بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 شباط 2019 12:03ص متى نعمل بفقه البدائل..؟!

حجم الخط
في كل مرة يتم الإعلان فيها عن حلقة تلفزيونية تحمل في مضمونها كلاما أو موضوعا يخالف عقيدتنا الإسلامية تقوم الدنيا ولا تقعد، وتبدأ الأصوات بالظهور هنا وهناك لتحلل أبعاد ما يحصل..
تارة يقولون مؤامرة... وتارة يقولون مخطط لهدم القيم... وتارة يقولون خطوة ممنهجة لنشر الفساد والانحلال في البلاد..
والعجيب أنه في أكثر الأوقات، تتحول تلك الأقاويل إلى إعلان غير مباشر لتلك الحلقة، وعند بثها ترتفع نسب المشاهدة أكثر مما كان متوقعا، وتتهافت شركات الإعلان على البرنامج..؟!
ومن هنا يحق لنا أن نسأل.. متى نعمل بفقه البدائل الذي أمرنا فيها الإسلام العظيم..؟!
أليس من الأنفع والأجدى أن يكون هناك برامج ولقاءات وندوات جماهيرية توعي الناس بفساد ما يعرض وخبث ما يروج له..؟!
أليس من الأنجح لنا ولأبنائنا وللناس جميعا أن نبادر إلى حملة وطنية أخلاقية تشرح للناس الموضوع بكل تفاضيله وتبين لهم مخاطره وأبعاده كخطوة في طريق تكوين «الممانعة الذاتية» بدلا من سياسة المنع التي أثبتت فشلها في كل مرة..؟!
ليس المقصود بكلامي السكوت عمّا يحصل ولا الرضى بما يقدم.. ولكن أقصد تقديم العمل الناجح والمثمر في وأد الفساد بدلا من شتمه ولعنه..؟!
فالساحة في بلادنا لا يمكن لأحد أن يحتكرها.. وإن لم ندخلها بقوة أعمالنا المصوِّبة لما انحرف فيها فلن يكون لنا كلمة ولا وجود ولا تأثير ولا زون..؟!
فليس المطلوب أن نهدم كل فساد لمجرد الهدم.. وإنما قمة الإيمان في ديننا وقمة الصلاح والإصلاح هي كما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى «أن نهدم الفساد لنبني الأمجاد».. 
نعم.. نحن بحاجة إلى الوعي في محاربة الفساد حتى لا يتحول عملنا دون أن ندري ودون أن نقصد إلى مساهمة في زيادة الترويج لهذا الفساد .؟! ولا سبيل لذلك إلا بالعودة إلى فقه البدائل الذي يضمن لنا بإذن الله تعالى صلاح العمل.
إننا حين نقعد عن العمل ثم نترك الساحة فارغة فمن الطبيعي أن يأتي بين الفترة والأخرى من يستغل الفراغ لينشر بضاعته المرذولة عليها، فإن طردناه وتركنا الساحة مرة أخرى فارغة.. فسيأتي ثان ثم ثالث ثم رابع ثم خامس...، أما إن أقمنا مكان الفراغ منظومة عمل وتوعية صالحة، فسنسد الباب نهائيا أمام هؤلاء..؟! 
فيا ليتنا نعلم.. ونعمل.. حتى يعمل المجتمع بعلمنا..؟!