بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الأول 2020 12:38ص مع نهاية عام إستثنائي.. العلماء: الأمة التي لا تتعلّم من أخطائها لا أثر لها ولا دور لها

حجم الخط
ها هي سنة 2020 شارفت على الانتهاء, ولا شك انها سنة لا نحسد عليها، ونتمنى أن تنتهي بأسرع ما يُمكن، لما شاهدنا فيها من أزمات وويلات وكوارث، ومصائب ومحن وابتلاءات، ونتساءل بين أنفسنا لماذا تحصل معنا هذه الأمور...؟ نقول هل لأننا ابتعدنا عمّا أمرنا به الله سبحانه وتعالى سواء في حياتنا الاجتماعية أو في تغيير أنماط حياتنا... أو لأننا ضربنا بعرض الحائط القوانين والشرائع التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسير عليها لننظم حياتنا، ولنسهّل أمورنا ولكي نعيش براحة واطمئنان وسلام؟!

فها هي السنوات تمرُّ السنة تلو الأخرى، ونحن لا نتعظ ولا نعتبر مما مررنا به بل نعود لتكرار نفس الأخطاء ونسير بها كأنها قوانين مسننة، ولا نسعي جاهدين الی اتخاذ العِبَر من السنوات الماضية.

وسؤالنا اليوم، لماذا وصلنا إلى هذه الأحوال؟ وما المطلوب للخروج من المآزق التي نتخبّط بها؟.. هذا ما سنعرفه في تحقيقنا التالي:

المفتي الصلح

بداية، قال مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح:

- لطالما غرّتنا الحياة الدنيا بزينتها ولهوها، والقليل من أدرك أنها دار اختبار، نسعى يمنةً ويسرةً سعياً للرزق والمناصب والجاه، ونغفُل عن الساعة التي نُرفع فيها بالنعش. قال تعالى {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} ، الأمل لا بد منه، إنما جاء النهي عن طول الأمل الذي يحول بين الإنسان وتفكّره بما سيؤول إليه. يشعر الإنسان بأنه مُخلد هنا، لاحقاً أُصلّي، لاحقاً أتوب، لاحقاً أرتدي الحجاب.. ولا نفقه أنه إن مرّت هذه الدقيقة من حياتنا ونحن نتنفس، لربما الدقيقة التي تليها نكون في أعداد المتوفيين!! قال الحسن البصري رحمه الله: «ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل» لا يزال الإنسان يُسوِّف حتى يصل للحظةٍ يقول فيها {ربِّ ارجعون} ولكن هيهات...

يومٌ واحدٌ يقضيه الإنسان في غرفة العناية في المستشفى كفيلةٌ لتُشعره بصغر الدنيا. فيروس صغير جداً جعل الجميع يُدرك بأن الموت يأخذ الصغير والكبير، وكلٌ بأجله!

ولكن وحتى اللحظة الكثير لم يعِ أبداً أننا عابري سبيل والجنة مبتغانا هناك حيث القصور والخلود. قال ابن عمر رضي الله عنهما: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذْ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك».. 

لعلّنا نعقل!!..

القاضي شحادة

{ أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة فقال: 

- نعيش هذه الأيام الأخيرة من العام 2020 التي كان مليئاً بالكوارث والمحن على صعيد الداخل اللبناني وعلى العالم بسبب الجائحة التي ألحق بالبشرية وهي بلاء لا شك فيه.

وأضاف: ومن هنا نتطلّع ونتفاءل ان هذه الأيام والسنين التي تمرّ ونحن لا نستفيد ولا نعتبر مما حصل بها وما تكللته من اخفاقات ومخالفات لأنظمة الكون والمناخ، إضافة إلى المعاصي التي لم توفّر البشرية وإلا خاضت به خلافاً لما شرع الله عزّ وجلّ ونأتي بعد ذلك لنقول لماذا نحن مستهدفون؟ ولماذا يحصل بنا كذا؟ ولماذا تحصل هذه الكوارث والبلاءات؟..

وتابع قائلاً: لقد كان كلام الله عزّ وجلّ في بداية خلقه واضحاً عندما قال في كتابه العزيز: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، لذلك على الإنسان إن كان مسلماً أو غير مسلم أن يعلم أن لديه من الجبل الكثير والكثير لما أراد الله عزّ وجلّ لهذه الأمانة وما أشار إليها، اننا قد اخترنا الحياة وفقاً لنظام كوني ومناخي وروحي قدّره الله عزّ وجلّ للبشرية، فــإن نحن سرنا به كما أراد سلمنا مما نحن فيه، وعندما أردنا أن نغيّر إرادة الله في خلقه، فإننا سوف نرى العجائب والمصائب في كل ما نعيش به، ونتعرّض للبلاء والابتلاء كي نتعلّم ويبدو اننا لم نتعلم.

وأضاف: فالخروج من هذه الأزمات والمحن والمصائب والكوارث هي بالعودة إلى الإيمان الصحيح للّه عزّ وجلّ وحكمة خلقه الذي أحكم خلقه فإن الكون يسير بدقة متناهية وجعل من الليل والنهار نعمة ومن الشمس والقمر نعمتين ومن الأرض والكواكب نِعَم كثيرة، وكل في فلك يسبحون، وهذا بعلم الله وقدرته، وعندما تدخّل البشر في تغيير هذه المنظومة التي خلقها الله عزّ وجلّ، سواء المنظومة اليومية الكونية أو المنظومة الاجتماعية، وقعنا في هذه المشاكل.

واختتم قائلاً: علينا أن نعيد النظر بكل كلمة وردت في نظامنا الحياتي والاجتماعي في هذا القرآن الكريم المقدّس وان البشرية قد تعرّضت لما تعرّضت إليه من مخاطر وما زالت عُرضة لأخطر المخاطر ما لم تعود وتعيد النظر بإيمانها بما ورد في القرآن الكريم حول الاستقامة في التعاطي، وأن نعود إلى مخافة الله عزّ وجلّ واحترام الآخرين واحترام الكون بما فيه وبما أمرنا به الله عزّ وجلّ، كي نوقف التدهور الاقتصادي والمناخي والكوني.