بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2019 12:16ص مؤمنون.. مع وقف التنفيذ..؟!

حجم الخط
سؤال واضح وصريح أتمنى من الجميع أن يجيب عنه أيّاً كان موقعه أو منصبه أو مكانه... هل نحن فعلا نعيش الإسلام ونطبّق تعاليمه... أم أننا نأتي ببعض الحركات ثم ندّعي زورا وبهتانا أننا نلتزم بالإسلام...؟!

أطرح هذا السؤال لأن ما نراه من ممارسات ومن سلوكيات ومن أعمال سلبية، بل وما نراه من «تعطيل للحياة» يوما بعد يوم من حولنا... كلها دلائل «فاضحة» تصرخ وتقول أين المسلمون في بلادنا..؟!

ولعل هذا السؤال يجعلنا بحاجة إلى مراجعة شاملة لعلاقتنا بالإسلام كله كمنهج حياة وليس كمجموعة من الشعائر..؟!

هل نحن أخلاقيا... مسلمون..؟!

هل نحن اجتماعيا... مسلمون..؟!

هل نحن عمليا... مسلمون..؟!

هل نحن تعاملا... مسلمون..؟!

هل نحن علميا... مسلمون..؟!

هل نحن أسريا... مسلمون..؟!

هل نحن حضارة... مسلمون..؟!

أسئلة كثيرة لا بد أن تطرح حتى ندرك سوء الواقع الذي نعيش فيه، ومع ذلك «نضحك على أنفسنا» ونقول نحن نعيش الإسلام..؟!

لا أيها السادة.. اسمحوا لي أن أقول لكم وبكل محبة وأيضا بكل صراحة..

نحن في عصرنا وفي بلادنا متآمرون على الإسلام من خلال «إنقلاب» أفعالنا حتى أصبحت مشوّهة ومسيئة للإسلام بكل معانيه..؟!

نحن في زماننا عادينا الإسلام بكل رقيّه وحضارته حتى صرنا كما كان يقول السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى (مؤمنون عبادة وكافرون أخلاقا)..؟!

إن حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) يحمل لنا دلالة واضحة على ضرورة امتزاج تبعات الإيمان الصادق في نفس الإنسان المؤمن حيث يقترن إيمانه بقلبه ولسانه وعينه ويده وبكل جوارحه حتى يصبح في كل أمور حياته إعلانا مشرقا ومتحرّكا عن نقاء وصفاء ورقيّ هذا الإيمان الحق، وإنطلاقا من القاعدة التي تقول (وبضدِّها تظهر الأشياء) يمكن لنا أن نقول وبكل وضوح أن من أعوج لسانه اسودّ قلبه، وأن من اسودّ قلبه فسد إيمانه وأن من فسد إيمانه استحلّ كل شيء...!!!

وهنا مكمن الباطل والفساد في مجتمعاتنا التي اختلط «حابلها بنابلها»، وهذا الالتباس المشين لم يعد أمرا خفيّا على أحد، بل هو أمر جليّ واضح للعيان جميعا لا يحتاج إلى دليل أو إلى برهان..

لا يبرئ أحد منّا نفسه... ولا يتهرّب أحد من المسؤولية... ولا يدّعي أيّ منا العجز أو الضعف عن الحركة... فكلنا مطالبون بالسعي والعمل والجهاد وإلا... فإن سكوتنا المقصود عن نصرة الحق وخذلان الباطل وصولا إلى أن نعيش الإسلام لن يجعلنا إلا ممّن قال عنهم الله تعالى {لهُمْ قُلُوب يعْقلُون بها أوْ آذان يسْمعُون بها فإنها لا تعْمى الأبْصارُ ولكن تعْمى الْقُلُوبُ التي في الصُدُور}...