بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2020 12:02ص نحتاج إلى ثورة فكر «عمائمية»..؟!

حجم الخط
لا شك أن الإنسان المسلم في بلادنا العربية اليوم يعيش حالة من التذبذب تصاحبها مرحلة من «ضعضعة المفاهيم» في ذهنه ونفسه، وبكل تأكيد هو يعاني من صراع داخلي في كيفية التصرّف مع كل مستجدّات عصره..؟!

فهو بات يرى أن «العمامة» التي تربّى على معاملتها كـ «تاج على الرؤوس» باتت في عصرنا دلالة على التحجّر والركود والجمود..!؟

فالتاريخ بلا أدنى شك سيكتب أنه في عصرنا ضاع أثر العمامة الإيجابي والفعّال، إما بفعل البعض الذين اتخذوا منها (شركة تجارية) وفتحوا لأنفسهم فروعا في مختلف المناطق ثم راحوا يتاجرون بكل ما أمكن بإسمها..؟!

وإما بسلبية البعض الآخر الذين أصرّوا على التقليد الأعمى حتى في متغيّرات الحياة اليومية فباتوا أسرى لعصور مضت..؟!

وإما بسكوت البعض الثالث وهم «المساكين» من أصحابها الذين يتعللون (بضعف الحيلة) و(قلّة الإمكانيات) و(العجز عن المواجهة)..؟!

ولذلك أقول أننا فعلا بحاجة إلى ثورة في هذا الميدان تعلّم كل «معمّم» أن العمامة ليست لمن أراد وجاهة أو مفخرة ولا من يبتغي التكسّب والتعالي ولا من أراد السكوت والخنوع، وإنما هي حصرا لمن أراد جهادا في سبيل رفعة الأمة وعزّة هذا الدين بالقول والعمل..!؟

فنحن بحاجة ماسّة إلى «ثورة دعوية» تزيل كل الشوائب المستقرّة في الأذهان والفكر والنفوس والممارسات حتى يعود للعمامة رونقها ومكانتها وهيبتها وصدقيتها وتأثيرها ودورها وثقتها ونصاعتها...!!

نحتاج إلى ثورة تنفض عن العمامة ما التصق بها من سلبيات عكست المفاهيم في نفوس الناس وفكرهم حتى بات مَن مِن المفترض أن يكون متهما بريئا.. والمتهم بريئا..؟!

وهذه الثورة لن تكون إلا «بانتفاضة دعوية» فكرية ونفسية وعملية تبدّد الغيوم وتفسح المجال لشروق «شمس» الحق...؟!

ثورة تحتاج إلى صبر وإلى جهاد وإلى قوة وإلى عمل وإلى موضوعية في النقاش وليس إلى اتهامات مسبقة وتخوين وإدانة لمن يطالب بها.

فيا كل مسلم في لبنان وفي غيره...

يا أيها المعمّمون (الأوادم)...

أيها الدعاة إلى الحق والعدل مهما قلّ عددكم...

نقول بصراحة تامة، تذكّروا أن «العمامة» اليوم عند كثير من الناس عنوانا لا يبشّر بالخير، بل هي دليل في مخزونهم الثقافي والنفسي والفكري على أمور لا تحمد..؟!

فاعملوا بما كلّفتم به حتى نكون على قدر المسؤولية...

ورحم الله الشيخ محمد عبده حين قال:

ولست أبالي أن يقال محمد  أبلَّ أم اكتظت عليه المآتم

ولكن ديناً قد أردت صلاحه  أحاذر أن تقضي عليه العمائم

bahaasalam@yahoo.com