بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آذار 2022 12:00ص من السجل الذهبي لأوقاف البيروتيات

أوراق بيروتية (57)

حجم الخط
المرأة البيروتية المؤمنة الصالحة المربّية التي أعانت زوجها ورَعَتْ أولادها وانشأتهم على البرّ والتقوى وعلى محبّة الخير والعمل الصالح ومساعدة الفقير والمسكين والمحتاج، وأودعت الإيمان بالله في قلوبهم وعقولهم، ولم يمنعها نيل حقها من العلم من التعويض عن ذلك بفطرة بسيطة ونيّة طيبة. ودفعت أحد أبنائها الى أحد الشيوخ لحفظ القرآن الكريم ومبادئ الحساب والعلوم العصرية لتراه شيخا عالما مرشدا.

هذه المرأة لم تصرفها شؤون أسرتها وحقوق زوجها وأولادها عن عمل الخير، فحرصت على وقف بيتها وأرضها ودكانتها في مختلف أعمال البرّ والإحسان لبيوت الله وقراءة القرآن الكريم وتسبيل الماء لسقاية الحجيج، مسطّرة سجلا ذهبيا في تاريخ بيروت.

وتأتي على رأس السجل عائشة صيداني بكار التي بنت مسجدها العامر بذكر الله تعالى والذي أصبح منارة للعلم والدين والثقافة والعمل الاجتماعي بهمّة المهندس علي نور الدين عساف ورفاقه، وقد تعدّدت مصارف الأوقاف التي وقفتها البيروتيات.

*****

أوقاف على المساجد

في 15 جمادى الأولى 1266هـ/ 1850م وقفت أسماء بنت قاسم درويش نصف دكان في سوق الحدادين، ستة قراريط منها على زاوية الباشورة (جامع البسطة التحتا) وعلى من يقرأ القرآن الكريم من حفظة كتاب الله تعالى في بيروت يقرأ ما تيسّر له يوميا ويهديه للنبي عليه الصلاة والسلام ولصاحبته ولها ولوالديها ولجميع المسلمين. وإذا انقطع الحفظة عاد الريع الى الحرمين الشريفين حرم مكة المكرمة وحرم المدينة المنورة.

وفي 18 شعبان 1293هـ/ 1876م وقفت الحاجة خديجة بنت حسين بيهم ناصر العيتاني دكانتين في سوق الحياكين قرب باب الدركاه، النصف على مقام الأوزاعي المُعدّ للصلاة والنصف الآخر على مسجد زقاق البلاط. كما وقفت دكانة في سوق الفشخة على وجوه البرّ والصدقات.

نفيسة صيداني

في غرة ربيع الأول 1282هـ/ 1865م وقفت نفيسة بنت محمد الصيداني أسفل بيت في حي الباشورة، وجعلت مآل الريع على زاوية عين الباشورة وإرسال مجيدي كل سنة لسقيا دورق ماء زمزم في موسم الحج الشريف.

وقف ظريفة بنت سعيد بن مهتار باشي

وقفت ظريفة بنت سعيد بن مهتار باشي وزوجها قاسم محمد عبد القادر الغول في آخر شهر ذي القعدة 1302هـ/ 1885م قطعة أرض في المصيطبة، الربع على جامع المصيطبة والربع على ماء نهر الكلب يسبل بأرض الوقف والربع لورثة قاسم والربع لورثة الواقفة ويعود مآل الريع لعموم الفقراء.

{ في 22 أيلول 1965 أعلنت عربية بنت أحمد ديب العيتاني رغبتها بإقامة مسجد في محلة الطريق الجديدة شارع الرواس وتبرعت بمبلغ ستة آلاف ليرة لهذا المشروع.

{ في 23 جمادى الثانية 1329هـ/ 1911م وقفت حسيبة بنت محمد بن عبد الله الحموي بيتها في محلة الباشورة على نفسها ومن بعدها على جامع عبد الغني باشا بيضون بزقاق برج أبي حيدر. ثم على فقراء أطفال مسلمي بيروت لأجل تعليمهم الأمور الدينية والفنون العصرية.

وقف جزء من الريع على الجمعية الخيرية الإسلامية

بتاريخ 25 ربيع الأول 1294هـ/ 1877م وقفت فاطمة بنت عبد القادر الجبيلي عقارها على أن يدفع من الريع أجرة ستة دوارق من ماء زمزم تسبل بمكة المكرمة وأجرة 28 ختمة من القرآن الكريم كل سنة وباقي الريع: ثلث لفقراء بيروت والثلث لفقراء مكة المكرمة والثلث لفقراء المدينة المنورة. واشترطت دفع مائة قرش للجمعية الخيرية المؤلفة من عبد القادر عبد الله بيهم ومحي الدين عبد الفتاح آغا حماده وحسن بن محمد القاضي وعمر بن درويش الغزاوي وزين ابن الشيخ عبد الله سلام.

وفي التاريخ نفسه وقفت بدرة بنت عبد القادر الجبيلي بيتها ودكانة، ثلاثة أرباع الريع من الخبز يوزع على الفقراء وخمسة وعشرين قرشا للجمعية الخيرية المشار إليها.

تلاوة القرآن وعلى قفة الخبز

في الثاني من شهر شوال 1264 هـ/ 1848م وقفت عاتكة بنت مصطفى قليلات دكانة في سوق القطن على قفة الخبز من فقراء بيروت بواسطة متولي القفة في حينه قاسم بن محمد بن حمودي عز الدين.

