بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيار 2020 12:00ص نحن وأبناؤنا في استقبال عيد الفطر: فرح وسعادة رغم الوباء

حجم الخط
أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر السعيد، ولكن للأسف فهذا العيد ربما سيكون حزيناً على الكثير من أبناء المجتمع المثقلين بالهموم والأزمات بسبب وباء كورونا وبسبب الأزمة الاقتصادية الصعبة التي ترخي بظلالها على الجميع..

وهذا الأمر سيربك أفراد الأسرة سواء الأم والأب في كيفية تأمين ما تيسّر لجعل الأبناء يشعرون بفرحة العيد..
بالطبع، الفرحة ستسرق من عيون الأطفال الذين ينظرون العيد بفارغ الصبر.

والأهل سيشعرون بالأسى والحسرة لعدم تمكينهم من تأمين مستلزمات أولادهم.

والأطفال في هذا العيد لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في وطن الكبير يأكل الصغير والقوي يستقوى على الضعيف.

ولكن رغم ذلك لا بدّ من التفاؤل في إيجاد ولو بسمة صغيرة على شفاه الأولاد في يوم العيد.. كيف سيكون ذلك؟ هذا ما سنناقشـه في تحقيقنا التالي:

مزوق

بداية، قال رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى الشيخ وسيم مزوق انه يقول الله سبحانه وتعالى بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرح المؤمن في هذه الحياة الدنيا مبتلى، فقد قال تعالى {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} وبالرغم من الابتلاءات التي يعيشها الإنسان ويمرُّ بها عليه أن يكون من الصابرين المحتسبين للأجر عند الله تعالى.

وأضاف: ونحن في لبنان نعيش بلاء كورونا وبلاء غلاء المعيشة وبلاء بعض السياسيين الفاسدين أمام كل هذه الابتلاءات نودّع شهر رمضان ونستقبل عيد الفطر السعيد، فهل يوجد عيد أم لا؟ لأننا نسمع كثيراً من النّاس يقولون هذه العبارة «ما في عيد هذه السنة»، نقول يوجد عيد ويوجد الأمل لأن ديننا يعلّمنا التفاؤل وحسن الظن بالله، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ويقول عن الفأل «الكلمة الصالحة أو الحسنة»، فعلينا أن نعظّم شعائر الله لقول الله تعالى: {من يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.

وتابع قائلاً: وهذا التعظيم للعيد واستقباله وهو شعيرة من شعائر الله يكون بالالتجاء إلى الله تعالى أن يتقبّل منا صيام رمضان أولاً وبالثبات على طاعته وبالتغيير نحو الأحسن على كافة الأصعدة الإيمانية والأخلاقية والحياتية في تعاملنا مع الآخرين وبالابتعاد عن المعصية، فقد سُئل أحد الصالحين عن العيد، فقال «كل يوم لا أعصي الله فيه فهو عيد».

وتابع قائلاً: علينا أن نفرح ونحن ندخل السرور والفرح على الآخرين سواء بما استطعنا من التصدّق بالمال على حسب قدرتنا، ومن هنا نعلم الحكمة في زكاة الفطر التي تخرج قبل صلاة العيد ويجوز اخراجها في أول رمضان، وذلك لاغناء الفقراء عن المسألة. وإذا قال قائل ليس لديّ المال لأتصدّق وأدخل الفرح على الآخرين، نقول نستطيع ذلك بإهداء لعبة من ألعاب أولادنا، فهذه الهدية المتواضعة ترسم الفرح والسرور والأمل على وجوه أطفال وأولاد الفقراء الذين هم أشدّ فقراً منك، وإذا قال قائل لا يوجد لديّ فضل ألعاب ولا فضل ثياب ولا فضل شيء لأتصدّق به؟ نقول له الكلمة الطيبة صدقة تصبّر بها عائلتك وأولادك وتصبّر بها السائل الآخر الذي ربما سألك وهو لا يعلم بمالك ربما أنت أشدّ فقراً منه.

نعم اخواني بتوكلنا على الله وحسن ظننا بالله وبشكرنا لنعمه التي لا تعدّ ولا تحصى ومنها نعمة الصحة والعافية، نكون شاكرين ونكونا حامدين بكل ذلك من فضل الله ومن رحمته علينا {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرح}.

ونستطيع أن نعيش أجواء العيد مع أولادنا ولو لم يوجد معنا المال وذلك بإلباسهم أحسن الثياب الموجودة عندهم وبصلاتنا للعيد سواء في المسجد أو في بيوتنا، وبصلتنا للأرحام بالضوابط الطيبة التي ينصح بها الأطباء للتوقي من الكورونا، نفرح بالعيد لأننا نشعر بنعمته التي مهما عملنا ومهما فعلنا ومهما قلنا لا نستطيع إلا أن نشكره عليها.

منصور

وفي هذا الإطار، تقول الاختصاصية التربوية الاجتماعية منال منصور، أنه يمرُّ الكثير من الأسر والعائلات بسبب فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الصعبة بظروف صعبة سترخي بظلالها على الأسرة مع استقبالها للعيد.. فيجب على المرأة هنا أن تقف إلى جانب زوجها وأن لا تشعره بالهم الكبير، فبالطبع  ستختلف الأمور كثيراً من هذه الظروف عن الأعياد السابقة فربما ستستغني الأم هذا العيد عن شراء ملابس العيد الجديدة لأولادها وتحضير حلوى العيد وغيرها من ترتيبات البيت بالعيد، فلا تجعل ذلك يؤثّر على نفسية أفراد الأسرة بل عليها تصنع داخل منزلها جو يحسّسهم بأجواء العيد المباركة، تضحكهم، تلاعبهم، تبسطهم بأبسط الأمور، فالعيد لا يقف على ملابس جديدة، بل على ملابس نظيفة ومرتبة حتى لو كانت موجودة عندها من السابق، فلتبّسها لأولادها وكأنها جديدة وهي مبتسمة وراضية بكل شيء مما يضفي الفرحة على قلوب أفراد الأسرة.

واختتمت قائلة: المرأة في هذه الظروف الصعبة يجب أن تتمتع بالقوة وحسن الإدارة لكي تتجاوز هذه الأزمة دون أي عواقب سلبية على أفراد أسرتها.