بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 نيسان 2022 12:00ص لقد لبننوا رمضان..؟!

حجم الخط
دعونا أيها السادة نعترف أن شهر رمضان الذي كان وعلى امتداد التاريخ موسم العبادات والطاعات والصفاء والنقاء، وموسم التقرّب إلى الله تعالى أكثر وأكثر، حوّلناه بسلبيتنا إلى شهر لا أمن فيه ولا أمان ولا استقرار ولا راحة بال ولا طمأنينة ولا سكينة..؟!

فالشعب يعاني من الغلاء...

ويعاني من انقطاع - بل من انعدام - الكهرباء..

ويعاني من ارتفاع فلكي بأسعار الغذاء..

ويعاني من الأزمات السياسية..

ويعاني من الضائقات الاقتصادية..

ويعاني من التخبّط الاجتماعي..

ويعاني من الأمن المتفلّت في الشوارع..

ويعاني من سوء إدارة أحوال البلاد..

بل ويعاني من حرب التصريحات التي نستمع إليها كل يوم «منهم؟!» وهم يتجمّلون بالكذب وبالضحك على ذقون الشعب..؟!

و(المضحك - المبكي) أنهم جميعا ينهون كلامهم بـ.. (رمضان كريم)..؟!

يا للتناقض المقصود...؟!

نعم أيها السادة.. للأسف لقد «لبننوا» شهر رمضان المبارك حتى صار كما نرى..؟!

بات - ككل موسم عنا - فرصة للاحتكار وللاستثمار وللاستغلال المادي والمعنوي لمختلف فئات الشعب.

لقد «أبدعوا» في فسادهم حتى أضحى طبق الفتوش - الذي يعتبر من أساسيات الإفطار في رمضان - بتكلفة تتجاوز الخمسين ألف ليرة للأسرة الواحدة... ومع ذلك يكذبون علينا ويقولون (نحن نمارس صلاحياتنا ومسؤولياتنا)..؟!

رمضان أيها السادة الكرام الذي من المفترض أن يكون شهر التراحم والتكافل، حوّلناه إلى شهر يشعر فيه كل مواطن بالقهر وبالظلم وبالحاجة وبالعوز، بل ويشعر بفقدان كل معاني الإنسانية من حوله، وللأسف لا يرى أمل في التغيير..؟!

انظروا من حولكم... تأمّلوا أحوال الناس.. ودقّقوا في ملامح اليأس التي استوطنت الوجوه..

ادخلوا إلى بيوت أقاربكم ومعارفكم.. لن تجدوا إلّا الصبر الذي بات الإفطار اليومي لكل مواطن لبناني..؟!

أما من يقولون زورا وبهتانا أنهم مسؤولون..؟!...

من يدّعون كذبا أنهم يقومون بأداء ما عليهم..؟!...

فيعيشون في قصورهم، ويأكلون على موائدهم ما لذّ وطاب ويستمتعون بكل شيء، فلديهم الماء والكهرباء والغذاء والدواء، ولا يحملون همّ أمر كما يحمل المواطن المسكين..؟!

أقول وبكل أسف.. لقد أجرموا بحقنا.. إلى درجة أننا حتى في شهر رمضان حُرمنا من أبسط الأمور الإنسانية، وباتت حتى (الراحة النفسية) حلما بعيد المنال عن المواطن العادي..؟!

يا كل مواطن لبناني.. أعانك الله تعالى وفرّج همّك...

أما أنت أيها المسؤول.. فحسبنا الله ونِعمَ الوكيل..!؟