بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيار 2018 12:05ص من تاريخ القضاء الشرعي في بيروت (15)

القاضي الشرعي يختتم سجلاته بأبيات شعرية

حجم الخط
وكما جرت العادة على افتتاح السجلات الشرعية  بعبارة تفيد موضوع السجل وتاريخه وتحديد القاضي الناظر بالدعاوى. كذلك جرت العادة ان تختتم السجلات  بإيراد كلمة ختم أو تم الى جانب علامة القاضي أو العبارة التي ينمق بها الوثائق.
فقد ختم سجل القاضي حافظ حسين كاظم بعبارة «ختم بالخير الحمد لله» مع علامة القاضي وختمه .هكما ختم سجل القاضي محمد حميد عثمان بالعبارة ذاتها.
 وفي آخر  شهر رمضان سنة 1278هـ اختتم سجل القاضي محمد سعيد بعبارة «ختم بالخير والسرور بعون الملك الغفور» تليها علامة القاضي وختمه. 
 وفي آخر شهر رمضان سنة 1279هـ اختتم سجل القاضي محمد أمين خير الدين سنان بعبارة «وقد ختم بالخير» مع علامة القاضي وختمه.
في 17 شهر رجب سنة 1280هـ اختتم سجل القاضي إبراهيم رشدي بعبـارة «ختم بالخير والسرور بعون الملك الغفور» تليها علامته:  «نمّقه الفقير إليه عز شأنه القاضي بمدينة بيروت إبراهيم رشدي حلمي أفندي زاده عفي عنهما».
 في 5 محرم سنة 1281هـ اختتم القاضي شريف رشدي صدقي زاده بخطه سجله الأول ببيتين من الشعر من نظمه هما:
قضائي في بيروت حول كامل
هذا السجل ضمّ بعض الحول
به  ابتدأت    مدتي   مختتماً
بحمد ذي الطول الشديد الحَوْلِ 
في 28 جمادى الأولى 1281 سنة  هـ ختم السجل الثاني للقاضي المذكور ببيتين من الشعر أيضاً  بعدهما: «قاله ورقمه صدقي زاده»  يلي ذلك ختمه . والبيتان هما:  
ثاني سجل خط فيه الذيقدّره الباري بحكم  القضا
فارتجي إحسان ما بعدهيأتي كما أحسن فيما مضى
 في 21 رمضان 1282سنة هـ ختم سجل القاضي نوح ناحي بختمه بعد عبارة عثمانية نصها:
بو مجلده زمان ناجي وقوعاتي تمام
حمد لله بولدي مأموريتم حسن ختام
(هذا السجل للوقائع  زمن القاضي نوح ناجي. الحمد لله على حسن ختام مأموريته).
في غرة رجب سنة 1284 هـ ختم سجل القاضي زين العابدين بعبارة «هذا آخر الحوادث الشرعية التي صدرت في مدتي».
في 21 ربيع الثاني سنة 1289هـ انتهت  نيابة حسين كاظم وبدأت  نيابة الشيخ محمد المفتي الطرابلسي بالوكالة وجاء في ختام السجل  «إلى نهاية يوم الثالث عشر من شهر صفر الخير سنة تاريخه أدناه كانت نهاية نيابة فضيلتو حسين كاظم أفندي نائب بيروت ويليها في اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور كان ابتداء وكالة مولانا فضيلتو السيد محمد افندي مفتي بيروت من طرف المشيخة العظمى تحريراً في 24 ربيع الثاني سنة 289». تليها علامة القاضي الوكيل أي محمد حسن المفتي الأشرفي  وختمه «السيد محمد».
وتم في 10 شوال سنة 1284 هـ ختم سجل السنة المذكورة بوفاة القاضي غالب.  فدونت في هامش السجل عبارة « لى هنا يوم الاثنين عاشر شوال سنة أربع وثمانين إخترمت المنية غالب أفندي ولأجل الاحتياط ختم بخاتمه قبل كسره»  يليها ختم القاضي المذكور. 
