بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الأول 2017 12:04ص مع إنتشار مساحيق تجميل تسمَّى «إسلامية»

الأمر يحتاج إلى مَجامِع فقهية توضح صدق الخبر وتشرح الحكم الشرعي فيه

حجم الخط
قرَّرت واحدة من أكبر شركات تصنيع الماكياج في كوريا الجنوبية، إدخال تعديلات رئيسية على تركيبة منتجاتها التجميلة الشهيرة، من أجل أن تناسب احتياجات النساء المسلمات.
والهدف الرئيسي من هذا الابتكار، تلبية احتياجات النساء المسلمات في جنوب شرق آسيا، اللاتي يفتقدن إلى أنواع مستحضرات تجميلية سريعة الإزالة تتناسب وفريضة الوضوء المتكررة، وتأمل الشركة بعد ذلك في ترويج منتجاتها في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
فالشركة صاحبة علامة تجارية كبرى في عالم الجمال في كوريا الجنوبية وبعد تدهور العلاقات السياسية مع الصين أخيراً قامت بالبحث عن أسواق أخرى في تايلاند وسنغافورة وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا خاصة أن البلدين الأخيرين بأغلبية مسلمة، وقوة شرائية نسائية كبيرة لا يستهان بها.

وبحسب الأنباء فإن تحدي الشركة يكمن في التوصل إلى «تركيبة صديقة لمتطلبات المسلمات»، تتناسب مع حاجاتهن الدائمة للاغتسال والترطيب بعده، وتراعي كذلك منتجات تناسب طبيعة نساء المنطقة الأغمق بشرة.
رئيس مجلس إدارة الشركة ذكر أن «التحدي يكمن في التوصل إلى ما يرضي تنوع الأعراق وألوان البشرة في البلاد المستهدفة، وبما أن على المسلمات غسل وجوههن وأجزاء أخرى من جسدهن 5 مرات في اليوم، في الوضوء من أجل الصلاة، وفي نفس الوقت يداومن على استخدام الماكياج بشكل يومي، لا بد من التوصل إلى تركيبة خفيفة تُزال بسرعة كما توضع بسرعة، إذن فالشركة تنوي إدخال تحسينات على كافة منتجاتها».
وهنا يطرح السؤال... من الذي يقرر ما إذا كانت تلك المنتوجات فعلا تتوافق مع شروط الوضوء بالنسبة للمرأة المسلمة..؟!
ومن الجهة التي ستصدر الحكم الصحيح النهائي في شأن هذه المنتجات..؟!
وقبل ذلك ... هل المشكلة في استخدام مستحضرات التجميل هي فقط متعلقة بموضوع صحة الوضوء..؟!.
أمران أساسيان
وهنا لا بد من القول أن الحكم على المنتج المشار إليه لا يكون إلا من خلال أمرين:
أولهما: أن قول الشركة المنتجة أن السيدة المسلمة لا تحتاج لإزالته عند الوضوء لكل صلاة، هو خبر لا عبرة به؛ لأن الخبر يحتاج إلى تأكيد وهذا لا يكون إلا من خلال التجربة من أهل الاختصاص.
والثاني: أن يكون استخدام هذه المستحضرات ضمن الأطر المقبولة شرعا والتي هي معلومة للجميع.
فإذا تقرر أن هذه المستحضرات تحول دون وصول الماء وتشكل عازلا فهي مرفوضة، أما أثبتت التجارب أنه ليس عازلا فيبقى على كل امرأة أن تراعي طريقة استخدامها ضمن الشروط الشرعية..
لم تعد موضة
في هذا المجال يذكر أن محمد صالح بدري الأمين العام للمنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال قد صرح منتصف العام الحالي بأن مستحضرات التجميل الحلال باتت مكوناً رئيسياً في أنماط حياة الناس ولم تعد مجرد موضةٍ أو اتجاه عام لشريحة صغيرة من المستهلكين إذ أن حجم هذه السوق يبلغ حوالي 56 مليار دولار أميركي مشيراً إلى أن الدول المستهلكة للمنتجات الحلال باتت تعتبر حماية مواطنيها من الغش أولويةً أساسية في هذا المجال. 
وأضاف أنه أصبح وعي المستهلك وتفضيله مستحضرات التجميل الحلال أقوى وأكثر حضوراً الآن، وبات الناس أكثر جدية في التحقق من مكونات المنتجات التي يستخدمونها. ويتجلى هذا بوضوح في الإحصائيات الأخيرة الواردة في دراسة عن الاقتصاد الإسلامي العالمي، وأن حصة المستحضرات الحلال 7% من إجمالي سوق مستحضرات التجميل على مستوى العالم.
المستجدات تحتم دراستها
إن أمر المستجدات الحديثة التي نسمع بها كل فترة وخاصة تلك التي ترتبط بعبادات المسلمين باتت فعلاً بحاجة إلى دراسة فقهية جديدة تواكب تلك المستحدثات وتدرسها دراسة جدية حتى تكون الفتوى الصادرة بخصوصها واضحة للناس جميعاً.
فإذا ما اضفنا إلى موضوع مستحضرات التجميل ما نراه من ملابس حديثة أو ألعاب الكترونية حديثة أو أدوات وما شابه، نجد ان الأمر بات لزاماً علينا كمسلمين حتى نستطيع ان نعيش على بينة من أمرنا.
وليس المطلوب ان يكون الإجتماع في غرف مغلقة وإصدار الفتاوى ثم الإنتظار ليأتي النّاس ويسألون عنها وإنما المطلوب أيضاً نشر وتعميم هذه الفتاوى التي تصدر حول كل جديد في مختلف الوسائل المتاحة.
ان الحياة التي نعيشها في هذا العصر ترهق عقول وأفكار النّاس بأمور لم نعهدها قبل ذلك مما يعني ان التحديات امام الدعاة لتوضيح حكم كل جيد باتت أكبر، فكيف ان كان هذا الجديد يتعلق بالمرأة التي هي مخولة ببناء الأجيال وصناعة الرجال في بلادنا..