في 19 محرم الحرام 1265هـ/ 1848م وقفت خديجة زين الصليب زوجة علي حطب قطعة أرض في مزرعة راس بيروت بالمغاريق على أن يكون مآل الريع للفقراء والمساكين في بيروت, وفي 19 رمضان 1273هـ/ 1857م وقفت فاطمة بنت حسين شانوحا دكاكين قرب قهوة المعلقة، عشرة قروش كل شهر على تلاوة القرآن لها ولزوجها والباقي للفقراء، واشترطت دفع أربعة آلاف قرش بدل إسقاط صلاة وتجهيز ودفن والباقي للفقراء والمساكين.

في 7 صفر الخير 1326هـ/1908م وقفت آمنة بنت عبد الله بن شاكر خانة في محلة الباشورة بزقاق الغلغول على أن يعود الريع لفقراء بيروت. وفي 28 أيلول 1952 وقفت الحاجة عليا بنت محمد العدو مكداشي 800 سهم من عقارها رقم 752 مزرعة على أيتام المسلمين والمحتاجين من العجزة ونشر القرآن الكريم.

وفي7 جمادى الثانية وقفت بدرة بنت مصطفى العيتاني الملقب بالنسر دكانة قرب زاوية القصار على نفسها وعلى زوجها وبعدهما على القراءة لهما والصدقة والآس.

وفي 21 رمضان 1276هـ/ 1860م وقفت فاطمة بنت يحيى دياب وزوجها يوسف مصطفى الترك 12 قيراطا من ايوان وتخت بباب يعقوب على من يقرأ القرآن الكريم ويهب ثوابه لهما.

أوقاف للتعليم

في 17 ربيع الثاني 1322هـ/ 1904م وقفت سعدى بنت عمر بيهم بن حسين العيتاني زوجة محمد عبد الله بيهم أسهمها في دكاكين في محلة الفاخورة والفشخة على تعليم أولاد المسلمين، من أي بلد، العلوم الدينية ثم سائر العلوم شرط أن يصرف على الولد الواحد ألف قرش سنويا يقرب الأقرب لبني بيهم.

في 15 كانون الثاني 1924م وقفت مريم وسعاد وشفيقة ويسر ومحمد وداود أولاد الحاج عمر بن الحاج خالد القوتلي قطعة أرض وغرف في زقاق البلاط، ويعود الريع على طلبة العلوم الدينية في بيروت وفقراء المسلمين.

وقف الحرمين الشريفين

في 24 رمضان 1328هـ/ 1910م وقفت الحاجة حليمة بنت محمد أبي حمد بن محمد يموت قطعة أرض بالمصيطبة على أولادها الشيخ عبد الرحمن النحاس وأشقائه ومن بعدهم على الحرمين الشريفين.

الوقف على عتيق

في 7 شوال 1266هـ/ 1850م وفي ظاهرة إنسانية حضارية تميّزت بها بيروت وقفت شريفة بنت قاسم حموي دارا في سوق الحدادين ومن بعدها على سليم وحليمة ولدي عبد الله عتيق محمد أبي علي الداعوق اللبان.

وفي سنة 1860 وقفت فاطمة بنت عبد القادر الجبيلي دارها الكائنة في محلة البازركان وخصصت المربع الشرقي من الدار لسكن مرجان عتيق زوجها مدة حياته ومن بعده لورثته.

المرأة متولية وقف

كان من حق المرأة البيروتية شرعا حق التملّك والبيع والشراء والوقف والرهن ولها ذمتها المالية المستقلة، وكان من حقها أن تكون متولية على الوقف وأن تمارس حقوقها بذلك. فقد عيّنت ملكة يوسف سبليني متولية على وقف شقيقها محمد في الحصص الشائعة داخل دار بني دية قرب حارة اليهود (1280/1281 ص150). 

وفي 24 شوال 1333هـ/ 1915م أقيمت سعدى بنت الحاج محمد الطرابلسي متولية على أوقافه.

وفي 20 محرم الحرام 1289هـ/ 1872م تقرر بناء لطلب الحاجة خديجة بنت عمر حصرم عزل المتولي على الوقف المسجل في آخر رمضان 1275هـ/ 1859م.

أوقاف متفرّقة

ان ما ذكرناه هو غيض من فيض من أوقاف البيروتيات التي ذكرت في الوثائق ومنها أيضا وقف حليمة بنت الشيخ صالح الحنبلي ووقف عائشة بنت محمد بن إبراهيم المسالخي دارها في سوق البوابجية في 25 محرم الحرام 1255هـ/ 1839م.

بناء غرف في دار الأيتام الإسلامية

يتضمن سجل شرف دار الأيتام الإسلامية تبرّع البيروتيات ببناء غرف في الدار. وُضعت لوحة على كل غرفة تبيّن اسم المتبرّعة، ذُكرت جميعها في الكتيب الذي أصدرته الدار.

أوقاف سُلّمت لجمعية المقاصد عند تأسيسها

أورد الفجر الصادق الأوقاف التي سُلّمت للجمعية فكان منها أوقاف فاطمة وبدرة الجبيلي والحاجة طاهرة والحاجة كاسبة ووقف والدة بديع اليافي ووقف عائشة مصطفى القباني ريع دكانة لجلب الماء الى جامع الاشرفية ومبلغ مائة قرش من ريع بيت وقفته في محلة الباشورة.



* مؤرخ