بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2022 12:00ص مع الشكوى من الغلاء والتفلّت في شهر الخير الدعاة: انتخبوا الصادقين لنحقّق التغيير

حجم الخط
بدأ شهر رمضان، شهر الخير والبركة.. ورغم حلاوته وروحانيته، إلّا أن في قلوب المسلمين اللبنانيين غصّة وحسرة على أيام العز والخير «كما يقول الجميع»، أيام كانت البركة متوفرة عند الأغنياء والفقراء، أيام الموائد العامرة المليئة بما تشتهيه الأنفس في الصيام من خضار وفاكهة ولحوم ودجاج..

يتحسّر المؤمنون على أيام «اللمّة والشملة» بين أفراد الأسرة الواحدة، وحتى بين الجيران...

هذه الحسرة سببها الأزمة الاقتصادية التي فرضت على الكثير من العائلات والأسر التقشف في المائدة الرمضانية.. فالخضار حلّقت في الأعالي حتى بات صحن الفتوش اليومي يحتاج ميزانية خاصة..

اللحوم كما يقول المثل «شمْ ولا تذوق»... أما الدجاج فحدّث ولا حرج..

كل ذلك دفع الكثير من المسلمين إلى تدبّر أمورهم بما توفّر في شهر رمضان.. كيف يعيش الناس أيام صيامهم؟.. ولماذا الغصّة تلفّ وجوههم؟..

آراء الناس

{ الحاج مروان غندور قال: الحمد للّه على كل شيء، ان الوضع مزرٍ للغاية، وها نحن نترحّم على الأعوام السابقة التي كانت تتزيّن طاولة الإفطار بكل الأصناف.. ولكن ماذا نقول، ما علينا إلّا الصبر ربما ننال ثواباً مضاعفاً في هذا الشهر الفضيل.

{ أما السيدة حنان برو فتقول: «الجود من الموجود» نتدبّر أمورنا بما يتوفر لنا ومن الموجود في المنزل، أما تنعيم النفوس فغابت عنا في هذا رمضان... كل ذلك أثّر على العلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة الواحدة، ففي الماضي كان الجميع يقيم الولائم الرمضانية مداورة بين الاخوة والأخوات، لمّة تشعرك بالسعادة والفرح. ولكن في هذه الأيام فالجميع عاجز عن تلبية سفرة لنفسه فكيف بالعزائم؟!...

الغلاء أكل الأخضر واليابس، حتى فرحتنا بتمييز هذا الشهر الفضيل انقض عليها وجعلنا نعيش في ألم وغصّة. نتمنى أن نكمل هذا الشهر الفضيل بما تيسّر لنا من طعام وشراب على قد الحال..

ولكن الذي يعزّينا في هذه الأحوال هي روحانية هذا الشهر والثواب الذي سنناله برضى رب العالمين..

أوضاع محزنة يعيشها المسلمون في شهر رمضان بسبب جشع التجار وغابة الوحوش التي نعيش فيها.. حتى أنْسَتْ الناس فرحهم بهذا الشهر الكريم، وما في قلوبهم إلّا الدعاء بأن يلهمهم الصبر والتحمّل، وأن يكون شهر خير وبركة وأن يجعل صبرهم في هذا الشهر في ميزان حسناتهم..

مزوق

في هذا الإطار، علّق رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى الشيخ وسيم مزوق قائلا: يقول الله تعالى في كتابه العزيز {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، فالعبد المؤمن الصالح الصابر يفرح ويسرّ بمواسم الطاعات والخيرات، ورمضان هو شهر القرآن وشهر القيام وشهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، فبالرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن اللبناني حيث عدم وجود الدولة كلنا نرى انه لا كهرباء ولا ماء، والنفايات على الطرقات وكذلك الغلاء الفاحش.

ولكن بالرغم من كل ذلك لا يقنط العبد من رحمة الله سبحانه وتعالى ولا من فرجه، فالرازق هو الله والمعطي هو الله، قال ربنا سبحانه وتعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}. فالصائم دعوته مستجابة، فليدعوا الله عزّ وجلّ أن يرفع عنا البلاء والغلاء والوباء، وأن يصرف عنا هذه السلطة الفاسدة، عسى الله أن يفرج عنا ما نحن فيه...

وأضاف: والمؤمن سواء كان غنياً أو فقيراً يكون دائماً مع الله، ونقول له «كنْ مع الله ولا تبالي»، فإذا توكلت عليه وأحسنت الظن بالله شعرت بالسكينة والطمأنينة، ونذكّر المؤمنين بقول الله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فإذا أكثر العباد بذكر الله شعروا بالفرح والسعادة. ونذكّرهم أيضاً بالاستغفار، فمن لزم الاستغفار جعل له من كل همّ فرج ومن كل ضيق مخرجاً ورزق من حيث لا يحتسب..

ونقول لهم أيضاً نحن مقبلين على انتخابات وهناك التغيير إذا أحسنّا الاختيار، لأن الناخب سيسأل عن صوته ونقول للسياسيين الفاسدين الذين هم السبب بزوال الفرح والسرور عن وجوه الناس بسبب جشعهم وطمعهم وفسادهم توبوا الى الله واتقوا الله وارجعوا الى الله في هذا الشهر الفضيل، فالناس تدعو عليكم عند إفطارهم لأنكم ظلمتم العباد والبلاد.

تحقيق: