بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2019 12:03ص للمرة الثانية... الزواج اختيار لا نصيب؟!

حجم الخط
لا أبالغ إن قلت أن مشكلتنا الأساسية هي أن كثيرا من الناس - وخاصة النساء - يسيؤون الاختيار ويهملون الشروط الضرورية للزواج ويتركون الأساسيات ثم يقولون عند وقوع المصيبة «الزواج نصيب»..

ولذا أكتب للمرة الثانية لأقول للجميع... لا أيها السادة القضية ليست نصيب وإنما خطأ في الاختيار.

فنحن حين نقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» نرى أن علينا البحث عن دين وخلق وبالتالي عن علم، لأن الجاهل لا يمكن أن يعرف صحيح الدين ولا صحيح الأخلاق وبالتالي فالمطلوب دين وعلم وأخلاق.

أما بالنسبة للمرأة فقد قال صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع: مالها وجمالها وحسبها ودينها).. أي أيضا علينا أن نبحث عن ذات الدين وهذا يعني ذات العلم وذات الأخلاق.

فإذا ما تمَّ الاختيار بناء على هذه الأسس شعرنا بنعمة الزواج في الإسلام.. وبلذة الزواج.. وبالسعادة التي هي في الزواج .. والأهم أننا سننشئ حينها أسرة صالحة وسويّة من خلال هذا الزواج.

المشكلة الحقيقية التي نعاني منها هي أن من حولنا أجيالا باتت تعيش حياتها بالصدفة؟!

فهي تهمل الأمور وتجعلها دون أي تخطيط أو تجهيز أو دراسة حتى تصبح الحياة مقلوبة رأسا على عقب، ولذا تشوّه مفهوم الزواج وكثرت حالات الطلاق وتشرّدت العائلات وصار خبر الطلاق أمرا عاديا لدينا..

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله (ان الزواج ليس عشق ذكر لمفاتن أنثى.. إنه إقامة بيت على السكينة النفسية والآداب الاجتماعية، فى إطار محكم من الإيمان بالله والعيش وفق هداياته، والعمل على إعلاء كلمته وإبلاغ رسالاته)..

إن هذا الدين العظيم يا كل رجل وامرأة.. في كل أموره هو علم وهو تدبّر وهو فكر وهو أخلاق وهو سلوك راقٍ وهو بناء للمستقبل وتنمية للمجتمع.. وإن لم نتعلّم ونتدبّر ونتفكّر فلن تكون حياتنا إلا إنعكاسا سلبيا لهذا التخبّط الذي نحن فيه... وحينها كلنا خاسرون...؟!