بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آذار 2020 12:02ص كلمة في ذكرى وفاة الشيخ محمد الغزالي

حجم الخط
في التاسع من شهر آذار الجاري مرَّت علينا ذكرى وفاة المبدع والمجدّد والمفكر والأديب والداعية الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى... أحد أبرز أعلام الدعوة الإسلامية والإصلاحية في التاريخ الإسلامي الحديث، وهو اليوم نفسه الذي يحتفل فيه الناس في معظم بلاد العالم بما تعارفوا على تسميته بيوم المعلم.

ومن هنا نسأل وبحرقة شديدة.. لماذا لم تعد كليّاتنا الشرعية تخرّج أمثال هذا الكبير، هل هو عيب في المدرّسين أم في الطلاب... أم في الإثنين معا.؟!؟

للحق نقول... أن الجميع مسؤول... وأن الجميع مُدان... وأن الجميع مقصّر.. وأن الجميع مذنب.. وأما تلك الأصوات (القليلة والنادرة) المنادية بالإصلاح والتأهيل والتطوير فمُحاربة، إن لم نقل متهمة ومبعدة...؟!؟

وفي الوقت الذي نستذكر فيه قول الشيخ الغزالي في ذكرى وفاته... (ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ ﺃﻥ ﻧﺼﺎﺭﺡ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻦ ﺗﺆﺩّي إلا إلى فنائهم...)؟!، نعود للسؤال أين الإبداع والتجديد في الدعاة المتخرّجين من الكليات الشرعية؟ وهل غيابه «يؤكّد المؤكّد» بضرورة إعادة تأهيل الكليات الشرعية في كل شيء.. في المدرّسين والمناهج و الطلاب وشروط الانتساب وشروط التخرّج و..؟!

وإذا كان العالم في التاسع من شهر آذار من كل عام يحتفل بيوم المعلم... فيا ليتنا نحن نحتفل في كل يوم بسيرة علمائنا الكبار ودعاتنا العظماء أمثال الشيخ محمد الغزالي، ونتعلّم من تراثهم وأعمالهم ما يضمن لنا بإذن الله تعالى دعاة في المستقبل يحسنون إرشاد أبنائنا وأحفادنا ويصلحون شؤونهم ويعلّمونهم أمور دينهم ودنياهم...

فإن كنا بسلبياتنا... و(لا مبالاتنا)... وصمتنا... وتخاذلنا.... واشتراكنا غير المباشر بجريمة قتل الإبداع والتفوّق في نفوس دعاة اليوم..؟!

وإن كنا بكل ما سبق قد رضينا هذه الحالة المزرية التي تسود الساحة الدعوية اليوم..؟!

فأقلّ الدين والمروءة والأخلاق.. أن لا نرضى بها لأبنائنا...؟!

يقول الله تعالى {ليَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ}، فهل نحن على استعداد لتحمّل أوزار الأجيال الناشئة فوق الأوزار التي سنتحمّلها جزاء التقصير بحق أنفسنا وأمتنا ومجتمعنا وديننا..؟!