ناقشت وكالة الشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية إطلاق (10) برامج نوعية للمساهمة في إثراء تجربة الحاج، عن طريق منسوبي ومنسوبات الرئاسة والجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.
وأوضح وكيل الرئيس العام للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الدكتور وليد بن صالح باصمد أن هذه البرامج جاءت احتفاءً بكلمة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الملهمة (رحلة الحاج من الوصول إلى الحصول) وتأتي تلبيةً لاحتياج تم دراسته وفق أعلى المفاهيم المهنية ليتم تحقيق الأهداف التي تتوافق مع استراتيجية خطة الرئاسة.
كما أوضح الوكيل المساعد للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الأستاذ أحمد بن عيد الوذيناني بأن البرامج تنفذ على أعلى معاير الجودة والاحترافية وقياس الأثر من قبل الحجاج والمعتمرين سائلين المولى عزّ وجلّ التوفيق والسداد.
التسامح وحقوق الإنسان في الحج
من جهة أخرى، أقامت وكالة الشؤون الفكرية والمعرفية ممثلةً بإدارة نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان لقاءٌ بعنوان (التسامح وحقوق الإنسان في الحج)، شارك فيه كل من مدير إدارة نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان الدكتور صلاح بن عيد الطفيحي، وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بكلية الدعوة وأصول الدين الدكتور عبدالرحمن بن ماهر العقيل، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بكلية الشريعة الدكتور فيصل بن داؤود المعلم.
وفي بداية اللقاء، تناول الدكتور فيصل المعلم محور «خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وإرساء حقوق الإنسان في الحج» وأوضح خلال حديثه أن من أعظم ما قرره -عليه الصلاة والسلام- في خطبه في حجة الوداع، بل إنه أكد عليه غير مرة وبغير أسلوبٍ، التأكيد على حرمة الدماء والأموال والأنفس والأعراض، وقد تكرر بيانه لذلك في خطبه -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع وأوضح بأنها خطبة عظيمة أنصت لها التاريخ، وتناقلتها الأجيال، خطبة شاملة جامعة مانعة، حَوَتْ الأسس والمبادئ العامة وبها حفظٌ لحقوق الإنسان، وإنها ميثاق ينبغي أن يعتز به المسلمون قاطبة، ميثاق سبق المواثيق العالمية التي يفتخر بها الغرب في هذا الزمن بمئات السنين.
كما تناول الدكتور عبد الرحمن عقيل محور «من مظاهر التسامح وحقوق الإنسان في الحج»، وأوضح خلال مشاركته بأن المسلمين في الحج يأتون بعقيدة واحدة، فالجميع يلبّون تلبية التوحيد للّه لا شريك له، فهي عبودية للّه وحده، وليست لفئة ولا لقوم ولا لمصالح مادية مشتركة، بل ولا للغة أو قبيلة أو تراب، وفي إحرامها، فالجميع يلبسون في الإحرام لباساً واحداً، وتزول الفوارق بين الناس التي قد تصنعها أحياناً بعض أنواع اللباس ليقال: هذا غني أو فقير.
وأوضح بأن مظاهر التسامح وحقوق الإنسان واضحة وضوحا جليّا في مشعر الحج حيث الاجتماع في صعيد عرفات – مكاناً وزماناً – تتوحد الأمة الإسلامية كلها، حجاجاً وغير حجاج، وكلهم يلبسون لباساً واحداً في رمزية عميقة لتلك الوحدة، وفي كل ذلك لا فرق بين أسود وأبيض، ولا فرق بين حاكم ومحكوم، ولا بين شريف ووضيع، ولا بين غني وفقير، أمة واحدة ووجهة واحدة وهدف واحد، ولهذا، أيام الحج تركّز على وحدة المسلمين ففيها أسباب قوتهم.
وشارك الدكتور صلاح الطفيحي بمحور «أثر الرئاسة في نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان (رحلة الحج)» حيث أوضح خلال حديثه أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تُعنى بالحجيج والمعتمرين والزوار من شتى بقاع الأرض أيّما عناية، وترعى حقوقهم في كافة المناحي في الحرمين الشريفين، انطلاقاً من مقاصد الشريعة الإسلامية، ووفق ما شرّعه الله -عزّ وجلّ-، مشيراً إلى تعدد جوانب حقوق الإنسان في منظومة الخدمات المقدمة بشتى مجالاتها لقاصدي الحرمين الشريفين وحرص الرئاسة بما يحقق التطلّعات الكريمة للقيادة الرشيدة -حفظها الله- والتميّز والجودة في تقديم أرقى الخدمات وفق أعلى المعايير وفق منظومة متكاملة من الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية والخدمية والميدانية وتوفير البيئة المناسبة لقاصدي الحرمين الشريفين لإتمام مناسكهم بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة بكوادر بشرية مؤهلة.