بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2017 12:06ص وسط ترحيب علمائي وشعبي.. دار الفتوى أطلقت الخط الساخن والبريد الإلكتروني للفتاوى على مدار الساعة

حجم الخط
معلوم أن شأن الإفتاء شأن عظيم فهي توقيع عن رب العالمين، ويكفي دليلاً على علو وعظم شأنها ان الله تعالى قد قرن التقول عليه وعلى شرعه بلا علم بالفواحش والظلم والإشراك فقال: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}... بل انكر سبحانه على من يرسلون ألسنتهم تحليلاً وتحريماً بلا علم، وسمي ذلك افتراءً وكذباً فقال: {قل أرأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل الله اذن لكم أم على الله تفترون}.
ولكن من تطوّر وسائل الحياة وتعدد مصادر المعرفة وخاصة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي رأينا كثيراً من النّاس يتصدرون للفتوى وهم ليسوا بأهل لها...
فسمعنا عن فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، وعانينا من بعضها أشد معاناة، حتى إن منها ما شكل مشكلة كبيرة ليس لأفراد وإنما لمجتمع بأسره..
ومن هنا ومن باب تصويب هذا الأمر واصلاحاً للاعوجاج الحاصل أطلقت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية خدمتين جديدتين هما الفتوى الالكترونية والخط الساخن للفتاوى.
خطوة من أبرز الإيجابيات التي ستحصدها هذه الخدمة في بلادنا هي كالتالي:
أولاً: ستعطي ثقة أكبر للناس بما يصدر من فتاوى..
ثانياً: ستكون سداً لكل من لا علم له ونراه يتصدر للفتوى وبالتالي ستخفف هذه المشاكل المترتبة على هذا الجهل..
ثالثاً: ستجعل النّاس متفاعلين أكثر وأكثر مع المؤسسة الدينية التي تمثل المرجعية الرسمية الأولى للمسلمين في لبنان..
فما هو رأي النّاس في هذه الخدمات... وكيف يرون أهميتها؟!.
وكيف توضح دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية هذه الخدمة وضرورتها؟
آراء الناس
{ يونس حاسبيني «موظف» قال أنها خطوة مشكورة نحتاجها جداً في بلادنا خاصة في هذا العصر الذي أصبح النّاس فيه تصدق كل ما يصدر عن الانترنت دون بحث أو إستفسار، فهذه الخطوة أهم ما فيها برأيي أنها تسهل لأي إنسان الحصول على الفتوى من الجهة الرسمية في البلاد، فبدلاً من أن يتكلف عناء الوقوف في زحمة السير وقطع المسافة في سبيل الوصول إلى دار الفتوى والسؤال عمّا يريد أصبح بإمكانه الآن وهو جالس في عمله ان يتواصل معهم وأن يحصل على الفتوى الصحيحة فألف شكر لدار الفتوى وننتظر باذن الله المزيد من الخدمات.
{ شيرين أرناؤوط (موظفة) قالت بالفعل سعدنا كثيراً بهذا الخبر خاصة نحن النساء، فقد كانت الواحدة منا تشعر بخجل كبير إذا ما أرادت ان تسأل حول أمر نسائي ولكن مع إطلاق هذه الخدمة أصبح الأمر أيسر بكثير، واهم ما في هذه الخدمة ان الفتوى تأخذها من أصلها فأنا مثلاً كثيراً ما اسأل بعض الاخوات عن أمور معينة، فاسمع من كل اخت اجابة تختلف تماماً عن الإجابة الثانية ولكن اليوم أصبح الأمر سهلاً والأهم أننا أصبحنا نأخذ هذه الفتوى بكل ثقة دون الحاجة بالسؤال إلى جهات أخرى.
{ محمّد شهاب قال بدوره طبعاً ان تكون الفتوى صادرة من مرجعية المسلمين في لبنان فهذا أمر مريح، ولكن أعتقد أن أهم ما فيها هي انها فتحت الباب للحصول على الفتوى في أية ساعة واي وقت دون الحاجة إلى التقيّد باوقات رسمية أو بدوام العمل، وأنا اتمنى أيضاً ان يخصص خط ساخن آخر لمعالجة مشاكل الشباب الذين نراهم في شوارعنا يضيعون بين أفكار كثيرة تضر بهم وبأخلاقهم.
