أكد الشيخ أحمد يوسف دندن، المدير العام لمؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، على إن غالبية الناس في لبنان عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، حيث تتحمّل الأسر ذات الدخل المحدود العبء الأكبر، بينما المطلوب عاجلاً الاستثمار في نظام حماية اجتماعية قائم على الحقوق ويضمن مستوى معيشي لائق للجميع.
وقال في دردشة مع «اللواء الإسلامي» إن المستويات المقلقة للفقر وانعدام الأمن الغذائي، دفع بالعائلات في لبنان إلى براثن الفقر واضطروا إلى تقليص كميات الطعام، بينما برامج المساعدة الاجتماعية الحالية ضئيلة ولا تفي بالمطلوب، ما يترك شرائح كبيرة من الناس المهمّشين كالأطفال والمسنين وذوي الإعاقة معرّضين للجوع، وعاجزين عن الحصول على الأدوية، ويخضعون لأنواع أخرى من الحرمان التي تقوض حقوقهم مثل الحق في الغذاء والصحة.
بارقة أمل
وأضاف: في ظل هذه الظروف يحمل شهر رمضان المبارك بارقة أمل أو نسمة أوكسجين للناس، ممن أتعبتهم هموم الفقر والمرض والإعاقة والحرمان، دون رحمة في كثير من الأحيان، فكلنا نعلم بأنه تتضاعف الحسنات في شهر رمضان المبارك، فأجر الطاعة فيه أكبر من باقي الشهور، إلّا أن رمضان هذا العام - أرجو عند الله تعالى - أن الأجور فيه تتضاعف عن باقي أشهر رمضان في باقي الأعوام، وفي باقي البلدان، ذلك بأن ألم الفقر والجوع والمرض نخر عظامهم وأدمى قلوبهم وضاعف أحزانهم، وليس في سبيل طلب رضا الله عزّ وجلّ أفضل من معونة هؤلاء الناس.
إنه وقت المبارزة والتنافس والسباق، تنافس أهل الخير في ميدان رمضان، في محو البؤس عن وجه طفل أو الألم عن مريض أو مد ساعد المحبة لطفل معوق، حيث يقول الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين}.
من هنا تبادر مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية لأن تكون الجسر بين طرفي عملية الخير، فتقوم بوضع أهل العطاء في تفاصيل كافة نشاطاتها وخدماتها ليصبحوا شركاء معاً في رحلة الخير، حيث يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: «لأن تمشي في حاجة أخيك خير من الاعتكاف في مسجدي هذا»، وهو الذي أوصانا بخدمة الناس فقال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وذلك عندما نواسي مرضاهم ونتفقّد فقرائهم ونأخذ بيدهم.
نشاطات متعددة
وقال موضحا نشاطات المؤسسات خلال شهر رمضان المبارك: تتعدد نشاطات مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية في شهر رمضان المبارك، أولها تطبيق دعوة النبي # لإكرام اليتيم لان المسلم يجد في رسول الله القدوة الحسنة حيث يعطي لليتيم في شهر رمضان إضافات كثيرة على ما تعطيه المؤسسات الاجتماعية باقي أيام العام، عملا بقول الرسول #: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه»، فيتسابق أهل الخير على اكرام اليتيم، ويتم دعوة أطفالنا الى موائد شهر رمضان وتوزيع الألعاب والهدايا عليهم.
كما تعود المؤسسات هذا العام إلى إقامة إفطارها السنوي للرجال وآخر للسيدات، وذلك بعد انقطاع قسري لعدة سنوات بسبب جائحة كورونا، وهو إفطار يضم ثلة مباركة من أهل الخير الذين يتحسسون مع الطفل اليتيم والمعوز والمعاق، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نكرمهم، وأن نخفف عنهم من آلامهم، فيدفق الزيت في فانوس رمضان، ليضيء للأطفال طيلة ليالي العام.
واختتم بالقول: هذا هو موسم الخير في شهر الخير في مؤسسات الخير، أمواج من البرّ والعطاء تتوالى بدءاً من منتصف شهر شعبان وصولاً إلى عيد الفطر السعيد وملابس الأطفال الجديدة ولعبهم ومراجيح عيدهم تشهد بذلك بلا ريب، فشكراً لأهل الخير الذين لم يتوانوا يوماً عن القيام بواجباتهم الدينية والإنسانية والاجتماعية في سبيل نهوض هذا المجتمع. وكل عام وأنتم بخير.