بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الثاني 2023 12:00ص مفتي البقاع الشيخ د. علي الغزّاوي لـ اللواء الإسلامي: سيبقى عملنا على خُطى الخليل... ليكون الطريق الذي نمشي به مثمراً ووفيّاً..

مفتي البقاع الشيخ د. علي الغزاوي مفتي البقاع الشيخ د. علي الغزاوي
حجم الخط
«بداية نستذكر سماحة المفتي الراحل عليه رحمه الله والذي كان علما من أعلام الأمة من حيث علمه ومن حيث الإرث الذي تركه، ولا أبالغ ان قلت اننا نحن من الحروف التي اصطنعها المفتي على عينه، فقد اصطنع حروفا للعالم الإسلامي عامة ولبقاعنا خاصة، ومن هنا كانت هذه الصفحة التي اصطنعها المفتي هي اليوم نعيشها ارثا ونعيشها متابعة لما تركنا عليه، وبالتالي الحمد للّه اننا صاحبنا سماحته أكثر من ربع قرن وهذه الأيام كانت قادرة وكان قادرا سماحة المفتي على صقل عقولنا ونفوسنا وجبلنا في كثير من الأمور حتى صرنا نحاكيه في العقل والقول، فسماحته نموذج ومحل قدوة وبالتالي كل من جالسه أحب أن يأخذ منه والحمد للّه كانت هذه المجالسة وأخذنا منها الكثير واستطعنا من خلال هذا الأخذ أن نكون على دربه، ونحن أردنا من خلال عنوان نباشره لنعمل من بعده فقلنا على خُطى الخليل، ليكون الطريق الذي نمشي به هو الطريق الذي اتجهه سماحة المفتي الراحل، ولقد أردنا هذا النهج لأن كل إنسان يطمح أن يكون ناجحا وأعتقدنا ان من النجاح أن نقتدي بمن نجح، ومن النجاح أن نقتدي وأن نتأسّى بمن سبق وان كان الحمل من بعد سماحته ثقيلا فالسبب في ذلك ان سماحته رحمه الله بدأ مسيرة المؤسسات لبنة لبنة وبنى مؤسسته من لا شيء والصعوبة أنك جئت وكأن كل المؤسسات هي مولود كبير وُضع بين يديك».
بهذه الكلمات بدأ مفتي البقاع الشيخ د. علي الغزاوي حديثه إلى جريدة «اللواء»، مشيرا إلى أنهم لم يباشروا العمل من بعد الراحل الكبير الشيخ خليل الميس رحمه الله تعالى، وإنما باشروا العمل في حياته لكي يكونوا مع العمل مراقبين بداية من الله ثم من سماحته رحمه الله، وأنهم كانوا بين يديه في قوته، ولما ضعف الجسد عند سماحته ما شعروا يوما ان مهمته ضعفت، لأنه كان قوي الروح وقوي الإرادة، ولذلك لم يترك الأزهر مع شخص إنما تركه مع أسرة وكان يراقب عمل هذه الأسرة في هذه الفترة قائلا: «أحسب انه خرج من الدنيا وهم مطمئن على المؤسسة وعلى حسن سيرها من خلال تركنا نعمل ولكن كان يراقب عملنا ويسأل عن أحوال العمل حتى اللحظات الأخيرة في حياته.. وما زالت المؤسسات تعمل وكأن سماحته يغيب مسافرا ولكن تبقى المسيرة مستمرة»..
تطوير لإرث المفتي الميس 
{ نعلم ان الحمل كبير على سماحتك.. خصوصا انك تحمل إرث الشيخ خليل الميس، فكيف هي الخطة المستقبلية عندكم؟
- الخطة ليست فقط الحفاظ على المؤسسات لأنك ان حافظت على المؤسسة فقط وغيرك يتقدّم ستجد نفسك متأخّرا، نحن نريد تطويرا لمؤسساتنا واستثمار كل عنوان من عناوين هذه المؤسسات حتى نطورها بإذن الله تعالى، وأحسب أيضا ان الأمة تتحمّل معنا هذا الأمر، لان هذا الاتفاق وجدناه من الأمة قبل الافتاء وبعده، ونجد ان سماحة المفتي رحمه الله تعالى لم يترك المؤسسات الى دولة أو حزب أو جمعية إنما تركها من الأمة وللأمة، وان الأمة التي استطاع سماحة المفتي رحمه الله تعالى إيجادها واستطاع من خلالها أن يبني سنستطيع من خلالها بناء المؤسسات.. ستكون عاملة معنا للحفاظ وللاستمرار والتطوير بإذن الله تعالى.