وفي 14 ربيع الأول سنة 1291 هـ اختتم سجل القاضي محمد سعيد (النائب للمرة الثانية) بعبارة «ختم بالخير» تليها علامته وختمه. 
 في شهر شعبان سنة 1292 هـ اختتم سجل القاضي مصطفى رشدي بعبارة «الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد أكمل المخلوقات وعلى آله بدور التمام وصحبه الكمل والكرام. وبعد فهذا آخر الوقائع والإعلامات والوثائق الشرعية التي صار إجراؤها وقيدها في هذا السجل المحفوظ في محكمة بيروت في جميع مدة نيابتي الشرعية. وأسأله تعالى أن يوفقنا لما فيه الهداية. ويمن بحسن الختام في النهاية». 
 في 20 ذي الحجة سنة 1294 هـ ختم سجل القاضي محمد راغب بعبارة «ختم بالخير» وختم سجل القاضي عبد الله جمال الدين بالعبـارة نفسها  ومثله سجل القاضي إسماعيل رامز والقاضي عمر خلوصي مع ختم كل قاضي وعلامته.
في غرة ذي الحجة سنة 1297 هـ ختم سجل القاضي محمد حسن صدر الدين بعبارة «تم وبالخير عمّ» مع علامة القاضي وختمه.
 في 10 شوال سنة 1321 هـ ختم سجل الشيخ محمد الكستي وكيل نائب بيروت بعبارة «هذا آخر ما حرر لدي من الوثائق الشرعية وأنا الحقير محمد الكستي وكيل نائب مدينة بيروت عفي عنهما نمّقه الفقير إليه تعالى» يليها ختم الوكيل المذكور وعبارة تصديق وتوقيع «توفيق».  
شريف رشدي البرسوي
تولى قضاء بيروت بين سنتي 1280و 1281 هـ ويبدو أن هذا القاضي كان شاعراً كما يتبين من الأبيات التي اختتم بها سجلي مدة  توليته. كما كان ذواقاً للشعر بدليل كثرة القصائد التي ذكره بها مساعده  الشيخ قاسم أبو الحسن  الكستي  أثناء توليه القضاء، ومنها:
ما لقلبي من هواه مخلصٌ
لا ولا أرجو له مُنقلبا
غير أني أنظم الشعر له
مثل ما فيه دراً اشنبا
وأحلّيه بأوصاف الذي
عنده الشعرُ شعارُ الأدبا
بشريف الذات ما بين الورى
قد  تسمى  وبرشدي   لقّبا
صدره للعلم أضحى جامعاً
وبه نور الهدى  قد   خطبا
وهو بالأحكام قاضي عصره
وإمام  الأذكياء      النجبا
مذهب النعمان قد ألبسه
 من حلى الشرع طرازاً مذهّب
 وقال الكستي مخاطباً القاضي:
أقدم للمولى الشريف عريضة
بها شرح حالي واعتذاري لحضرته
عسى أنها يوماً تذكره بما
يكون به الشكر العظيم لنعمته   
وقال فيه أيضاً:
إذا قصد الورى للخير شخصاً 
سواك فأنت دون الناس قصدي 
وإن ضلّوا به جهلاً فإني
أرى بك يا شريف الذات رشدي  
وقال في مناقبه:
قاضٍ أقال الدهر من عثراته 
ولذا تراه في الخطوب مسَالِمه 
لبست به أيامنا حلل الرضا
وبحزمه شدّ  القضاء محازمه
وبه لقد عرف الوقارُ مقامه
والبدر يعرف في السماء نعائمه 
وقد رثاه الكستي بقصيدة مطلعها :
الموت كأس على كل الورى جاري
وليس يبقى بلا موت سوى الباري
فبينما المرء يبني القصرَ من حجرٍ
        يرى المنية ترميه بأحجارِ
وقال  فيها:
مولى قضى نحبه في حسن خاتمة
وسار للخلد مثل الكوكب الساري
قد كان للرشد منسوباً فوافقه
وكان  للضيف  مكراماً   وللجار
لنصرة الشرع نرجو أن يكون له
من ربه منزل مع صاحب الغار  
 * محامٍ ومؤرخ