بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيلول 2019 06:15ص نعم.. أوقِفوا بنــاء المساجد..؟!

حجم الخط
قد يكون عنوان هذا المقال قاسياً.. وقد يتخذه البعض من «الأحباب..؟!» مادة لإلصاق التهم بي أو تشويه السمعة.. ولكن دعونا نتكلم بهدوء وبصراحة..؟!

فمن المؤلم جدا أن تكون ملايين الدولارات في لبنان تنفق على بناء المساجد في الوقت الذي فيه نرى المواطن - الذي من المفترض أن يكون أحد روّاد هذه المساجد – نراه فقيرا.. مذلولا... مريضا.. محتاجا.. يعاني من أزمات معيشية متلاحقة وعديدة، ولا أحد من المسؤولين يريد أن يبحث عن حل لها...؟!

وإذا أردنا أن نطرح الموضوع ملتزمين بفقه الأولويات الذي أمرنا به ديننا الحنيف، فيمكن لنا أن نقول وبصريح العبارة أنه ما من منطقة في بلادنا - والحمد للّه – إلا وفيها من المساجد والزوايا والمصليّات ما يكفي السكان، بل الحقيقة المؤلمة تخبرنا بوضوح أن حتى هذه المساجد والمصليّات نراها في أغلب الوقت شبه فارغة ولا تمتلئ إلا يوم الجمعة أو في الأعياد..

وبالتالي.. الأوْلى لنا جميعا أن نسأل أنفسنا...

هل المجتمع يحتاج إلى بناء مسجد تكون تكلفته ملايين الدولارات... أم هو بحاجة إلى إنشاء مدارس متطوّرة تراعي ظروف وأحوال الناس فتحتضن أبناءهم وتقدّم لهم العلم الصحيح بأسعار مدروسة ومقبولة...؟!

هل المجتمع بحاجة إلى إنفاق مئات آلاف الدولارت لتزيين المساجد.. أم هو بحاجة إلى مستشفى أو مستوصف كبير يقدّم للناس العلاج والدواء دون أن يشعروا بالذل والمهانة...!؟

أجيبوني يرحمكم الله...

هل نحن بحاجة إلى مزيد من المساجد في وقتنا الحالي.. أم نحن بحاجة شديدة إلى مشاريع استثمارية - إنتاجية - تنموية تؤمّن كرامة العيش لشبابنا الذي بات كافرا بكل شيء من حوله..؟!

أخبروني بارك الله بكم...

هل نحن بحاجة إلى مساجد إضافية.. أم إلى مشاريع سكنية تُبنى للشباب ويتم تقسيط ثمنها بدفعات تراعى الأوضاع... خاصة وان الزواج بالنسبة لجيل اليوم أصبح كالعنقاء.. ضربا من الخيال..؟!

إن هذا الابتعاد الكلي عن إلتزام سلم الأولويات في مجتمعنا أوصل عددا كبيرا من شبابنا وفتياتنا إلى مرحلة اليأس... إلى مرحلة التشاؤم... إلى مرحلة الإحباط النفسي الشامل الذي دمّر كل طموح وكل أمل في نفوسهم، وبالتالي انعكس كل ذلك ابتعادا تاما عن دينهم، فهم لا يدخلون المساجد ولا يترددون عليها، بل إن في داخلياتهم ومخزوناتهم النفسية مفاهيم فاسدة عن كل ما له علاقة بالدين الحنيف... والسبب سوء الفهم والعرض والعمل بتعاليم هذا الإسلام العظيم، ثم اعوجاج ترشيد الانفاق في المجتمع...؟!

إن المجتمع يا كل مسؤول... يعاني من نزيف قاتل في «إنسانيته وكرامته وعيشه»...

فـ «طوبى» لمن يداوي الجراح... وألف «طوبة» لمن يعمل بعكس ذلك..؟!