بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 كانون الثاني 2018 12:03ص لماذا أصبح الطلاق هينا..؟!

حجم الخط
ربما يستغرب البعض عنوان هذا المقال، وربما ينكره ويرفض الاعتراف به، بل وربما أيضا يصفني بالمبالغ لأمر ليس بحقيقي..
ولكن دعوني وبقلب حزين أقول لكم .. للأسف.. لقد أصبح الطلاق هينا عند الكثير من الناس في بلادنا..؟! 
أصبح هينا لأن ما نراه عند الرجال والنساء معا من سهولة في اللجوء إلى الطلاق يؤكد ما نقول، حتى إن كانت المشكلة الواقعة بينهما بسيطة ويمكن حلها بسهولة.
فنحن اليوم وأقولها بصراحة نعاني من «هشاشة واضحة» استوطنت في أسس المنزل الزوجي حتى وصلنا إلى مرحلة السقوط فيها أهون وأسهل بكثير من المحافظة عليه.
ما يكاد يمر علينا يوم أو يومان إلا واتلقى اتصالا من فلان أو فلانة للسؤال عن الاجراءات المتبعة إذا ما أراد الإنسان أن يطلق..؟! وعند السؤال عن الأسباب نكتشف أنها بسيطة تحل بسهولة... إذا ما نظر الطرفان إلى المصلحة العليا.
الأمر لم يقف هنا.. بل تعداه إلى مرحلة التضحية بحياة أسرة كاملة، خاصة حين ندرك أن الضحية الأولى لهذا الانفصال هم الأبناء الذين سيعيشون بقية العمر يعانون سلبيات هذا التصرف الأناني الذي لم يراع فيه الأبوان حقوق الأولاد..؟!
إذن.. نحن أمام مشكلة نفسية واجتماعية وتربوية لا بد من البحث عن أسبابها بكل موضوعية.. 
فكل امرأة تتزوج وهي غير مدركة لأبعاد ومسؤوليات هذا الارتباط هي مشروع هدم لهذه الأسرة..
وكل رجل يعقد قرانه على فتاة وهو مقصر في الاتيان بمتطلبات الحفاظ على بيت الزوجية هو معول تدمير لمستقبل الأبناء...
بل وكل أهل يتعاملون مع زواج أبنائهم كمشروع مالي استثماري هم - وبكل أسف- مجرمون بحق أنفسهم وبحق أبنائهم وبحق أحفادهم.. وأيضا بحق المجتمع الذي لم يعد يحتمل المزيد من المشاكل..!؟
إننا وبكل حرقة نرفع الصوت عاليا لنقول لكل من يرى في نفسه مسؤولية عن هذا المجتمع- مهما كان نوع هذه المسؤولية- أنه علينا أن نتحرك دعويا واجتماعيا وتربويا وإعلاميا وتوجيهيا للحد ليس من ارتفاع نسب الطلاق فحسب، وإنما لتغيير تلك النظرة التي تعتبر الطلاق أمرا عاديا جدا يتم اللجوء إليه عند أبسط مشكلة تواجه الزوجين..؟! 

bahaasalam@yahoo.com