بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 أيلول 2020 12:01ص مع كثرة ظهور المشعوذين إعلامياً: تحذيرات من دجلهم الذي يعمل على تجهيل وتخويف النّاس

حجم الخط
لا شك أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحالة النفسية للفرد وكذلك الجماعة وبين سلوكياتهم المختلفة، إذ تصديق الخرافات يؤثّر على قدراتهم وسلوكياتهم ولا يجدون منها مخرجاً إلا باللجوء إلى الخرافات التى تجعلهم أكثر رضا، خاصة إن كان الناس في حالة من الإضطراب الفكري والأمني والاجتماعي، وهذا المرض لا يقتصر على فئة دون أخرى بل يصاب به حتى من يعتلي أرقى الدرجات العلمية، ولكن يبقى الأساس في ضعف الوازع الديني وضياع التنشئة اليقينية الصحيحة التي تربط العبد بالله وتجعله على صلة وثيقة بربه سبحانه وتعالى، ومن هنا نسأل لماذا تمتلئ شاشات الإعلام في بلادنا بهؤلاء المشعوذين الذين يطلقون آراءهم وتوقّعاتهم وكأنهم يعلمون الغيب فينشرون الخوف والتوتر بين صفوف الناس...؟!

وهم تارة يقولون «توقعات».. وتارة «صورا يلتقطون إشاراتها».. وتارة «إلهام»..

بينما الحقيقة أنها كذب وإفتراء وفساد وشعوذة مرفوضة دينيا وعلميا وأخلاقيا وإنسانيا..؟!

فلماذا انتشر سوق هؤلاء في بلادنا...؟!

ولماذا امتلأت الشاشات بهم وكأنهم من أكابر علماء البلاد..؟!

وكيف نواجه خطرهم وفسادهم الذي يسرح ويمرح دون رقيب أو حسيب..؟!

فارس

الشيخ د. أحمد فارس، عميد كلية الشريعة السابق، اعتبر أنه مهما تقدّم العلم والمكتشفات العلمية الكثيرة في هذه الأيام نتيجة تطوّر العقل وإنكشاف المادة واستغلالها من أجل صالح الإنسانية أو من أجل هدفها بالأسلحة على أنواعها، ولا شك ان العقل الإنساني قد بلغ شأواً كبيراً في إكتشاف الكثير من الصناعات والآلات التي تخدم الإنسان وتسهّل حياته وتلبّي متطلباته ولكنه قد استغلّ العلم أيضاً في تدمير الإنسان والبنيان من جرّاء الأسلحة الفتّاكة والمدمّرة التي نشاهد نتائجها ومخلّفاتها على شاشات التلفزة، فكل مكتشف علمي كسيف ذي حدّين يستعمل للخير ويستعمل للشر، وللأسف ونحن في عصر العلم فان كثيراً من العقول قد تردّت في الجهل إلى مكان سحيق حيث عادت إلى الخرافات والأوهام والأساطير والتكهن والتنبؤ، وكثير من الناس يلجأون في مشاكلهم المتنوّعة إلى المنجّمين والبصّارين فيأخذ هؤلاء الكهّان والمنجمون أموالهم بالباطل ويمنونهم بحلّ مشاكلهم، وللأسف ففي الجرائد والمجلات ومحطات التلفزة الكثير من الإعلانات عن هؤلاء الذين يدّعون علم الفلك والغيب للعالم الروحاني فلان وعالم الفلك فلان لإبطال السحر وفك المربوط ومعرفة الغائب وغير ذلك من حاجات الناس.

وقال: أكثر الذين يلجأون إلى هؤلاء الدجالين العنصر النسائي بحيث تبيع المرأة ذهبها وتبذل مالها متمنية من هؤلاء المحتالين تزويج البنت قبل أن تدخل سن اليأس والعنوسة أو الكيد لجيرانها أو أصهرتها وإلى ما هنالك من ترهّات عديدة، وهؤلاء جميعاً من المنجّمين والدجالين والدجالات والذين يذهبون إليهم يرتكبون الآثام لأنهم يشركون ويشاركون الله في علم الغيب الذي هو للّه وحده ولا يعلم الغيب إلا الله.

وكثير من هؤلاء المحتالين يرتكبون جميع الموبقات من الفواحش ما ظهر منها وما بطن من زنى وتعاطي مخدرات وإدّعاء قدرتهم على أن تحمل المرأة التي لم تنجب وهناك قضايا عديدة ودعاوى على أغلب هؤلاء الذين يرتكبون هذه الرذائل.

وتابع: ان من يذهب إلى منجّم ويصدّقه يكفر بالله وبرسالاته، وهناك نهي من الشريعة الإسلامية عن تصديق هؤلاء أو حتى الذهاب إليهم. وقد ذكر في التاريخ في العصر العباسي عندما هاجم الروم مدينة ذبطرى وقتلوا كثيراً من أهلها وكانت هناك امرأة تنادي: «وامعتصماه، وإسلاماه».. وسمعها أحد الأخوة وأبلغ المعتصم بقصة هذه المرأة وما حلّ بقريتها من قتل وخراب ولما أخبر المعتصم اهتزّ في مكانه وقال «لبيك لبيك»، كما يلبّي الزعماء هذه الأيام الذين يتعرّضون للقتل والتعذيب، وجمع قادته وسألهم عن أمنع مدينة لدى الروم فأخبروه بعمورية فطلب منهم مهاجمة عمورية، وهاجم عمورية وانتصر على الروم ويومها قيل «السيف أصدق إنباء من الكتب».