مزوق
> بدوره رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى الشيخ وسيم مزوق أوضح هذه الحقيقة فقال:
- الخط الساخن هو عبارة عن خط لاستقبال الفتاوى الهاتفية أو الرسائل النصية للتسهيل على السائلين في الحصول على الفتوى الشرعية التي تعينهم وترشدهم في أمور حياتهم اليومية حيث قد يضطر السائل إلى معرفة الجواب بطريقة سريعة لافتاً إلى اننا لا نجيب على الأمور التي تتعلق بمسائل الطلاق أو المال خاصة إذا كان الأمر يتعلق في الخصومات والنزاعات بين الأطراف بل نطلب منهم الحضور والتوجه شخصياً إلى أمانة الفتوى في دار الفتوى للاستماع إلى الطرفين وذلك لخطورة مسائل الطلاق والنزاعات المالية، وهذا الخط فيه النفع باذن الله لمجتمعنا لكي يسأل أهل الذكر والعلم حيث يجيب على اسئلتهم ثلة من العلماء المتخصصين في أمور الفتوى.
واضاف: ان الدافع لإطلاق هذه الخدمة هو ان النّاس قد يحتاجون إلى الإجابة خارج دوام الدار فيتصلون عندئذ على رقم الخط الساخن وهو 909076/76.
وهكذا يجد السائل الإجابة من المرجعية الرسمية الا وهي دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية وبالتالي لا يُبرّر السائل لنفسه الالتجاء إلى الانترنت للحصول على الإجابة التي قد تشتهيها نفسه أو قد تفهم الإجابة خطأ من المواقع المنتشرة على الانترنت أو قد يدخل إلى مواقع غير مؤهلة للفتوى وبالتالي قد يضيع أمور دينه ودنياه ونحن نكون بإطلاق هذا الخط قد أمنا له البديل بان يعرض مسألته ويجاب عنها ليبرئ ذمته بأنه سأل العلماء وهم ورثة الانبياء.
  وأشار إلى اننا في هذا الخط الساخن لا يجيب على الأمور المتعلقة بتفسير وتأويل المنامات والسحر فلا نجيب عنها بل عليهم ان يتوجهوا إلى أهل الاختصاص بتأويل الرؤية «المنامات» أو السحر لأن هذه الأمور لا تعالج على الهاتف ولأن كثيراً من النّاس قد تقع في أوهام بانها مسحورة وقد يظن ربما ان العين والحسد مع ايماننا بوجودها هو مصاب بهما والقضية تكون ضعفاً ايمانياً.
وعن إطلاق البريد الالكتروني أيضاً أشار الشيخ مزوق ان البريد الالكتروني يتعلق بالاجابة عن الفتاوى الشرعية وعلى أسئلة المرسلين وتتم الإجابة عنها خلال 48 ساعة وفي حال كانت الأسئلة تتعلق بمسائل الطلاق أو الميراث أو الحضانة أو النزاعات المالية فنطلب منه أيضاً عبر البريد الالكتروني بالتوجه إلى دار الفتوى أو إلى المحكمة الشرعية ولا نرد على أسئلة تفسير الأحلام وهذا هو موقعنا الالكتروني: Fatwa@darelftwa.gov.lb.
وختم قائلاً: نسأل الله تعالى ان تكون هذه الخطوة في إطلاق الخط الساخن والبريد الالكتروني للإجابة على أسئلة النّاس خطوة مباركة في إصلاح المجتمع كذلك بتعريفهم على أمور دينهم وارشادهم إلى الحلال ليقوموا به وتحذيرهم من الحرام ليبتعدوا عنه، وليأخذوا الفتاوى من مصدرها الصحيح حيث لا افراط ولا تفريط فالناس اليوم إلا من رحم الله قد يسمعون فتوى شاذة مخالفة لاقوال العلماء المعتمدة ويبرر لنفسه بهذه الفتوى فلذلك نقول لهؤلاء اياكم ان تتهاونوا في أمور الفتوى بل تحروا عنها واسألوا أهل الذكر لكي تنجوا في الدنيا والآخرة.