بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيلول 2019 12:02ص هل تنتظرون الإنهيار...؟!

حجم الخط
ما من يوم يمرُّ على أحدنا إلا ويسمع عن حالة طلاق هنا أو حالة اضطهاد هناك أو حالة تفلّت هنالك، وكل ذلك دون أن يرمش لنا طرف أو يتحرّك فينا ساكن، أما آن لنا إذن أن نتحرّك للحفاظ على ما تبقّى لنا من خصوصية (إسلامية - مشرقية) في مجال أحوال الأسرة..؟!

لا أعني بكلامي مشاريع قوانين تجعل الزواج أشبه بـ «بروتوكول» تنسلخ عنه دلائل المودّة والرحمة والسكن، وإنما نطالب بعودة الإنسانية إلى المجتمع الذي يفترس مشاعرنا وأحاسيسنا ومفاهيمنا الراقية حتى نعود إلى جمال التنعّم بالأجواء الأسرية.

فالإسلام وصف الزواج بأنه سكينة... ونحن حوّلناه إلى سكّـينة..؟!

وُصف بالمودّة والرحمة.. ونحن جعلناه نكاية ونقمة..؟!

فأي مستقبل تنتظرون من أجيال تربّت في أجواء موبوءة لم تعرف معها سوى مشاعر البغضاء والكراهية والنكايات المدمّرة..؟!

نحن نحتاج إلى إنتفاضة شاملة تتضافر فيها كل الجهود لإعادة الأسرة إلى مكانتها الصحيحة، ونحتاج إلى جهود دستورية وقانونية وتعليمية ودعوية واقتصادية واجتماعية تجعل من الأسرة حلما جميلا وواقعا أجمل يسعى كل شاب وفتاة لتكوين مثلها ليشعروا بنعيمها وروعتها.

هل تعلمون أيها السادة أن هناك عائلات تتفكك ويهدّد الخلاف بهدم أركانها بسبب.. 400 ألف ليرة إيجار مسكن يعجز الزوج عن تأمينها بعد الإفلاس الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي أصاب العباد والبلاد نتيجة لتنافسكم على قطع قالب الحلوى المسمّى «لبنان»..؟!

هل تدركون أن أبناء تيتّموا.. وأهلهم على قيد الحياة، غير أن الانتماءات السياسية فرّقت بينهم وجعلتهم أعداء ولو على حساب فلذات أكبادهم..؟!

ثم.. هل تدركون أن عددا مخيفا من هؤلاء الأبناء هجروا واقعهم المرير إلى عالم المخدرات والموبقات..؟!

وهل.. وهل.. وهل..؟!

أيها المسؤولون جميعا ودون إستثناء.. أنتم تتخاصمون على مصالحكم حتى تنالوها، ولكن الخوف كل الخوف أن تصلوا إلى مكاسبكم ثم لا تجدوا في بلادنا بعدها أسرا تتعاملون معها..؟!