بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تشرين الثاني 2018 12:03ص مع بداية ربيع الأول العلماء يؤكِّدون لنجعله نقطة إيجابية في العودة الصحيحة إلى ما أمر به صاحب الذكرى

حجم الخط
يختزن شهر ربيع الأول في وجدان المسلمين كلهم معاني الخير والرحمة والبركة، حيث فيه ولد نبي الرحمة محمّد  صلى الله عليه وسلم ، ومن هنا نرى المسلمين في شتى أنحاء العالم يحرصون منذ بدايته وحتى نهايته على إحياء هذه الذكرى العطرة..
ولكن السؤال الذي لا بدّ أن يكون في عقولنا..
لماذا لا نحول هذا الشهر إلى موسم عمل شامل يؤسّس لمستقبل أفضل..؟!
لماذا لا يكون هناك تنفيذ أو تخطيط لحملات توعوية اجتماعية وأسرية وأخلاقية تنطلق في بداية ربيع الأول وتستمر طوال العام حتى يكون الاحتفال بذكرى المولد احتفالاً عملانياً وحضارياً يُعيد النّاس إلى سنة نبيهم وليس احتفالاً لسانياً لا يقدم سوى الكلام...؟!
أسئلة كثيرة حملناها إلى السادة العلماء عن كيفية العمل في هذا الشهر الفضيل فكان اللقاء التالي:

 غندور
{ بداية قال القاضي زكريا غندور: لا بدّ ان نشكر هذا المنبر الذي يتحسس شؤون القيم والاخلاق بخلاف بعض الصحف ووسائل الإعلام التي تحرص على نشر الفساد والرذيلة والموبقات. وكم نحتاج في هذه الأيام وفي بلاد المسلمين جميعاً لطرح السؤال التالي أين هم من حياة رسول الله اخلاقاً والتزاماً ورسالة، هل أصبح الدين غريباً كما بدأ، وأصبح المسلم الإنسان المتخلف بعد  ان كان المسلم الحق هو المصدر للثقة والاخلاق والقيم والدين والالتزام، وبعد ان أصبح الدين شعاراً وفقدنا كل المقومات من البر للوالدين إلى صدقية التعامل بين البشر عموماً إلى انقطاع الصلة بين الاقارب والارحام إلى تفشي مرض العقوق للوالدين، سنطرح الآن سؤالنا هل هؤلاء مسلمون حقاً، نقول لا، فخير أمة اناس عرفوا الطريق فسلكوه وقرأوا القرآن ففهموا وعرفوا محمّداً  صلى الله عليه وسلم  النبي الرسول الرحمة المهداة فاتبعوه.
كم نحتاج بشهر المولد ان نسأل انفسنا أين نحن من المولد من الالتزام الصادق وهذه الاحتفالات التي تقام مع فرق الانشاد والطبول والدفوف مع ضياع المضمون، هل هذا هو الاحتفال الحق نقول لا وألف لا ليت المسلمين اليوم يجددون التزامهم ليكونوا نموذجاً للدنيا كل الدنيا يتباهى العالم باخلاقهم وبفطرتهم، تفرقنا اليوم تمزقنا اليوم، التناحر فيما بيننا اليوم أدى كل ذلك إلى سقوط كلمة مسلم وضياع مفهومها الصادق حتى حوكم الإسلام بصورة المسلمين.
وختم قائلاً: نقول للمسلمين عموماً عودوا إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  الرحمة المهداة فكونوا الأخوة المتحابين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى، اليوم نبكي على الإسلام بعد ان ضاع ونبكي على المسلمين بعد ان اندثروا وبقى منهم صور، وإذا شئنا ان ندخل في التفاصيل فالأمر مخز ومحزن وهذ للعموم وليس للخصوص، فنقول للمسلمين خاصة جددوا اسلامكم، وعودوا إلى الله صادقين فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محزنون.
شحادة
{ أما القاضي حسن الحاج شحادة فقال:  ان شهر ربيع الأوّل هو شهر ولادة النبي  صلى الله عليه وسلم  ومن هنا نعتبر ان الله عز وجل عندما قال في كتابه العزيز: {وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين} يعتبر دلالة على ان بداية هذا الشهر مولد النبي فيه هي بداية النور والرحمة والسلم ونشر الثقافة والعلم للبشرية جمعاء.
