بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آذار 2022 12:00ص مع بدء العد العكسي لدخول شهر رمضان المبارك المواطنون يشكون الغلاء والجشع.. والدعاة يدعون إلى التراحم

حجم الخط
يطلُّ علينا شهر رمضان المبارك هذا العام مثقلاً بالهموم والأزمات الاقتصادية التي رمت بظلالها على الأسر الفقيرة والمحتاجة..

أهلاً رمضان شهر الخير، شهر اختصّه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة.. فهو كنز المتقين، ومطبة السالكين، قال المولى عزّ وجلّ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}...

أهلاً برمضان شهر البذل وتحرير النفس من غريزة التملّك...

أهلاً رمضان هذه الفرصة الثمينة التي يجب التخطيط لها لنيل رضى رب العالمين ورحمته.. أي رحمة نرجوها في هذا الشهر الكريم?:

رحمة الأغنياء بالمساكين..

رحمة الأخوة في تواصلهم وتراحمهم..

في هذه الظروف الصعبة نريد الكثير من العمل من النّاس والمؤسسات والتجار لنيل رضى رب العالمين في هذا الشهر الفضيل ليكون رمضان شهر الخير والبركة على الجميع.. فمع اشتداد الأزمة الاقتصادية كيف نستعد لتكريم هذا الشهر الكريم؟ ما هو دور النّاس والمؤسسات والتجار في المساعدة؟..

هذا ما سيجيبنا عنه العلماء في تحقيقنا هذا..

آراء مختلفة

{ السيد بسام ك. قال أن الأزمة الاقتصادية التي نمرّ بها لا شك ستؤثّر علينا في شهر رمضان، فالغلاء الفاحش، والتجار الجشعين سرقوا منا الفرحة باستقبال والتحضير لهذا الشهر الفضيل... ولكن شهر رمضان هو شهر الخير والتراحم، والناس الخيّرة لا تنسى المحتاجين. أعاده الله على الجميع بالخير والبركة.

{ أما السيدة دلال مراد فقالت: الغلاء الفاحش وخصوصاً ارتفاع أسعار الخضار والزيت واللحوم والدجاج، بالطبع سيكون له تأثير واضح في شهر رمضان على الموائد الرمضانية، ولكن ما نرجوه من الله سبحانه وتعالى في هذا الوقت العصيب هي رحمته وبركته على المؤمنين.. وأقول للتجار الجشعين فلتمتلئ قلوبكم بالرحمة في الشهر الفضيل وتنازلوا عن مال الدنيا لزاد الآخرة لعلكم تنالوا رضى رب العالمين ودعاوى الصائمين. مآسٍ كثيرة وهموم ينتظرها ويتخوّفها الناس في شهر رمضان، وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..

البابا

وفي هذا الإطار، يقول رئيس مركز الفاروق الإسلامي الشيخ أحمد البابا: بعد أيام قليلة نستقبل شهراً عظيماً مباركاً تتلهف له قلوب المؤمنين وينتظره النّاس بفارغ الصبر من عام إلى عام، وفي هذا الاستقبال الكريم لا بدّ أن يكون هناك من استعدادات رمضانية نتهيئ لها مع قدوم الشهر الكريم، وأول ما يجب علينا القيام به ونحن نستقبل الشهر الفضيل هو الرحمة، وأن نتراحم فيما بيننا.

فنحن اليوم في معاناة عظيمة وأزمة كبيرة، أزمة أخلاق وأزمة سلوك، هي أكثر ما يعترضنا في هذه الأيام ونواجهه من الجشعين الطامعين في المكاسب غير المبالين بحال الأمّة المزرية.

وأضاف: علينا ونحن باستقبال هذا الشهر الكريم أن نستقبله بالتراحم، فرحمة الله سبحانه تعالى لا ينالها إلّا عباد الله المتراحمين، فنحن في مأزق وليس في أزمة فقط، ولكن هذا المأزق لربما يهوّن من روعته تعاون الناس وتراحمهم، وخصوصاً التجار الذين ما برحوا يفتشون عن المكاسب وهي فانية ومطامعهم لا حدود لها، وهذا يذكّرنا بما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».. فمغفرة الله التي تفيض في هذا الشهر الكريم على عباد الله الصائمين والقائمين لن يكون للطامعين فيها نصيب، فرحمة الله عزّ وجلّ ستكون للمتعاطفين والمتحننين على بعضهم، الذين يتعاملون بحب وتآخي وتآلف لائق في هذا الشهر الكريم.

واختتم قائلاً: ان النفس البشرية وهي تتخطّى هذه الأزمات لا بدّ أن يكون هناك اعتصام متين بحبل الله العظيم، وهذا الاعتصام الذي لا يشوبه الكلل ولا الملل يرهقه اضطراب القلوب في غير وجهها السديد، علينا ونحن نستقبل الخير أن يفيض الخير على الجميع، وأن يشمل الإنسان بفضله كل من حوله من الذين لم يعودوا يجدوا لقمة خبزهم في أيام الفقر الشديد.

الشعراوي

أما الشيخ الدكتور خليل شعراوي، إمام وخطيب مسجد المكحل، فقال بدوره: قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، فالشهر هو دلالة على أيام وساعات ودقائق وثوانٍ، ورمضان اسم هذا الزمان من العام، فيه كتب الله أي فرض الصيام على المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب حتى طلوع الفجر الى غروب الشمس.

وأضاف: ورمضان في هذا العام ينبغي أن يكون بالنسبة إلينا زيادة في الهدى والفرقان، فالله جلّ جلاله خصّ هذا الزمان فأنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، فالخاسر من مرّ عليه رمضان وهو في غفلة وبُعد عن الهدى فلا فرقان عنده ولا يدري ما هو الحق مما هو الباطل.

والصوم تزكية وطهارة لنا ما في النفس من شوائب وبراثن الشهوات والضلالات، وهذه القطعة من الزمان التي تسمّى رمضان هي الهدى والفرقان فمن أضاعها فهو لما دونها أضيع، والنبي صلى الله عليه وسلم  يقول: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه». واختتم قائلا: الصوم رقيّ للمسلم في زمن عصفت فيه المادية، فالحمد للّه ان أراد بنا اليسر ولم يرد بنا العسر.