بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2018 12:03ص مجتمع .. متفاجئ دوما..؟!

حجم الخط
لا أدري حقيقة ما هو السبب الذي جعل كثيرا من الناس يعملون بعكس ما أراد ديننا الحنيف ثم نراهم يعتقدون اعتقادا جازما أنهم يحسنون صنعا، خاصة وأن الدلائل الظاهرة من حولنا في مختلف مجالات الحياة تثبت وبكل أسف أننا نعيش في هذه الدنيا وفق ثقافة (التواكل)...!؟
فنحن لا نستعد لأي شيء... ولا نخطط لأي شيء... ولا نجهز أي شيء.. وإنما دائما تداهمنا التحديات والمناسبات والاستحقاقات.. وردنا المستمر هو أن نتفاجأ ونستعجب، علما أن كل ما سبق نحن على علم به منذ أشهر وأشهر وربما منذ سنوات..؟!
يأتي موسم المدارس فنتفاجأ بغلاء الأقساط والمشاكل الناتجة عنه..ولا حل لدينا..؟!
يدخل علينا شهر رمضان فنتفاجأ... ولا نستطيع أن نقدم فيه ما يجب تقديمه..؟!
تأتي أشهر الحج (ننعجق) ولا ندري كيف نفعل ثمرات هذه الأشهر المباركة..؟!
تداهمنا المشاكل الحياتية على صعيد الأمة بعد أن تقدم لنا عشرات المقدمات التي تخبرنا عما سيؤول إليه الوضع... فنقعد عاجزين عن الحلول..!؟
وهكذا حتى أصبحنا مجتمعاً يعيش بالصدفة... بالعشوائية.. ينتظر دوما فعل الآخر ليصدر ردة الفعل التي غالبا ما تكون غير مناسبة ولا على مستوى الحدث..؟! 
ومن هنا نقول.. تعالوا أيها السادة وإقرأوا معي آية واحدة من القرآن الكريم وتدبروا معانيها لتدركوا فعلا حجم التقصير الذي نعيش فيه..؟!
يقول المولى تعالى في سورة طه {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي}.. 
بداية نجد في كلمة (اذْهَبْ) الحث على العمل المستمر الذي يهدم السلبية وينمي النشاط والإيجابية بداخل الإنسان.. 
ونجد في (أَنتَ وَأَخُوك) نبذ الفردية والتشجيع على العمل الجماعي..
ونجد في كلمة (بِآيَاتِي) محاربة الجهل والعشوائية والفوضى والدعوة إلى الالتزام بالأسس العلمية والمنهجية السليمة  التي تصل بنا إلى حسن التفكير وجودة العمل..
ونجد أيضا في كلمة (وَلا تَنِيَا) ترك كل مظاهر الكسل والمطالبة بإعلاء الهمم في سبيل التضحية لمصلحة الهدف الأكبر وهو رفعة الأمة.. 
أما كلمة (فِي ذِكْرِي) فهي تذكير مستمر بأن الأساس والمنطلق لكل عمل هو طاعة المولى وفق مراد الله تعالى... 
 وهنا نعود إلى السؤال الأساس... إذا كانت آية واحدة جمعت كل هذه الأسس التنموية والحضارية والأخلاقية والروحية التي تؤمن للمجتمع رفعة المكانة وإتقان العمل وحسن التخطيط وسلامة الحياة.. فكيف إن تدبرنا وعملنا بالقرآن كله..؟!
إننا وبكل أسف نعاني من بـُعد عملاني وسلوكي وفكري وثقافي وحضاري عن حقيقة هذا الدين في شتى المجالات الحياتية، وبالتالي لن نصل أبدا إلى مبتغانا كأمة وكأفراد ما دمنا نسير في هذه الطريق العكسية..؟!
إن الإسلام يريد من الناس العمل والتخطيط وحسن الإعداد ودراسة الواقع والإطلاع على المستجدات ومتابعة كل ما يحدث في مختلف الميادين حتى يكون أهله قادرين على حسن تبليغ الدعوة ومعالجة المشاكل وفق ما أمر الخالق عز وجل... وإن لم نسع فورا إلى إعادة تصويب مسار ثلاثية (النية- الفكر- العمل) فنحن سنبقى كما نحن، بل سنتراجع أكثر وسيأتي من بعدنا جيل بعيد كل البعد عن حقيقة الإسلام وللأسف ... نحن المسؤولون عن مأساته وعن بعده...!؟






أخبار ذات صلة