بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 نيسان 2019 12:02ص مقال من عشرة أعوام..؟! كأنه كُتب اليوم..؟!

حجم الخط
منذ ما يقارب عشرة أعوام.. كتبت في هذه الزاوية تحديداً.. مقالاً أنتقد فيه السلبية التي استقرّت في نفوسنا وأعمالنا تجاه الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك.. والمضحك المبكي.. أنني عند مراجعتي لهذا المقال صدفة.. شعرت وكأنني كتبته بالأمس..!؟
فمشاكل المجتمع وأزماته ومطالبات أهله ما زالت كما هي.. ولم يتغيّر شيء على الإطلاق..!؟
وتقصير المسؤولين في كل الميادين عن تحمّل مسؤولياتهم تجاه أبناء الوطن.. أيضا ما زال كما هو..؟!
وممّا كتبته في المقال أقتبس ما يلي..:
«كم نتمنّى أن نحتفل مع قدوم شهر رمضان بإفتتاح مستشفى إسلامي خيري على أعلى مستوى من الخدمات الطبية يعالج مرضى المسلمين بأسعار رمزية»..
وقلت: «نريد أن نرى وجهاء وعلماء وقادة المسلمين.. يحتفلون خلال شهر رمضان بالقضاء على حاجة الفقر التي تجتاح بلادنا أو يعملون على تقليلها.. بدلاً من أن يحتفلوا بافتتاح مسجد هنا أو خلية هناك.. بلغت تكاليف إنجازها ملايين الدولارات..؟!».
وقلت: «نريد أن نستعدّ لاستقبال شهر رمضان دون أن نرى قوافل الجمعيات - التي تطلق على أنفسها زوراً وبهتاناً أنها خيرية - تقف متسوّلة على أبواب الأغنياء ورغم ذلك نرى أعداد الفقراء في بلادنا من المسلمين يزداد عاماً بعد عام»..؟!
وأيضاً قلت: «ونحن نستعدّ لاستقبال شهر الصوم أمنيتنا أن نسمع أو نرى بأم أعيننا المعنيين في بلادنا يحتفلون بإطلاق مشروع لإنشاء مساكن للشباب المسلم ومساعدتهم على الزواج بدلاً من ذلك التخبّط الأهوج الذي يعصف بهم...؟!»..
واليوم.. وبعد عشر سنوات... ومع استعدادات البلاد والعباد لاستقبال شهر رمضان المبارك... يا ترى هل ما زلنا بحاجة للكتابة حول هذا الموضوع..؟!
هل ما نراه في مجتمعنا من تراجع.. ومن جمود.. ومن أهمال.. ومن تقاعس عن كل عمل نافع للناس أصبح قاعدة.. وأصبحت المطالبة بالحقوق جريمة يعاقب عليها الإنسان..؟!
ثم.. هل المشكلة هي انعدام القدرة على العمل النافع للناس.. أم يا ترى - وهنا الخطورة – هي انعدام الرغبة في تقديم هذا العمل للمحتاجين..؟!
إن استمرار الوضع على حاله منذ أكثر من عشر سنوات وإلى اليوم هو دليل صارخ على إننا نعيش بلا تخطيط وبلا رؤية وبلا هدف واضح...
والخوف كل الخوف.. أن أرى نفسي مضطراً بعد عشرة أعوام - إن أحيانا الله تعالى – لأعود وأستشهد بهذا المقال...؟!
bahaasalam@yahoo.com