بیروت أيتها الغالية أنت في الإنعاش لتُشفى جراح الكسور
كسور الأعضاء والمشاعر والأحاسيس لأجل تفاهة الأمور
قد كنت مثل أزاهير الحدائق المكللة بأجمل أنواع الزهور
وكان تغريد نسيم أشجارك كتغريد البلابل والطيور
وكانت النجوم المتلألئة في السماء منارة كأجمل البدور
كان كل ما فيك جميلاً أنيقا ولك عند الناس الحب الموفور
لأنك جذابة معطاءة حنونة ومشاعرك للعالم أنبل شعور
حتى أتاك شياطين الغدر اهملوك وأذلّوك طيلة الشهور
وبقيت صابرة رغم جراحك تنتظرين الفرج لعودة النور
نورك الوضّاء أرادوا اطفائه من خائن فكره مبتور
لكنك ما زلت تتنفسين ولو بصعوبة الموجوع المقهور
وليتهم اكتفوا اطلقوا عليك رصاصة بالقلب من إنسان مأمور
بیروت أنت في الإنعاش لكنك ستعودين لجمالك المشهور
وهم في الكوما من أحرق ودمّر لأن عقله بالأخطال(1) مغمور
هم في الكوما لأنهم ينفذون أوامر الدمار وكل فرد منهم مأجور
ترى ما الهدف سوى السيطرة على الوطن اكشفوا المستور
لم يعد خافيا على البشر ولا الحجر صاروا بالكوما من الغرور
غرور حب الذات والأنانية للمناصب وحق الشعب مهدور
بیروت مهما كان المستور شديداً الأمل لا يموت على مرِّ الدهور
ليت كل من دخل في الكوما يموت قبل أن يستفيق ويوضع بالقبور
ولا يخفى على أحد سيكون سجله السماوي بكل السطور
ناهيك عن الأجيال القادمة التي لن ترى سوى باقي القشور
لا بيروت لن تموت بإذن الله ستعود متألّقة بوجه منضور
وتعود درّة الشرقين وعروس العرائس والكل بك مبهور
(1) الأخطال: مفردها خطل وهو الخطأ الكبير