بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 أيلول 2018 12:02ص وعادت معاناة الاهل والمدارس..

حجم الخط
ها هو العام الدراسي في لبنان يطرق الأبواب من جديد، وها هي معاناة الأهل وأولياء الأمور تعود معه لتزيد فوق معاناته معاناة فصلية تتكرر كل عام دون حسيب أو رقيب...
فالمواطن اللبناني اليوم بما يعاني من أزمات أخلاقية واقتصادية واجتماعية وأمنية لا يكاد يستطيع أن يؤمن أساسيات الحياة الضرورية من مأكل ومشرب ومسكن، فكيف إذا طلب منه فوق كل هذا دفع أقساط مدرسية هي أشبه ما تكون بالخيالية...؟!
وهنا نسأل وبكل وضوح...هل المطلوب من المواطن اللبناني عموما والمسلم خاصة، بعد أن فقد معظم مظاهر ودلالات العناية من المسؤولين عنه في شتى النواحي الحياتية، وبعد أن انقطعت أواصر الرعاية من قبل من نصبوا أنفسهم وجهاء وكبراء ومسؤولين، وبعد أن صار المسلمون  يعيشون في واد والرسميون في واد آخر، وبعد أن اقتصد مضطرا في كل أمور حياته حتى الأساسية منها... هل المطلوب أيضا أن يقصر أو يهمل أو يتهاون أو يضيع في تعليم أبنائه التعليم الجيد الذي يمكنهم من صناعة مستقبل واعد ومشرق بإذن الله تعالى...؟!
فما الذي يمكن للمواطن العادي أن يفعله في ظل هذه الظروف..؟!
أولا .. أين دور الجمعيات الخيرية التي (طوشت؟!) آذاننا أثناء المواسم الدينية من هذا الأمر..؟!
وثانيا.. أين دور الإعلام الواعي والوطني في إظهار هذا الاستغلال المرفوض الذي تمارسه معظم المدارس بحق الأهل والأبناء...؟!
وثالثا.. أين دور الدعاة والمراجع في توجيه وإرشاد المجتمع بأهمية تيسير العلم للطلاب في بلد نخشى عليه من زيادة في الأمية العلمية والأخلاقية بعد انتشار الأمية الدينية...؟!
بل وأين دور العقلاء والحكماء في مجتمع بات الجنون الفكري أول المتحكمين به..؟!
لا أعتقد أننا بحاجة إلى إظهار مكانة وأهمية التعليم في الإسلام... ولا بحاجة إلى تبيان ضرورة التعلم كما وردت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام.. فهذه كلها من بديهيات الإيمان عند المسلم ومن أساسيات الإسلام عنده.. 
ولكن ما نحتاجه فعلا هو وجود رؤية تترجم عمليا وسلوكيا  و»مؤسساتيا» لتلك الفريضة التي يعلمها الجميع دون استثناء ...
أيها المواطن اللبناني...
إن السلاح الفاعل الوحيد الذي تستطيع أن تقدمه لأبنائك في هذه الدنيا هو سلاح الإيمان... وهذا لا يتأتى إلا من خلال العلم الصحيح والواعي الذي يؤهل الأبناء للتفاعل مع الحاضر ولقيادة الغد وفق منهج قويم..
فهل يا ترى سنحرمهم من هذا الحق  كما حرمناهم مع سبق الإصرار والتعمد من حقوق كثيرة أهملناها حتى ضاعت...؟!