عمل وتعاون مع كل المفتين
{ في ظل الأوضاع المتردّية التي يعاني منها لبنان بكل مناطقه، كيف هي رؤيتكم لأعمال ومعاناة الدعاة في البقاع، وكيف سيكون التعاون مع غيركم من المفتين؟
- بالنسبة للأوضاع المتردّية ودور الدعاة لا شك بأن العمل الآن تطوّر قليلا، فبعد أن كنت مسؤولا عن مؤسسات أزهر البقاع فأصبحت مسؤولا عن كل المؤسسات الدينية في البقاع ومنها المؤسسات الوقفية والمساجد والدعاء والأوقاف وغيرها فهذه المسؤولية تحتم بداية أن نوجد داعية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، بمعنى أن يكون داعية صاحب رسالة، وأن يكون الداعية مؤتمنا من أجل المؤسسة، حتى لا يكون تابعاً في مكان ما بغير المؤسسة، وحتى يكون ذلك لا بد أن نسعى، لا أقول لأبنائه، بل أقول لكفايته بالحد الأدنى، ولتحقيق هذا ولا بد من السعي مع الأفراد والمؤسسات والجهات المانحة من أهلنا العرب واخواننا اللبنانيين مقيمين ومغتربين، ونحن نسعى جاهدين لكفالة اخواننا الدعاة، وما يتيسر يكون في حسب الأولوية وبحسب العمل، فنحن نعطي كل من يعمل ويستحق، وعلى حسب عمله يكون العطاء.
أما عن التعاون مع المفتين ففي قلوبنا محبة لهم، وفي قلوبهم محبة لنا، ونحن نحبهم على حب سماحة المفتي الراحل رحمه الله تعالى لهم، وهذه العلاقة الطيبة ستثمر تعاونا بنّاء مع الجميع بإذن الله تعالى، وسنمدّ كلنا يد الخير لبعضنا البعض لنكون شركاء في هذا الباب، حتى نفتح لأهلنا بابا لكل خير، وفي الحقيقة البقاع يعتبر نموذجا، وهذا الاجتماع المتميّز الذي حصل مؤخرا بين ثلاثه مفتين ومع علماء المنطقة بأكملها من عرسال الى مرج الزهور إلى راشيا والبقاع الغربي والبقاع الأوسط والشمالي والهرمل، والحمد للّه سيكون هذا التعاون مستمرا وليس فقط اجتماعا يتيما، وستكون هناك لقاءات متعددة بيننا وبين الجميع في محافظتنا ومحافظة بعلبك والشمال وسنتعاون في ما بيننا ليشعر أهل البقاع على ان أهل العلم هم يرمون جميعا إلى الوصول إلى ما فيه الخير وان المسألة هي مسألة أمة وليست مسألة فرد.
انتخابات المفتين خطوة هامة
{ وماذا عن رؤيتكم لعملية انتخاب المفتين؟
- الانتخابات لها سلبياتها ولها إيجابياتها، فالتعيين قد ينتقل أفضل وقد يلعب دورا ما هو في كل الأمور سواء من الناحية السياسية والاجتماعية وقد تلعب دورا في صياغة من يعيّن الانتخابات وذلك سلبياتها انها قد تؤدي الى خصومة مع أحد فنحن من خلال الانتخابات كانت بالتعيين ابتداء والذي عيّناه سماحة المفتي الميس إشارة هو ذلك، بعد الانتخابات اقدمت أنا الى قبر سماحة المفتي رحمه الله وقلت يا سماحة المفتي أنت قلت كلمة والناس كانت وفيّة لهذه الكلمة معك، لما كان قبل الانتخابات أردت أن أنساه ولا أريد أن أفتح باب انفتح بابه أنت قلت كلمة وجمهور الناس كانوا فيها بهذه الكلمة ثم كانت الانتخابات، من كان وفيّا لهذه الكلمة ولمسيرة بقاعنا من الذين تخرجوا في المكان بعد ذلك الانتخاب الأكبر وهو الانتخاب الشعبي وهو هذا الزحف الكبير من لبنان كله ليس من بقاع لبنان، من لبنان كله وجدنا مشاركة لهذه الحالة الاستثنائية التي حصلت في لبنان كله وفي البقاع على وجه الخصوص لان البقاع يعني مؤسسة والمؤسسات. واسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل أعمالنا على قدر آمال