بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2017 12:05ص هل فعلا أصبح خلع الحجاب ظاهرة..؟!

حداد: أفعال مرفوضة وندعو إلى تحصين البنات بالإيمان الصحيح

حجم الخط
معلوم أن للشريعة الإسلامية ثلاث درجات من الحجاب:
الدرجة الأولى‏:‏ هي حجاب أمهات المؤمنين‏:‏ وينبغي سترهن عن نظر الرجال عن طريق حجاب يحجز بين الطرفين داخل بيوتهم ليفصل بين النساء والرجال في مجالسهم لقوله تعالى {وإذا سألتموهن متاعا فأسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}.
الدرجة الثانية‏:‏ للحرائر من نساء المؤمنين‏,‏ وهؤلاء ينبغي ستر جميع البدن عدا الوجه والكفين لقول الله تعالى {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}.
الدرجة الثالثة‏:‏ وهن الإماء المؤمنات‏,‏ ولهن أحيانا أن يكشفن بعض أطرافهن مثل جزء من الذراع وقدر من أسفل القدم للخدمة‏,‏ ويقوم مقامهن الآن خدم البيوت‏.
ولكن في كل الحالات‏ على المرأة الالتزام بالأخلاق التي أمرنا بها الإسلام وعدم الخضوع بالقول لقوله تعالى {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا‏}، وقوله تعالى {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}.. سواء في الزي أو المشية أو الحلى الفاضحة.
ولكن رغم هذه الحقيقة ظهرت مؤخرا في مختلف بلاد العالم الاسلامي وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات من هنا وهناك لخلع الحجاب، خاصة بعد عرض لتجارب شخصية قامت بها بعض النسوة لتشجيع النساء على ما فعلن،  الأمر الذي صور للبعض أن الحجاب ليس فرضا على المسلمة أو شجع البعض منهن على خلعه تحت ذرائع مختلفة..
فلماذا يتكرر هذا المشهد بين الفترة والأخرى..؟!
وإذا كان الأمر قراراً فردياً فلماذا يصور ويبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟!
وما الفائدة من أن يكون ارتكاب المرأة لأمر محرم بشكل علني تحريضي..؟!
وهل فعلا هناك رفض للحجاب أم أن الأمر حالات فردية يراد لها أن تعمم لتبدو وكأنها ظاهرة..؟!
فرض ثابت
{ بداية لا بد من التأكيد على أن الحجاب فرض ثابت بالنصوص القطعية، فقد قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقد أمر الله تعالى في آياته الكريمة بضرب «الخُمُر» على الصدور، وألاَّ تبدِي المرأة زينتَها إلا لمحارِمها كما ذكرتهم الآية، وفي حديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لأسماء بنتِ أبي بكر الصديق؛ حينما دخلَت عليه بثيابٍ رقيقة، فأعرَض عنها، قائلاً: (يا أسماء، إن المرأة إذا بلغَت المحيض لا يصحُّ أن يُرى منها إلاَّ هذا وهذا)، وأشار إلى وجهِه وكفَّيه ما يفسِّر لنا ما ينبغي أن ترتديه المرأةُ وما لا ترتديه، مما يعني أن الإسلام فرض على المرأة أن تغطِّي رأسَها وصدرَها ونحرَها وسائر جسدها، وأن تكون ثيابها فَضْفاضة غير شفَّافة تُظهر مفاتنَ جسدِها، وقد التزمَت المرأةُ بهذا الأمر التزامًا شديدًا؛ كالتزامِها بأوامر الله جلَّ وعلا في الصلاة والصيام والزكاة، وغيرها من فروضِ الطاعة، في عهدِ رسول الله  صلى الله عليه وسلم .
ومن جهة أخرى فإن مجاهرة البعض من النساء بخلع الحجاب علانية وأمام كاميرات مواقع التواصل الاجتماعي أمر خطير بل من أعظم الذنوب لأن فيها تحديا لما حذرنا منه المولى تعالى حين قال: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}..
حداد
{ المفتش العام للاوقاف الإسلامية الشيخ اسامة حداد قال: ينبغي ان نوضح للجميع ان غطاء الرأس الذي نحن نسميه بالحجاب وهو في اللغة العربية «الخمار» هو فرض بنص الآية الكريمة {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} ووضح النبي  صلى الله عليه وسلم  حدود عورة المرأة فقال ان المرأة إذا بلغت المحيض لا يجوز ان يرى منها  إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه الشريف وكفيه، والله تعالى قال: {يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين ان يبدين عليهن من جلابيبهن} هذه الآية تدل على الاحتشام في اللباس وستر جميع العورات وانطلاقاً من هاتين الآيتين الكريمتين يتبين لنا ان الحجاب ليس فقط غطاء رأس وليس فقط غطاء جسد وإنما الاثنين معاً متلازمين، وبالرجوع إلى الآية الأولى يعلمنا الله عز وجل كيفية وضع الخمار على الرأس بان يكون الخمار مغطياً الرأس بحزم والخمار ينزل من الرأس إلى الرقبة ومقدمة الصدر.
وتابع قائلاً: ان ما نشهده في هذه الأيام من اختلال في كيفية اللباس الشرعي للمرأة وكيفية وضع الخمار لهو نذير بان هذه المرأة وكأنها تضعه ليس اقتناعاً وإنما كان ذلك جبراً أو عادة وليس عبادة، وهذا بداية طريق خلع الحجاب فنرىبعض النساء وكأنهن غير مقتنعات تضع على رأسها ولكنها تظهر مفاتن جسدها، وما تقدّم يتبين ان وضع الحجاب «الخمار» والاحتشام فرض على كل مسلمة مؤمنة وتارك الفرض يعتبر عاصياً، ونقول لمن ابتليت بهذه المعصية «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا» فلا تضعن صوركن على صفحات التواصل الاجتماعي وتتباهين بمخالفة أمر الله وخاصة أولئك اللواتي كن محجبات ولعبت شياطين الانس والجن بعقولهن فنزعن الحجاب وتباهين بهذه المخالفة الشرعية وهؤلاء أخطر من اللواتي لم يتحجبن بعد.
واضاف: ولذلك على العائلات حماية بناتهن باقناعهن بفرضية الحجاب وليس بفرض لبس الحجاب ويأتي دور مجالس العلم الموثوقة والتي تدعو إلى تعليم الإسلام الوسطية والاعتدال فلا تظهر المرأة انها مكبوتة، ولا تترك لها الحرية بلباسها هناك ضوابط شرعية ينبغي على الجميع ان يتعلم الشرع فإن ما نراه ونسمعه يعود إلى الجهل بالشريعة.
ودعا جميع نسائنا إلى الاحتشام في اللباس والسلوك عندها يضعن الحجاب على الرأس ويحافظن على آدابه وسلوكه.