بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تموز 2019 12:05ص كيف تتجهّز الأسرة لاستقبال موسم الحج؟

لتعريف الأبناء بالمناسك وغرس العِبَر في نفوسهم

حجم الخط
قال الله تعالى في كتابه العزيز {وَلِلَّهِ على النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}... أيام قليلة تفصلنا عن إستعداد الحجاج للتحضير لأداء فريضة الحج، ويحلّ وقت الحج في شهر ذي الحجة الشهر الأخير من السنة الهجرية، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الحج في عدّة آيات، إذ جعل الله سبحانه وتعالى للحج نوايا عظيمة ورفعه إلى أرفع العبادات التي يُمكن أن يؤدّيها الإنسان المسلم كما تدلُّ آيات القرآن الكريم.

ولمن يتحضّر لأداء هذه الرحلة عليه مسؤولية كبيرة في تعريف أبنائهم بموسم الحج منذ صغرهم وأهمية هذه الفريضة العظيمة وكيف يكون ذلك؟!..

هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

آراء متنوّعة

{ الحاجة فاطمة ضو قالت: يجب على الأهل أن يشرحوا لأولادهم معاني فريضة الحج وأن يحدّثوهم عن كيفية قيام الحجاج بهذه العبادة، وكنت في السنوات الماضية في كل موسم حج أشاهد معهم النقل المباشر لموسم الحج وهكذا تربّت في عقولهم فكرة الحج..

يجب تعويد الأطفال على الطاعات والعبادات من الصغر حيث يسهل عليهم القيام بها في الكبر.

{ الحاج مروان حامد يقول: ان الأهل يجب أن يشرحوا لأبنائهم بطرق مبسّطة وسلسة فريضة الحج، عليهم أن يروا لهم ما هو الحج، وماذا يفعل الحجاج لأداء هذه الفريضة وأن يشرحوا لهم مناسك هذه الفريضة وكيفية الوقوف على عرفة، فبذلك يحبّب في قلوبهم هذه العبادة وتظل راسخة في ذاكرتهم حتى الكبر.

اللقيس

> وفي هذا الإطار يقول الشيخ غسان اللقيس، إمام مدينة جبيل: لقد جاء في كتابه العزيز {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِن بُطونِ أمّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ والأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشْكرُونَ}.

ان الولد يخرج من رحم أمه على الفطرة فيسمع ويرى ويسجل المخ فينعكس هذا كلّه على سلوكه، ولا شك ان الأهل هم المسؤولين في تحبيب أولادهم في العبادات والطاعات وحرصهم على ربط أولادهم بالشعائر الدينية ومواسم الطاعات على مدار العام كموسم الحج وفضل أيام ذي الحجة ويوم عرفة ومغزى الأعياد في الإسلام، ويبيّنوا لهم ان كل هذه الطاعات والشعائر تصل بهم إلى مرضاة الله عزّ وجلّ.

وتابع قائلاً: من الواجب على الأهل أن يبسّطوا لأولادهم فهم الدين بمعناه الواسع والشامل لكل أمور الحياة ويقدّموا لهم العلم الديني والدنيوي النافع بأسلوب سهل علمي يتناسب مع كل مرحلة من مراحل حياتهم وأن يحدثوهم عن موسم الحج، أيام التسع من ذي الحجة، وما لها من فضل عظيم عند رب العالمين، وتذكيرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزّ وجلّ من هذه الأيام»، فعلى الأهل أن يحرصوا على توضيح فضل هذه الأيام ويحرصوا أن لا تمر هذه الأيام مرور الكرام دون أن يكون لها أبلغ الأثر من تقويم سلوك الأبناء وتعويدهم على الخلق الحسن ومعاني الأمور..

واختتم قائلاً: ان موسم الحج هو فرصة عظيمة للأسرة لتربية أولادها على معاني البر والتضحية والامتثال المطلق لأوامر الله عزّ وجلّ والخروج بدروس عملية ومغزى هادف من وراء هذه الأيام.

رعد

> في حين ترى الاختصاصية الاجتماعية التربوية غنى رعد ان الدور الأساسي من تربية الطفل على القيم والمبادئ السليمة يرتكز على الأم بشكل كبير لأن محاولة التقليد تبدأ من الأم التي عليها العبء الأكبر في التعليم والتوجيه والتقويم حتى مع مشاركة الأب، ان ملازمة الطفل لأمه منذ الولادة يكسبه سلوكها وطباعها فهو يقلّدها بحركات عفوية في جميع تصرفاتها وعلى الأم إظهار الطاعات والعبادات وتنظيم الشعائر الدينية أمام أبنائها لأن ذلك يؤثّر في نفوسهم.

وتضيف: مع اقتراب موسم الحج على الأم أن تلفت نظر أبنائها على هذه الفريضة أي فريضة الحج وعليها أن تعلّمهم مناسك الحج بطريقة سهلة ومبسّطة سواء بالرسوم التوضيحية من خلال الكتب المخصصة لذلك أو مشاهدة الإذاعات الإسلامية التي تنشر برامج للأطفال حول هذه الفريضة وتشرح لهم كيف يؤدّي الحاج هذه المناسك، مما يرسّخ في أذهانهم في كل موسم حج أهمية هذه الفريضة.

فالتربية الدينية شأنها شأن بقية الجوانب التي تقوم بها الأم، فهي المسؤولة بالدرجة الكبرى عن تعليم الأبناء المعاني والمبادئ الدينية السامية، فكم من أم لا يعنيها موسم الحج ولا يعرف أولادها أي شيء عنه، فالأم هي الأساس بالنسبة للطفل بتزويده بالعلم والمعرفة الإيمانية التي تقوّي يقينه وتؤسّس معرفته الحقة بالله عزّ وجلّ، وإذا لم تقم الأم بهذا الدور كما ينبغي أو إذا قصّرت فيه بأي شكل من الأشكال فان الأولاد بدون شك سينشأون بعيدين عن الدين والأخلاق والتربية الصحيحة.