واضاف: اتمنى ان تكون هذه المناسبة إضافة إلى مناسبة ولادة النبي  صلى الله عليه وسلم  هي مناسبة لاعتبار هذا الشهر شهر النور وبشارة العلم ونشر الفضيلة والثقافة والسماحة والرحمة للعالم بأجمعه، لأن النبي  صلى الله عليه وسلم  هو رحمة للعالمين ولم يحصر سبحانه وتعالى عز وجل انه رحمة لامة دون أخرى وبالتالي فانا نرى ولادة النبي محمّد  صلى الله عليه وسلم  والبشارة به وبما جاء به في هذا الشهر هي مناسبة جامعة ينبغي ان نحافظ عليها ونكرسها كي تكون حافزاً لتغيير ما في النفوس والعودة إلى ما جاء به النبي  محمّد  صلى الله عليه وسلم  وهو النور   الذي اضاء الظلمات والعلم الذي محا الجهالات والعدل الذي انصف المظلومين، وبالتالي فان لهذا الشهر الفضيل كما لغيره من الأشهر الحرم من أهمية بالغة الذي خصص الله عز وجل فيه ولادة أشرف الانبياء واشرف الخلق.
وتابع قائلاً: وينبغي على جميع الأمة الإسلامية افراداً ومسؤولين وبالأخص العلماء منهم ان يتخذوا من هذا الشهر الفضيل وانطلاقته منطلقاً وحافزاً لتعريف النّاس بفضل هذا الشهر المبارك الذي به اشرقت النور لى الأرض وفي السماوات بمولد الرسول  صلى الله عليه وسلم  الرسول والنبي الذي جاء بالعلم والرحمة والعدل والتسامح والدعوة إلى الألفة ومن هنا عليهم ان يأخذوا هذه التعاليم وينشرونها بين الشعوب وبين القبائل وبين الدول والأفراد كي يعرف العالم باسره سماحة هذا الدين ومحبته للآخر ودعوته للتسامح والسلم والعدالة والانصاف.
 وختم قائلاً: آملين من الله عز وجل ان يمن علينا بنعمة الإسلام وان يُعيد هذا الشهر الفضيل وما فيه من اجمل المناسبات وانقاها على أمته وعلى العالم باسره بالخير والسلام والمحبة والوئام.
حداد
{ بدوره اعتبر  المفتش العام للاوقاف الإسلامية الشيخ د. اسامة حداد أنه مع إطلالة شهر ربيع النور ونور الربيع نتوجه إلى المسلمين باحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على خطين متوازيين:
الخط الاول: إظهار الفرح والبهجة والسرور في البيوت والطرقات والمتاجر عملاً بقول الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا} ومن معاني هذه الرحمة هنا انه رسول الله  صلى الله عليه وسلم  الذي ارسله الله رحمه. للعالمين
فنفرح برسول الله بميلاده وبعثته وهجرته وبكل انجازاته وما أروع ان يُفرح الأهل ابناءهم بهدايا مناسبة لترسيخ محبة النبي  صلى الله عليه وسلم  في عقولهم.
اما الخط الثاني: فهو احياء سنته ونشر اخلاقه في سلوكنا وكلامنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض ويقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة} ومعنى الأسوة أهم من معنى القدوة فالقدوة تكون في بعض الأفعال اما الاسوة فهي بكل ما فيه من اقوال وافعال وصفات تصلح للاقتداء بها، فهو الكمال البشري ومنه نتعلم، نتعلم السلوك والنهج، فلا يليق بمسلم ان يشتم أو يظلم أو يغتاب إلى آخره، ولا يليق بزوج ان يكون عنيفاً مع زوجته، وكذلك الزوجة ان تكون سيئة مع زوجها، وهكذا أمثلة كثيرة نرجو من المسلمين ان يبحثوا في سيرة النبي  صلى الله عليه وسلم  بحثاً فيه تعلم واقتداء فإذا فعلوا ذلك عاش النبي  صلى الله عليه وسلم  في سلوكهم وكلامهم وبهذا يكونون قد احيوا سنته.
وختم بالقول: ان ما ذكرناه أعلاه هو مهمة الجميع من آباء وامهات ودعاة وعلماء في نشر منهج الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم .