكل ثقة نقول لك..

إن الناس - كل الناس- قد كفرت بكم... وبكلامكم.. وبوعودكم.. وبخطاباتكم.. وبإدعاءاتكم.. وبزيفكم وبزوركم.. وبظلمكم..

الناس – كل الناس- قد كفرت بكراسيكم.. وبمناصبكم.. وبمسؤولياتكم.. وأيضا بعمائمكم..ولم تعد تصدّق أياً من أوهامكم التي تروّجون لها زورا وبهتانا..؟!

لن نستسلم..

ولكن.. رغم كل مظاهر الإحباط والتشاؤم التي تحيط بنا على مختلف الأًصعدة والمستويات في لبنان، علينا أن نعلن جميعا وبصوت عالٍ في وجه كل ظالم أو فاسد أننا لن نستسلم ولن نرضخ.

لن نستسلم لـ «تسونامي» الفساد الذي سببتموه ثم أردتم من كل «آدمي» أن يسير تابعا لرذائله المفضوحة، لأن الاستسلام يعني الانكسار، والإنكسار لا يكون لإنسان عرف مراد ربه في تكريم الإنسان، فعمل بكل جهده ليحققه..!؟

ولن نستسلم لأن استسلامنا خيانة لديننا أولا، ولوطننا ثانيا، وليسمع الكلّ مهما بلغت «قوة الضعف» عندهم - لن نكون راضخين لا لضعفكم ولا لمصالحكم ولا لأطماعكم ولا لتشوّهاتكم النفسية ولا لألعابكم الطائفية والمذهبية التي تستثمروها على حساب إنسانيتنا، فالرضوخ من صفات الضعفاء ونحن لسنا أبدا منهم لأننا قوم آمنا بالله.. والله هو القوي القادر، وهو الذي قال سبحانه {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وإنطلاقا من قول سيدنا علي (إذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة, وإذا رأيت المظلوم مستمراً في مقاومته فاعرف أن إنتصاره محتوم)، نقول لكم استمروا في ظلمكم.. وتمادوا في غيّكم وفسادكم... واعلموا أن قوتنا ومواجهتنا لكم مهما كان منصبكم أو مركزكم أو مسؤوليتكم في هذا البلد، ليست في اتجاه معيّن وإنما هي في كل اتجاه، هي مع العلم ضد الجهل، ومع الحق ضد الباطل، ومع التقدّم ضد الركود، ومع التجديد ضد الخمول، ومع الحرية ضد القمع، ومع العدل ضد الظلم، ومع شباب الفكر ضد شيخوخة التقليد، ومع العمل ضد التبطل، ومع كرامة الإنسان ضد العبودية التي تريدونها.. ومهما أطلقتم ألسنتكم وزبانيتكم ومهما سدّدتم سهام الحقد والإفتراء نحو الشعب أو حتى حاولتم عرقلة طريقه لن تنجحوا أبدا..؟!

فالشعب سيبقى سائرا في طريقه، حتى يبني مستقبلا واعدا وغدا مشرقا لأبنائه، ولن يرضى أبدا أن يبقى أسيرا في سجون التبعية العمياء والتعصب المقيت والجهل المميت الذي عبّدتم طريقه بزيفكم لمصالحكم..!؟

شبابنا وبناتنا.. رجالنا ونساؤنا.. أطفالنا وكبارنا.. كلهم يرفضون تلك «الأسلاك الشائكة» التي تريدونها سداً في مواجهة كرامة الشعب وإنسانيته، ولن يرضى أحد منهم بعد اليوم بتحقيق الانتماء لأي منكم، وإنما نريد الانتماء للوطن، لأننا نحن الأًصل وأنتم الدخلاء.. والبقاء دوما للأصل...

فيا أيها المسؤولون الخائنون والفاسدون...

يا أيها المضيّعون لأمانة وطن بأسره...

يا أيها المهملون لشعب يعاني أشدّ الويلات وأنتم أولها...

وأيضا يا أيها المتاجرون بإيمان وحقوق الطوائف في لبنان تحت ستار أنكم مرجعيات...

لا حيّاكم الله ولا بيّاكم ولا بارك لكم..

ورزقكم من جنس ما تفعلون وما تقدّمون...

وأذاقكم من جنس ما أذقتمونا...

وأرانا الله بكم يوما يشفي به صدور كل مواطن أُهين وظُلم وقُهر وجاع بسببكم...

وحسبنا الله ونعم الوكيل..