أصادف في الأيام الأخيرة كثيرا من النساء المسلمات اللواتي يعبّرن لي وبشكل غير مباشر عن نفور واضح في نفوسهن من كل ما له علاقة بالدين... وتبدأ كل واحدة منهن بعد ذلك بالتبرير لنفسها بمبررات واهية ولكن.. هي تعتقد بها، وعند الدخول في نقاش أو حوار معها أكتشف أنها لا تعلم من الدين إلا ظاهره ولا تعرف إلا ما توارثته من هنا أو من هناك..؟!
ومن هنا.. أعود اليوم لأرفع الصوت مطالبا بضرورة إعادة النظر في مسيرة الدعوة المرتبطة بالنساء في لبنان وأهمية تأمين داعيات يعايشن ظروف المرأة المسلمة وتقديم كل ما تحتاج إليه من فتاوى.
فإن الفتيات المسلمات اليوم في لبنان بغالبيتهن يشهدن حملات مكثفة وشرسة تهدف إلى نزع ارتباطهن بهذا الدين العظيم، مرة بمحاربة الحجاب، ومرة بالتهجّم على أحكام الإسلام الخاصة بالمرأة، ومرة بالدعوة إلى الثورة على الأزواج وكلها تحت شعارات رنّانة وكلمات برّاقة تغري وتفسد...؟!
وبمقابل كل ذلك... لا نرى إلا القليل النادر من النساء الداعيات اللواتي يحاولن وبجهد خاص وشخصي توعية الفتيات والنساء في درس هنا أو ندوة هناك..؟!
وبالمقابل نرى الجمعيات التي تتغنّى ليل نهار «بتفلّت» المرأة وتنادي «بحريّتها المطلقة» تسرح وتمرح وتستثمر كل مجال إعلامي أو إعلاني وتستقطب كل الوجوه الثقافية والاجتماعية والفنية والسياسية لدعم حملاتها، بينما الدعاة يزهدون في دعم نشاط المرأة المسلمة الداعية إلى الحق..؟!
إن المرأة المسلمة في بلادنا من حيث الاهتمام والرعاية والدعم أشبه باليتيمة بكل أسف...
والمطلوب اليوم أكثر من أي يوم مضى أن نعمل جميعا وبكل جهد لإعادة تثبيت الدين الصحيح في فكر ومفاهيم ونفوس النساء المسلمات في لبنان، خاصة في ظل الادعاءات الكاذبة التي وللأسف الشديد تؤكّدها بعض التصرّفات والكلمات الشاذّة التي تصدر من بعض الدعاة..؟!
تارة يقولون.. دين ذكوري..؟!
وتارة.. ظالم للمرأة..؟!
وتارة.. يمنع الحريات...؟!
وتارة.. مجرم بحق الطفلات..؟!
وفي ظل كل الافتراء السابق.. نعايش من حولنا - بكل أسف - تصرّفات حمقاء يقوم به البعض ليؤكّد هذه النظرة السوداوية في نفوس النساء..؟!
النساء المسلمات في بلادنا في معاناة شديدة... فهل من ناصر لهن..؟!