أهلنا. فقد جاء عشرات الآلاف من الناس وما زال الناس يتوافدون وما أظن ان أحدا استطاع أن يأتي ولم يأتِ، فان فاته المجيء كان لا يفوته الاتصال من بعد، نحن لما يقارب الشهر وما زلنا نستقبل العشرات والمئات من المهنئين وهذا الصحف أنا أراه من ناحية أخرى ان الناس بحاجة الى قيادة وقائد والناس يقولون نحن نريد لمؤسساتنا أن تقودنا وأنتم مسؤولون عنا ولذلك من هنا يبدأ العمل ويبدأ تحمّل الأمانة واننا مسؤولون عن الناس، ونسأل الله أن يعيننا على خدمه أهلنا وعلى أن نكون عند حاجتهم الدنيوية والاخروية وأن نكون على مستوى آمال أهلنا حتى نكون بأعمالنا على قدر الآمال، مكان الانتخاب الى ثلاثة أضلاع: الأول إشارة سماحة المفتي الميس رحمه الله، الثاني الانتخابات في صندوق الاقتراع والثالث الزحف الشعبي. نحن نتنافس مع أهل الفضيلة لحمل الفضيلة فقط، لا أكون خادما لهم فأنا لم أفز على أحدهم، فازوا في خادم لأمة وان شاء الله يكون الفوز فوز حقيقي ويؤدي هذا الفوز في الدنيا وفوز في الآخرة.
كلمة أخيرة
{ وما كلمتكم الأخيرة للمجتمع وللدعاة؟
- أقول للناس جميعا نحن أصحاب الرسالة، وبالتالي لن نقول ماذا نريد من الأمة، بل سنقول كما على كل إنسان أن يقول ماذا تريد الأمة مني، ولا تعمل على قدر حاجتك من الأمة، بل أعمل على قدر حاجه الأمة إليك، فعندما نقول داعية يعني له صفة من صفات النبوة وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا، فما علينا إلا مباشرة العمل، والداعية كما سمعت من أحد الفضلاء فهو كالشمس لا تعرف السكون، والشمس تطلع على من يحب ومن لا يحب، كما أن الداعية ليست مهمته مقتصرة على محراب المسجد، بل عليه أن يجعل الدنيا كلها محاريب، وهذا ما كان دوما يريده سماحة المفتي الشيخ خليل الميس رحمه الله، عندما كنا نمشي معه في قضية تمشي المناهج بين الشرع والاكاديمي، نحن نريد من خلال ذلك أن نخرج الدعاة الى الدنيا وليس فقط الى المساجد، نريد الطبيب الداعية والمهندس الداعية والمحامي والتاجر وغير ذلك.. نريدهم كلهم دعاة، فكما ان أساليب القرآن تعددت وتنوّعت، كذلك أساليب الدعاة وسبلهم تتنوّع، تنوّع في الأساليب وتنوّع في الخطاب.
على أي كلمة الخطابة ونابع من فلسطين لا يتغيّر ولا يتبدّل وان كانت الأساليب من أجل خدمة هذا القصد وسنضع أيدينا بأيدي اخواننا العلماء لرفع شأن أمتنا ما استطعنا، ونبرّأ ذمتنا بإذن الله، سائلين المولى تعالى أن يبقي مؤسسة دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ومن خلال سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ورؤساء الدوائر الوقفية والإدارات العامة للأوقاف، وكل من يقوم وظيفيا حتى نحوّل الوظيفة الى رسالة وحتى نجعل من الرسالة عنوانا، ونحن عندنا عناوين، ونحن في بلد نستطيع أن نعمل به الكثير بما أتاح لنا الانتظام العام اللبناني أن نعمل ضمن المؤسسات وضمن مؤسسات الدولة والوطن، رعاية المؤسسات الدينية والتي يرأسها مفتي الجمهورية اللبنانية، سواء كانت قضائية أو من حيث الفتوى الأوقاف أو من حيث المؤسسات العلمية والصحية والاجتماعية التي ننتمي الى هذه المؤسسات، وسنكون متعاونين ومحصنين لمجتمعنا لجعل أرضية صالحة ليثق بنا اخواننا العرب والمغتربين فيعودون ويعود المغترب الى أرضه، ويضع العربي يده في يدنا.