ها قد دخل علينا شهر ربيع الأول... شهر المولد النبوي الشريف، ومع دخوله بدأنا نرى هنا وهناك تلك الدعوات التي طبعت عليها فقرات برامج الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد.. كخطوة تأكيدية على أننا ما زلنا مصرين على التمسك بتحويل الذكرى إلى مناسبة (خطابية) لا تقدم للناس إلا الكلام والخطابات ولا شيء غيرها..؟!
ومن هنا يحق لنا أن نسأل وبالصوت العالي..
متى سنعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأمة بدينها وأخلاقها وسلوكياتها ومسيرتها وأعمالها..؟!
ومتى ستكون الذكرى موسم انطلاقة جديّ للبدء بتنفيذ أعمال صالحة للبلاد وللعباد..؟!
ولا يعتقدن أحد أننا نرفض إقامة الاحتفالات بذكرى المولد أو إلقاء الخطابات المؤثرة والأناشيد الطيبة، بالطبع ليس هذا قصدنا، ولكن الأمر بكل بساطة زاد عن حده حتى أصبحنا لا نفعل شيئا سوى... الخطابات.. فبتنا أمة قولية.. تقول وتقول وتقول ثم تتغزل بأقوالها... ولا تفعل شيئا..؟!
نسينا أن صاحب الذكرى دعانا إلى فضائل الأعمال في شتى مجالات الحياة ..؟!
ونسينا أنه صلى الله عليه وسلم قال «الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله»..
ونسينا أنه أخبرنا بأقرب الناس إليه فقال: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا».
ونسينا ونسينا ونسينا...
فأي احتفال وأي ذكرى تتحدثون عنها..؟!
ما رأيكم .. دام عزكم .. لو وحدّنا جهود المحتفلين وأنشأنا بأموالها وتكاليفها «صندوقا» مخصصا لمساعدة الشباب على دخول الجامعات..؟!
وما رأيكم .. لو كان احتفالنا إضافة إلى الموالد بكفالة مرضى يقفون على أبواب المستشفيات عاجزين عن تلقي الدواء...؟!
وما رأيكم وما رأيكم ...؟!
إننا وبصوت آسف أن أقول أنه يائس...!؟ ومع دخول شهر المولد النبوي الشريف، نناشد كل مسلم فهم أمور دينه ومعرفة حقيقة العلاقة مع النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ ولو على إطار شخصي بتصويب مفهوم الاحتفال بذكرى المولد حتى يكون برهاناً على حسن الانتماء إلى من نحتفل بذكرى مولده..؟!
إن الأعمال المطلوبة والمتاحة كثيرة جدا جدا جدا، ولكن ما نعاني من غيابه هو تلك العقول النيرة التي أدركت حقيقة رسالة صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم فسعت في الارتقاء حتى تكون على مستوى شرف الانتماء إلى خير البرية صلى الله عليه وسلم ...؟!